متابعة-جودت نصري
من منا لا يتذكر قصة قبل النوم.. تلك التي كانت ترويها الأم بصوت دافئ يبعث الأمان والبهجة في قلوب الصغار؟ وهل ننسى القصص التي تحمل في داخلها متعة رواية الأم أو الجدة وهم يقلدون بأصواتهم زئير الأسد في عرينه وشق الطير على الغصن، وما تحتويه من معاني تربوية؟ مما يساهم في تحفيز الأطفال على تحقيق أهدافهم، وزيادة تركيزهم واستيعابهم، وإلهام خيالهم للتغلب على التحديات التي يواجهونها في حياتهم… وغيرها من الفوائد التي تفوق الخيال.
حوار “سيدتي الأم” يتجدد مع كل نتيجة حديثة للدراسات التي ما زالت تبحث وتتحقق من فوائد وأثر قصص الأطفال وحكاياتهم، وما تضيفه من نتائج مذهلة للطفل في المستقبل.
فوائد ومزايا حكايات قبل النوم
تجعل الطفل مرتبطاً بالكتاب في المستقبل
غرس حب القراءة منذ الصغر
في دراسة ظهرت مؤخراً أعدها فريق بحث مكون من 50 طبيباً نفسياً وأستاذاً بعلم الاجتماع، اتضح أن هناك فوائد تضاف لما سبق التعرف عليه من وراء قراءة قصص الأطفال وسردها كحكاية قبل النوم.
من وصايا تلك الدراسة.. العمل على تجديد مكتبات الأطفال في المنازل، وبحث أشكال القراءة وتقنياتها، وكيفية تحفيز الأطفال، وغرس حب المطالعة في نفوسهم منذ الصغر.
ومن بين أشكال القراءة التي يحث المختصون على تجربتها من قبل الوالدين، القراءة لأطفالهم قبل النوم، لما لها من أهمية هذا الشكل وأثره الإيجابي على تعزيز صلة الطفل بالكتاب في المستقبل.
تعزيز العاطفة بين الطفل وأسرته
القراءة للأطفال قبل النوم تعزز الترابط العاطفي بين الطفل ووالديه، وتنمي العلاقة الإيجابية بين الطرفين، وتنقل إلى الطفل القيم وتُشعره بحنان الأم وعطف الأب، كما يجعلهما هذا النشاط يرتبطان في وعي الطفل بمتعة القراءة ودهشتها الأولى.
دافع للاكتشاف والتساؤل
إن القراءة للطفل قبل النوم من قبل أحد الوالدين، تحفز الطفل على طرح التساؤلات وتدفعه إلى البحث عن تفسيرات منطقية لما يصغي إليه من قصص.. وتنمي لديه الرغبة في الاكتشاف وحب المعرفة، شرط انتقاء الكتب المناسبة، بحيث لا تحوي قصصاً تثير الرعب في نفس الطفل أو تجلب له الكوابيس المزعجة.
تنمية حب القراءة مدى الحياة
تشير الدراسات الأكاديمية إلى أن القراءة للطفل قبل النوم تبني في وعيه صلة عاطفية تجاه القراءة، تستمر معه في مراحله العمرية المختلفة طوال حياته، وتنمي مهاراته الحسية المختلفة، وتجعله يتفوق في مرحلة التحصيل الدراسي على أقرانه.
تنمية مهارة التركيز
تعد القراءة من الأنشطة التي تتطلب انتباه الحواس والتركيز من أجل الربط بين الكلمات والجُمل، حتى يتحقق فهم المعنى الذي تشير إليه السطور المقروءة عند الإصغاء إليها، لذلك فإن من شأن القراءة للطفل قبل النوم أن تنمي لديه مهارة التركيز والإصغاء، وتعزز قدرته على الربط بين الأحداث المتسلسلة في القصة التي يستمع إليها.
مساعدة الطفل على النوم.. بعد القراءة
حكايات قبل النوم تساعد الأطفال على الاسترخاء والاستعداد للنوم ، حيث تجعلهم ينصتون بتركيز ويصغون إلى من يقرأ لهم، إلى أن تغمض أجفانهم ويأخذهم النوم.
ولهذا تعد القراءة إحدى أكثر الهدايا المفيدة، التي يمكن للوالدين تقديمها للطفل ولأنفسهم، لهذا يوصى بأن يبدأ الآباء في قراءة قصص قبل النوم بصوت عالٍ لأطفالهم منذ ولادتهم.
والاستمرار في ذلك إلى مرحلة رياض الأطفال؛ فالقراءة المتسقة بصوت عالٍ تمنح الأطفال السبق في تعليمهم وتهيئة مهارات الاستماع الأساسية.
كما يمكن أن يساعد في الحفاظ على تكوين اتصال عاطفي بالقراءة والتعلم، يمكن أن يستمر مدى الحياة.. وهل تعلم سيدي الأب أن جلوس الطفل بدون حركة أثناء الاستماع إلى قصة جيدة قبل النوم، تساعد في تحسين تركيزه!
وهنا تعتبر مشاهدة التلفزيون مهمة سهلة بالنسبة للدماغ، بينما القراءة تسمح للدماغ بتقوية وبناء اتصالات جديدة.. وإذا تمت القراءة كثيراً خاصة قبل النوم، فإن الانتباه للقصة سيساعد الطفل على الاحتفاظ بالمعلومات.