متابعة-جودت نصري
بطانة الرحم هي البطانة الداخلية للرحم، مما يؤثر على الصحة الإنجابية للمرأة. لأنه يتغير طوال الشهر؛ جنبا إلى جنب مع الدورة الشهرية. يستجيب لهرمونات الجسم التناسلية، الاستروجين والبروجستيرون.
قد تكون بطانة الرحم سميكة أو رقيقة بشكل غير طبيعي؛ مما قد يؤثر على قدرتك على الحمل، ويمكن أن تسبب لك الحالة نزيفًا غير منتظم. إن فهم كيفية عمل هذه البطانة المتغيرة يمكن أن يساعدك على اتخاذ خطوات لضمان سلامتها وصحتها.
في هذا الموضوع، يشرح لكِ الأطباء تأثير سمك بطانة الرحم ونحافتها الطبيعية، بالإضافة إلى الحالات التي من الممكن أن تؤثر عليها.
تقع بطانة الرحم في أعمق طبقة من الرحم، وهو عبارة عن عضو مجوف على شكل كمثرى يقع في حوض المرأة. خلال سنوات الإنجاب لدى المرأة، تبدأ هذه البطانة في التكاثف استعدادًا لزرع الجنين، أو لحدوث الحمل. في حالة الحمل؛ تساعد البطانة في الحفاظ عليها، وإذا لم يحدث ذلك تسقط البطانة (يأتي الحيض)، ومن ثم تبدأ العملية مرة أخرى للدورة التالية.
هل هناك سمك “طبيعي” لبطانة الرحم؟
يختلف سُمك بطانة الرحم “الطبيعي” من امرأة لأخرى، وكذلك مدة الدورة الشهرية، التي تتغير عبْر سنوات عمر المرأة، وخلال سنوات الإنجاب، وبعد انقطاع الطمث.. يمكن أن تؤثر الظروف الصحية والعلاجات الطبية مثل: العلاج بالهرمونات البديلة، أيضاً على سُمك بطانة الرحم.
ما هي أعراض بطانة الرحم السميكة؟
تشمل الأعراض المحتملة لبطانة الرحم السميكة، ما يلي:
– فترات الحيض التي تكون أثقل وأطول من المعتاد.
– حدوث نزيف بين فترات الدورة الشهرية.
– تقِلّ المدة بين الدورة والأخرى عن 21 يوماً.
– تصاب المرأة بنزيف يشبه الدورة الشهرية بعد انقطاع الطمث.
– تصاب المرأة بفقر الدم (بسبب النزيف الشديد).
حالات صحية تؤثر على الإنجاب
نمو بطانة الرحم خارج الرحم
في هذه الحالة، يمكن أن يسبب ذلك التهاباً وتهيُّجاً وتورُّماً، ويمكن أن يؤدي إلى تندب وتلف الأنسجة المحيطة بالرحم.
أورام المبيض
ويتضمن ذلك سرطان الرحم والأورام الليفية، وهو نموّ غير طبيعي للخلايا في الرحم، مثل: السرطان أو الأورام الليفية، يمكن أن يؤثر على حجم بطانة الرحم، عن طريق منع تدفُّق الدم، أو تغيير شكل الرحم.
تضخم بطانة الرحم
يحدث تضخم بطانة الرحم بسبب خلل هرموني الأستروجين والبروجستيرون؛ مما يعمل على تحفيز بطانة الرحم لتصبح سميكة للغاية.
السمنة
الأنسجة الدهنية مسؤولة عن إنتاج الهرمونات، بما في ذلك هرمون الأستروجين، ويمكن أن تؤدي الدهون الإضافية في الجسم إلى زيادة إنتاج هرمون الأستروجين لديك، والإفراط في تحفيز بطانة الرحم، وقد يَزيد هذا من خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم.
الأدوية والعلاجات
الأدوية التي تعمل على الهرمونات أو مستقبلات الهرمونات، (غالباً ما تُستخدم في علاج السرطان)، قد تَزيد من خطر النموّ غير الطبيعي في بطانة الرحم، وتضخمها، كما أن العلاج بالهرمونات البديلة (HRT) يمكن أن يتسبب أيضاً في اختلاف بطانة الرحم بسبب زيادة هرمون الأستروجين
مرض السكري من النوع الثاني
ارتفاع مستويات الأنسولين لدى مريضات السكري، وانخفاض مستويات الجلوبيولين الذي يساعد على تنظيم استخدام الجسم لهرمون الأستروجين، يمكن أن يتسبب في نموّ بطانة الرحم وزيادة سماكتها.
متلازمة المبيض المتعدد الكيسات
يمكن أن تعاني النساء المصابات بمتلازمة تكيّس المبايض، من عدم انضباط هرمون الأستروجين، الذي يؤدي إلى زيادة سُمك بطانة الرحم بشكل غير طبيعي.. يمكن أن تؤدي اختلالات الهرمونات في متلازمة تكيّس المبايض أيضاً، إلى منع الإباضة.. ونتيجة لذلك، قد لا تتساقط بطانة الرحم كل شهر كما ينبغي في العادة.
