متابعة – مروة البطة
أثبتت دراسة علمية حديثة، أن فصل الصيف هو أكثر فصول العام، التي ترتفع فيها إفرازات هرمون التوتر أو الكورتيزول وفقاً لاسمه العلمي، لتكشف عن كذب الاعتقاد السائد بأن الفصول الباردة هي ما تشهد فعليا سوء الأحوال النفسية وإصابات أغلب البشر بأمراض الاكتئاب.
كشف عدد من الباحثين بكلية العلوم الطبية، بجامعة بوزنان البولندية، أن النسب الأعلى من «الكورتيزول» المعروف باسم هرمون التوتر، تفرز عند البشر على مدار فصل الصيف الحار، وبدرجات تفوق تلك الملاحظة خلال فصل الشتاء البارد.
وقد أجرى الفريق البحثي دراسته على مجموعة من الطالبات بالكلية على مدار 4 أيام، نصفها في فصل الشتاء، والنصف الآخر في فصل الصيف، بحيث اعتمد الفريق على أخذ عينات من لعاب الطلبة كل ساعتين، من أجل قياس نسبة هرمونات التوتر لديهن، علاوة على التأكد من وجود أي علامات للالتهابات من عدمها أيضا.
كذلك خضعت الطالبات لمجموعة من الاختبارات والأسئلة، الخاصة بدرجات النوم ونوعية الوجبات التي يحصلن عليها على مدار الفصول، بجانب مستويات ممارسة الرياضة التي يمكنهن إتمامها، ليتوصل الباحثون في النهاية إلى أنه على الرغم من عدم تبين فوارق واحدة بين فرص التعرض للالتهابات على مدار فصول العام المختلفة، فقد أثبت بما لا يدع مجالا للشك أن هرمون التوتر يصعد لأعلى مستوياته، خلال فصل الصيف تحديدا.
هرمون الكورتيزول
يشار إلى أن هرمون الكورتيزول أو هرمون التوتر، والذي إن كان يفرز بمجرى الدم في الأوقات التي يشوبها القلق والغضب، فإنه يعمل من الناحية الأخرى على ضبط نسب السكر والأملاح والسوائل بالجسم، إضافة إلى تقليل مخاطر الإصابة بالالتهابات، لذا تتنوع فوائده الصحية للبشر.
كذلك نجد أن هرمون التوتر الشهير يفرز بنسب أعلى في الصباح، ثم تهدأ تلك الإفرازات على مدار اليوم، وحتى حلول المساء الذي يتسم عند الأصحاء، بأنه فترة الراحة التي يحصلون خلالها على النوم الهادئ والمريح بالنسبة إليهم.
الجدير بالذكر أن الدراسة الأخيرة جاءت لتكشف عن خطأ الاعتقاد السائد بأن فصل الصيف هو الأكثر راحة للبشر على الصعيد النفسي، فبينما يحصل خلاله الطلبة على إجازات نهاية العام، وكذلك أغلب العاملين على إجازات صيف طويلة، يتبين أن هرمون التوتر يصبح في أوج تألقه خلال تلك الفترات من كل سنة.