متابعة-جودت نصري
التوتر المستمر يؤثر سلباً على صحة القلب والأعصاب. ولكن ماذا لو تم تناول الأطعمة الدهنية أيضًا خلال فترات التوتر؟ لن تصدق ما أظهرته نتائج دراسة علمية حديثة حول الموضوع.
الإجهاد يؤثر على صحة القلب
أظهرت نتائج دراسة بريطانية حديثة، أن تناول الأطعمة الدهنية في أوقات التوتر قد يمنع الجسم من التعافي من الآثار السلبية للتوتر على القلب.
هذا وقد تمَّ تحديد الإجهاد العقلي كمحفز لأحداث القلب والأوعية الدموية. لا يتطلب الأمر سوى نوبة واحدة من التوتر لإحداث خلل في وظيفة بطانة الأوعية الدموية، وبالتالي التسبب في أمراض القلب والأوعية الدموية حتى لدى الأشخاص غير المعرضين للخطر. ومع ذلك، خلال فترات التوتر، غالباً ما يلجأ الناس إلى زيادة استهلاك الأطعمة الغنية بالدهون لراحة أنفسهم. الأطعمة الدهنية والتي من المعروف أيضًا أنها تؤثر سلباً على وظيفة بطانة الأوعية الدموية.
تناول الدهون للتخلص من التوتر.. فكرة سيئة جداً
وكانت دراسة سابقة قد أظهرت أن تناول الأطعمة الدهنية والسكرية في أوقات التوتر قد يسبب الإدمان على السكر. ومن جانبهم، سعى الباحثون من جامعة برمنغهام في بريطانيا إلى معرفة ما إذا كان تناول الوجبات الغنية بالدهون خلال أوقات التوتر يزيد من تفاقم التأثير السلبي للضغط النفسي على وظيفة الأوعية الدموية. وبعبارة أخرى، إذا كان من الممكن أن يكون لها تأثير على الأداء السليم للقلب. ويبدو أن استنتاجات دراستهم، التي نشرت في مجلة Frontiers in Nutrition، تشير إلى “نعم”.
صحة القلب.. ونتائج الدراسة
عينات الدراسة تألفت من 21 رجلاً وامرأة يتمتعون بصحة جيدة تتراوح أعمارهم بين 21 و30 عامًا تناولوا وجبة غنية بالدهون بالنسبة للبعض (56.5 جرامًا من الدهون) أو منخفضة الدهون بالنسبة للآخرين (11.4 جراماً من الدهون)، وذلك قبل 90 دقيقة من القيام بمهمة مرهقة بشكل خاص. تم إجراء اختبارات الدم المختلفة قبل وبعد الوجبة، ثم بعد نوبة التوتر.
تشير النتائج إلى أن “استهلاك الدهون يخفف من تعافي وظيفة بطانة الأوعية الدموية بعد الإجهاد العقلي ويقلل من وظيفة الأوعية الدموية بنسبة 1.74%”. ومع ذلك، فقد أظهرت دراسات أخرى أن الانخفاض البسيط بنسبة 1% في وظيفة الأوعية الدموية يؤدي إلى زيادة بنسبة 13% في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وخلص الباحثون إلى أنه بالنسبة للأشخاص المعرضين بالفعل لخطر متزايد للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، يمكن أن يكون التأثير أكثر خطورة، مما يشير إلى أن الأشخاص، حتى الشباب، الذين لديهم مهام يومية مرهقة، يجب أن يعتنوا بشكل خاص بنظامهم الغذائي.