متابعة-جودت نصري
لا شك أن أطفال اليوم الذين يعيشون ويتربون في عصر التكنولوجيا يختلفون عن أطفال الأمس. يواجه الأطفال اليوم العديد من المشكلات في التواصل الاجتماعي مع الآخرين، وذلك بسبب انشغالهم أمام شاشات العالم الافتراضي والهواتف المحمولة طوال الوقت، على الرغم من الدور الأساسي الكبير الذي يلعبه الذكاء الاجتماعي في صقل شخصية الطفل ودفعه نحو الأمام. ينسج علاقات قوية ووثيقة مع من حوله، بعيداً عن الوقوع في المشاكل النفسية أو الفشل الدراسي.
ولهذه الأسباب، غالباً ما يسعى الآباء إلى معرفة طرق تنمية الذكاء الاجتماعي لدى الأطفال، وتحفيز المهارات المرتبطة به في وقت مبكر، حتى ينعكس إيجاباً على مراحل حياتهم المختلفة لاحقاً.
الذكاء الاجتماعي مهارة مكتسبة
نعم الذكاء الاجتماعي صفة لا تورَّث، إنما تكتسب من خلال تربية الآباء، و تجارب الطفل والمواقف التي يمر بها داخل المنزل وخارجه …ويعني قدرة الطفل على التعامل مع الآخرين وتكوين صداقات بسهولة، والقدرة أيضاً على اختيار الكلمات لتكوين علاقات قوية مع الآخرين.
أما الذكاء العاطفي ..فهو قدرة الطفل على التحكم بالانفعالات وردود الأفعال في التعامل مع الآخرين…كما أن المدارس في مراحلها المختلفة، تلعب دوراً مهماً في صقل شخصية الطفل وتطوير هذا الذكاء الاجتماعي والعاطفي معاً.
وذلك من خلال تفاعل الطفل مع أصدقائه وحل المشكلات بنفسه، ليصبح قادراً على مواجهة النزاعات والعقبات، وتحمل مسؤولية سلوكياته بثقة.
ولأن الذكاء الاجتماعي مهارة مكتسبة؛ فيمكن للطفل أن يتدرب عليها؛ من خلال التأمل في سلوكه مع الآخرين، والسعي لبناء علاقات إنسانية عميقة.
سمات الذكاء الاجتماعي
القدرة على التعاطف مع الآخرين، والأخذ بوجهات النظر المختلفة، حتى لو اختلفت الأفكار والتوجهات.
تعلم الاحترام، والآباء هنا قدوة للطفل، تغيير السلوك ومعرفة التصرف الملائم في المواقف الاجتماعية.
التأثير في الآخرين والقدرة على التفاعل معهم من دون توتر أو قلق…التعامل بمرونة.
يساهم في تكوين شخصية الطفل..اجتماعياً وعاطفياً ونفسياً، فيصبح قادراً على التفاعل مع الآخرين ويتأثر بهم.
كيفية تنمية مهارة الذكاء الاجتماعي؟
دفع وتحفيز الطفل إلى حل مشكلاته الشخصية بمفرده، سواء في المدرسة أو مع أصدقائه.
على الآباء أخذ رأي الطفل داخل المنزل، في مشكلات الأسرة وكيفية إيجاد الطرق لحلها.
إعطاء الطفل الحرية الكاملة في التعبير عن مشاعره، بعيداً عن الشعور بالخوف أو القلق، مع مساعدته على إبداء التعاطف مع الآخرين.
حث الطفل على المشاركة في الأعمال التطوعية، مثل تنظيف الشواطئ والحدائق والمدارس، فهذه نشاطات مهمة جداً لصقل شخصياتهم.
المشاركة في النشاطات الاجتماعية التي تُنظم في المدرسة أو خارجها، وتشجيعه على أن يكون عنصراً فعالاً ومؤثراً فيها.
تشجيع الطفل على القيام ببعض الأمور المنزلية، وتسلم دور القيادة فيها، وتحميله مسؤولية الترتيب وإعداد الوجبات البسيطة.
صقل شخصية الطفل من خلال تنمية مهارة التحدث بلباقة مع الآخرين ومهارة التواصل الفعال مع زملائه ومع المعلمين.
وكذلك مهارة الاندماج في المجتمع، بحيث يبدأ بالاطلاع على وجهات النظر والأفكار المختلفة، ولا يخشى مواجهة الآخرين.
خطوات لتنمية الذكاء الاجتماعي
إعطاء الطفل الحرية الكاملة في التعبير عن مشاعره، بعيداً عن الشعور بالخوف أو القلق، مع إبداء التعاطف مع الآخرين.
تنمية المهارات الاجتماعية كمهارة التحدث بلباقة مع الآخرين، والتي تساهم في صقل شخصية الطفل.
حث الطفل على المشاركة في الأعمال التطوعية، مثل تنظيف الشواطئ والحدائق والمدارس، لصقل شخصيته.
تدريب الطفل على تكوين صداقات، ليبدو محبوباً وله شعبية لدى أقرانه، والتحدث معه دائماً عن قيمة الصداقة.
منحه الفرصة المناسبة للعب وتمضية الوقت مع الأطفال الآخرين، وتعليمه كيفية التغلب على المشكلات التي قد تقابله معهم.
تابع: خطوات تنمية الذكاء
تنمية الذكاء الاجتماعي لدى الطفل، تؤدي إلى تنمية مواهبه، إذ تجعله يكتشفها يوماً بعد يوم..كمهارة التفاوض وفض النزاعات.
تعليم الطفل لغة الاعتذار، لأنها مهارة مفيدة؛ فالعلاقات الإنسانية تشتمل على صراعات، وينبغي التعامل معها بالشكل المناسب.
كما ينبغي عدم إجباره على تقديم اعتذار في غير محله، والحرص على أن نكون قدوة له في ذلك.
ومن الضروري أن يُعلم الطفل الآخرين ويتعلم منهم من خلال النشاطات التي يشارك فيها.
وأن يترك المجال لبقية الأطفال لإظهار مهاراتهم أو الأمور المميزة التي يتقنونها أو يمكنهم أن يعلّموها للآخرين.