متابعة-جودت نصري
هل هناك أنواع من الذاكرة يحتاجها طفلك حتى يستوعب كل ما يتعلمه؟ بعض الذكريات تبقى إلى الأبد والبعض الآخر يختفي في ثوان؟ لكن هل تعلم أن هناك ثلاثة أنواع مختلفة من تخزين الذاكرة؟ بينما يقوم البعض منهم بتصفية الذكريات التي لا نهاية لها في حياتنا.
تعرفي على أنواع الذاكرة الثلاثة التي يعيشها طفلك يوميا، وأي منها يدعم ذكاءه وقوة تحصيله في المدرسة، كما يكشف لك الأطباء والمتخصصون.
كل نوع من الذاكرة له اختلافات فريدة ويوفر لأطفالنا تجربة تعليمية جديدة ومختلفة. إليك ما قد يجربه طفلك في الفصل الدراسي مع كل نوع مختلف من مذكرات التعلم
الذاكرة الحسية: جزء من الثانية
إنه يحتفظ فقط بالمعلومات لفترة كافية لمعالجتها. والتي تكتسبها عن طريق الحواس. في جزء من الثانية إلى عدة ثواني. يمكن لوحدة تخزين الذاكرة الحسية أن تحتوي على كميات هائلة من الخبرات، ولكن لفترة قصيرة جدًا فقط. وتنقسم هذه المرحلة إلى خمسة أنواع من الذاكرة، واحد لكل حاسة. يسمح هذا النوع من الذاكرة للصورة المرئية أو اللمس أو الصوت بالبقاء في العقل لفترة وجيزة بعد حدوث التحفيز. بعد هذا التفاعل، يمكن تخزين تلك الصورة الذهنية أو الإحساس المعين في المرحلة التالية من الذاكرة. وبعد معالجة المعلومات، يتم إما استبدالها ببيانات حسية جديدة أو نقلها إلى الذاكرة قصيرة المدى.
متى تتشكل ذاكرة الطفل؟ وهل للغذاء دور في تطوره؟
الذاكرة قصيرة المدى: تنظم المعلومات الأكاديمية
وهي المرحلة الثانية من ذاكرة الإنسان، وتسمى الذاكرة العاملة، وتحتوي على حوالي سبعة عناصر (زائد أو ناقص 2) لمدة 30 ثانية تقريبًا دون أي مراجعة. يشير هذا إلى سعة محدودة جدًا لهذا النوع من الذاكرة. تعد الذاكرة العاملة ضرورية عندما يفكر طفلنا في المدرسة، وينظم المعلومات، ويتعامل مع الوظائف اليومية في الفصل الدراسي. على سبيل المثال، تذكر رقم هاتف أو تعليمات من المعلم وقبل أن يكتب الطفل الأرقام كرر في رأسه، ولكن إذا صرفه شيء ما فسوف ينسى الرقم بسهولة.
هناك أيضًا صلة بين زيادة سعة الذاكرة العاملة وارتفاع معدل الذكاء لدى الطفل.
الذاكرة طويلة المدى: وهي ليست محدودة ولا تتدهور بسرعة
إذا تمت معالجة بعض الحقائق أو المهام أو الخبرات أو المعرفة باعتبارها مهمة للتذكر، فإن دماغ طفلك يحفظها في سلة الذاكرة طويلة المدى. بالطبع العملية أكثر تعقيدًا مما تم وصفه سابقًا، ولكن بشكل عام، يتم تخزين المعلومات بناءً على محتوى البيانات والغرض منها. يمكن لذاكرة طفلك طويلة المدى تخزين كميات كبيرة من المعلومات لفترة غير محدودة من الوقت. على عكس الذاكرة الحسية وقصيرة المدى، فإن الذاكرة طويلة المدى ليست محدودة ولا تتدهور بسرعة. وتنقسم الذاكرة طويلة المدى أيضًا إلى ثلاثة أنظمة مستقلة، وهي:
الذاكرة العرضية: هي جزء من ذاكرة طفلك طويلة المدى وهي المسؤولة عن تخزين المعلومات حول زمان ومكان الأحداث التي تجري معه. يعتمد على الزمان والمكان، حيث يقوم بتخزين المعلومات الحسية التي مر بها (على سبيل المثال، ذاكرة طفلك عن أول يوم دراسي له).
الذاكرة الدلالية: هي نظام الذاكرة الذي يشير إلى المعرفة حول العالم. يخزن الحكمة والحقائق العامة. الذاكرة الدلالية تشبه الموسوعة العقلية لعقلك (على سبيل المثال: أن تعلمي طفلك أن هناك نصف الكرة الشمالي والجنوبي يقسمان الأرض).
الذاكرة الإجرائية: هي الذاكرة اللاواعية للمهارات أو كيفية القيام بشيء ما. يمكنك إعطاء طفلك تفاصيل وخطوات حول كيفية ركوب الدراجة، ولكن حتى يتدرب على القيام بذلك بمفرده، فإنه يحتاج إلى الأدوات اللازمة لإكمال المهمة. مثال آخر على ذلك هو كيف يتعلم ربط رباط حذائه.