ما الذي يمكنني فعله مع التهاب بطانة الرحم؟
إذا كانت بطانة الرحم سميكة جداً؛ فقد تُسبب قدراً كبيراً من الانزعاج، بما في ذلك آلام البطن والحوض، أو نزيفاً حاداً جداً أثناء الحيض.. وإذا كانت رقيقة جداً؛ فقد يمنعك هذامن الحمل.. وفي كلتا الحالتين، يمكن أن تكون مرهقة للغاية.. ومع ذلك، هناك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها لإدارة الأعراض والحالات المتعلقة ببطانة الرحم.
غيري نمط حياتك
يمكن أن يكون اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن مفيداً في تخفيف الألم والالتهابات، وتحسين تدفق الدم ودعم التوازن الهرموني.. بشكل عام؛ حيث ترتبط الأنظمة الغذائية الصحية بتحسين الخصوبة، والقدرة على الإنجاب، في حين ترتبط الأنظمة الغذائية ذات الجودة الرديئة بالتهاب بطانة الرحم والإصابة بسرطان بطانة الرحم.. ويشمل النظام الغذائي الصحي الذي يدعم بطانة الرحم الصحية، ما يلي:
– تناوُل مجموعة متنوّعة من الأطعمة النباتية الغنية بمضادات الأكسدة، والفيتامينات والمعادن (الخضراوات الورقية الداكنة والفاصوليا والملفوف والبروكلي).
– تناوُل الحبوب الكاملة والألياف (الأرز البني، الشوفان، النخالة، منتجات الحبوب الكاملة الغنية).
– الاعتماد على أحماض أوميجا 3 الدهنية الأساسية (الأسماك الزيتية وبذور الكتان).
– تناوُل الدهون الصحية (زيت الزيتون، المكسرات، البذور).
– تناوُل اللحوم الخالية من الدهون (لحم البقر والدواجن والأسماك).
– تناوُل التوابل التي تَزيد من تدفق الدم (الزنجبيل، الزعفران، الكركم، القرفة، الثوم).
– تقليل الكافيين والأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر؛ لأنها تقلل من تدفق الدم.
– ممارسة التمارين الرياضية مفيدة في زيادة تدفق الدم إلى بطانة الرحم، قد تساعد أيضاً في تقليل التوتر والألم الناتج عن تضخُّم بطانة الرحم.
– تناولي المكملات الغذائية، قد تساعد في تحسين تدفق الدم إلى الرحم، وقد تَزيد من سُمك بطانة الرحم.
اخضعي للعلاجات الطبيعية
تشير العديد من الدراسات إلى أن الوخز بالإبر هو علاج شائع الاستخدام لدعم النساء اللاتي يحاولن الحمل؛ إذ يساعد هذا العلاج في زيادة معدل نجاح التلقيح الاصطناعي.. لم يتم تأكيد أنها تَزيد من تدفق الدم إلى الرحم، أو تقلل من التوتر والقلق، أو تغيّر في نسبة المناعة.
اخضعي للعلاجات الطبية
يمكن استخدام الهرمونات لتخفيف سُمك بطانة الرحم، كما يمكن استخدام البروجسترون في حالات تضخمه لتقليل سُمك بطانة الرحم.. كما يمكن استخدام هرمون الأستروجين لزيادة سماكة بطانة الرحم إذا كانت رقيقة جداً.. ومع ذلك، ترتبط العلاجات الهرمونية بزيادة خطر الإصابة بالسرطان.
وإذا كنت لا ترغبين في أيّ حمل في المستقبل؛ فقد تكون الجراحة مثل استئصال الرحم، خياراً للمناقشة مع طبيبك.. كما يمكن التفكير في إجراء عملية جراحية لإزالة الانسداد إذا كانت الأنسجة التي تؤثر على سُمك بطانة الرحم هيكلية، مثل الورم الليفي.
متى أراجع الطبيب؟
إذا استمرت فترات الحيض لديك لفترة أطول، أو بدَت أثقل، أو كانت أكثر إيلاماً مما اعتدتِ عليه؛ فاتصلي بطبيبك.. وإذا كنتِ في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث وتنزفين؛ فراجعي طبيبك أيضاً وأخبريه إذا كنتِ تعانين من:
– علامات فقر الدم، مثل: الضعف أو الدوخة.
– نزول دم بين فترات الدورة.
– ألم أثناء ممارسة العلاقة الزوجية، أو ألم غير عادي في أسفل الظهر أو الحوض.
– العقم أو صعوبة الحمل.
– إفرازات غير طبيعية.
– فقدان الوزن غير المبرر.
– صعوبة في التبوّل.
– آلام في البطن.
في حين أنه من الطبيعي أن تشعري بألم خفيف أثناء الدورة الشهرية أو قبلها؛ فإنه ليس من الطبيعي أن يمنعك الألم من القيام بأنشطتك اليومية العادية.