كيفية تحسين ذاكرة طفلك
يتعرض الأطفال لمشاهد وأصوات ومعرفة جديدة كل يوم. وإلى جانب الأفكار التي يواجهونها في المدرسة، فإنهم يمارسون مهارات جديدة كل يوم. إن مساعدة طفلك بالمعرفة والخبرات ومهارات الذاكرة طويلة المدى يمكن أن تساعده في التغلب على تحدياته. ولمساعدة طفلك على زيادة مهارات ذاكرته، إليك بعض الأفكار التي يمكنك القيام بها أثناء تواجدك في المنزل:
تشغيل الموسيقى له
تضيف الموسيقى لمسة معينة إلى المهام المملة وتكون مفيدة عند تخزين المعلومات المهمة في الذاكرة طويلة المدى. يمكن أن يساعد الإيقاع وكلمات الأغاني طفلك على ربط المعلومات المهمة بأغنية أو لحن. إذا كان طفلك يحتاج إلى حفظ شيء ما أو كان عليه أن يتعلم شيئًا جديدًا، أضف القليل من الحركة والموسيقى إلى المعلومات وسيساعد ذلك على تذكرها لاحقًا.
قسم المعلومات إلى أجزاء
إذا كان هناك قدر كبير من المعلومات أو مهمة كبيرة يتعين على طفلك إكمالها، فقم بتقسيمها إلى أجزاء وساعد طفلك في العنصر الأكثر صعوبة أولاً.
تدريب ذاكرته يوميا وفي أي مكان
أثناء تواجدك في السيارة أو على مائدة العشاء أو الاستلقاء على السرير أو إعداد طفلك للمدرسة، راجع ما يتعلمه في الفصل وقدم له مهارات جديدة أو حقائق ممتعة يمكن أن تساعده في المدرسة. سيساعد التكرار والتركيز على التفاصيل في تأمين المسارات العصبية لذاكرة طفلك طويلة المدى.
أطعمة تحفز ذاكرة الطفل
1. البيض
إنه طعام يساعد الأطفال على التركيز، لذا قم بوضع البيض المخفوق في خبز تورتيلا من الحبوب الكاملة لتناول وجبة إفطار مشبعة أو وجبة خفيفة في وقت متأخر بعد الظهر. أو قدمي له القليل من البيض المسلوق.
2- زبادي يوناني
يمكن أن يساعد الزبادي اليوناني كامل الدسم (الذي يحتوي على بروتين أكثر من أنواع الزبادي الأخرى) في الحفاظ على خلايا دماغك في حالة جيدة لإرسال واستقبال المعلومات، لذا قم بإدراجه في غداءك مع بعض الخلطات الممتعة: مثل الحبوب التي تحتوي على 3 جرام على الأقل. من الألياف، يحصل التوت على جرعة من العناصر الغذائية تسمى البوليفينول.
3- الخضار
ترتبط السبانخ واللفت، المليئة بالفولات والفيتامينات، بانخفاض خطر الإصابة بالخرف في وقت لاحق من الحياة. يعد الملفوف أيضًا من الأطعمة الفائقة، فهو مليء بمضادات الأكسدة وغيرها من الأشياء التي تساعد خلايا الدماغ الجديدة على النمو.
بدلًا من تقديم السلطة، جرب أفكارًا مختلفة:
امزج السبانخ أو الكرنب في العصائر لتناول وجبة خفيفة.
أضف السبانخ إلى العجة أو اللازانيا.
يُقطع الملفوف من السيقان/الأضلاع، ويُرش عليه زيت الزيتون والقليل من الملح، ويُخبز في الفرن.
4- الأسماك
تعتبر الأسماك مصدراً جيداً لفيتامين د وأوميجا 3، اللذين يحميان الدماغ من تراجع المهارات العقلية وفقدان الذاكرة. سمك السلمون والتونة والسردين كلها غنية بالأوميغا 3.
كلما زادت كمية الأوميغا 3 التي يمكننا إيصالها إلى الدماغ، كلما كان عمله أفضل وسيتمكن الأطفال من التركيز بشكل أفضل.
لذا قم بشوي السمك وامنح طفلك صلصة للتغميس، أو أضف السمك إلى التاكو، أو اصنع شطائر التونة.
5- المكسرات والبذور
مليئة بالبروتينات والأحماض الدهنية الأساسية والفيتامينات والمعادن والمكسرات والبذور التي قد تحسن مزاجك وتحافظ على جهازك العصبي.
إذا لم تتمكن من جعل أطفالك يأكلون البذور بأنفسهم، فاستخدم الدهن على بسكويت الحبوب الكاملة.
6- الشوفان
يساعد الشوفان الغني بالبروتين والألياف في الحفاظ على نظافة شرايين القلب والدماغ. لذلك، أضيفي القرفة إلى دقيق الشوفان، لأن المركبات الموجودة في التوابل قد تحمي خلايا الدماغ.
7- التفاح والخوخ
كثيرًا ما يرغب الأطفال في تناول الحلويات، خاصة عندما يشعرون بالكسل. يحتوي التفاح والخوخ على كيرسيتين، وهو مضاد للأكسدة قد يحارب تراجع المهارات العقلية، والأشياء الجيدة غالبا ما تكون في قشر الفاكهة، لذا قم بشراء الفاكهة العضوية، واغسلها جيدا، ثم ضع الفاكهة في وعاء لتناول وجبات خفيفة سريعة.