متابعة – مروة البطة
لابد أن هناك مشكلة صغيرة تعاني منها الأمهات الحوامل للمرة الثانية، ألا وهي كيفية التعامل مع طفلها الأول فور قدوم الثاني.
إليك الجواب من أهل الخبرة والعلم:
كيفية التعامل مع الطفل الثاني
قد تظن الأم أن التعامل مع الطفل الثاني يكون أسهل باعتبار أنها مرت بتجربة الحمل والولادة من قبل، وهذا اعتقاد خاطئ، بسبب تزايد المسؤوليات، فالطفل الأول ما زال محتاجًا للرعاية، فالإنسان مهما كبر محتاج لحضن ودلال أمه، ويسهل عليها المهمة مرورها بنفس التجارب ونفس الخطوات فقد أصبحت اليوم خبيرة بخبايا الأمور، ولكن ينقص الأمر قليل من الحكمة والفطنة في التعامل.
ترتيب أفكار الأم والنظر في البدائل
على الأم أن تعي تمامًا أن الأمر ليس بالسهل أن تنجب للمرة الثانية، ولهذا يجب أن تحدث خطوات استباقية من أهمها: اختيار التوقيت الملائم للإنجاب للمرة الثانية، وتحديد هذا الأمر يعتمد على أسلوب حياتها، هل زوجها يشاركها العناية بالطفل؟ وهل تتواجد أمها أو أم زوجها؟ وهل تشاركان في تقديم العون والرعاية؟
على الأم أيضًا أن تحدد هل الطفل الأول منسجم عاطفيًا بأحد أفراد الأسرة حتى يعوض فترات انشغال الأم أم لا، لهذا لا بد أن تعي الأم كل تلك الأمور وتحدد أين هي من كل تلك التفاصيل، وتحدد موقفها، فالخطأ في تلك المرحلة المهمة يترك انطباعا غير جيد في نفسية الطفل الأول، وقد يسبب ندبات نفسية عميقة تنعكس على شخصيته في المستقبل.
وبالعكس التفريط في حقوق الطفل الجديد يزيد من الأمور صعوبة، فالطفل الصغير أيضًا يحتاج اهتمام أمه ورعايتها، لذلك من المهم أن توازن الأم بين العطف والحنان الذي تفرزه للطرفين، من المهم أيضًأ أن توازن الأم بين أمور بيتها وحق زوجها، باختصار يجب أن تحدث موازنة وتنظيم في حقوق كل طفل، وكذلك علاقاتها الاجتماعية وعلاقتها بربها من عبادات وواجبات كذلك.
كيف تهيئ الأم الطفل الأول وتستعد للجديد؟
هناك عدد من الأمور التي يجب أن تراعيها الأم قبل الولادة، ولا بد أن تكون حاضرة ومجهزة قبل أن يولد الطفل الجديد:
تهيئة الطفل الأول
يجب أن يتهيأ الطفل الأول، وأن يتم التمهيد لمجيء الطفل الجديد عن طريق وضع يده من حين لآخر على بطنها، ويتحسسها ويتحدث معها وتخبره من حين لآخر أن الطفل يحبه وينتظر أن يراه في يوم من الأيام، أيضًا يجب تجهيز الملابس بمساعدة الطفل، عن طريق غسلها ونشرها وتطبيقها في دولابه، كذلك شراء الأغراض الجديدة والطفل معك وهو يختار ما يريده.
يجب أيضًا تعريفه أن الطفل الجديد يحتاج لرعايته وأنه أخوه الأكبر الذي سيساعدك في رعايته وتحميمه وتجهيز ملابسه، وهو من سيحرسه ويعتني به في حال كنت منشغلة في أعمال المنزل، هذا من شأنه تسهيل الأمر عليك بعد الولادة، بحيث تجدي من يساعدك ويخفف وطأة الحزن والغيرة التي حتمًا ستنتاب الصغير.
تجهيز المنزل
الفترة الأولى من حياة الطفل الجديد تحتاج منك عناية مكثفة به، وانشغالا دائما برعايته، وأنت بالكاد لم تبرئي من جرح الولادة، لذلك جهزي المنزل ودعميه بالآلات والأدوات التي تسهل عليك مهمة رعاية الطفلين، مع إعداد جدول يساعدك في تنظيف المنزل بشكل عميق، ويمكنك طلب العون من أمك أو أحد أفراد أسرتك، أو طلب عاملة تساعدك في إنجاز تلك المهام.
تهيئة أمور العمل
من المهم أن تحددي نواياك تجاه استمرارية العمل أم لا، والأفضل أخذ إجازة طويلة تبدأ قبل الولادة بفترة لتستعيني بتلك الأيام الخالية في ضبط أمورك والاستعداد لتجهيزات المولود الجديد، العودة إلى العمل تتوقف على مدى إدراك وعمر الطفل الأول، وقدرتك على توفير مأمن للطفلين نفسيًا في المقام الأول ‑لتعويض غيابك- وجسديًا، حيث إن توفير الرعاية للطفلين يجب أن يكون من أولوياتك عند التفكير في إسناد الأمر لغيرك سواء أكانت مربية مقابل أجر شهري أو تركهم لرعاية الجدة، أو حتى إيداعهم في دور الحضانة.
طلب الرعاية
من المهم أن تؤمني أحدا يكون عونا لك لإدارة تلك الفترة من حياتك، وهي مهمة جدًا مثلًا إحدى الصديقات التي من الممكن أن تسدي لك معروفًا فيما يتعلق برعاية الطفل الجديد، أو القيام بنزهة لطيفة مع طفلك الأول ليرفع من حالته النفسية ويعوض فترة عدم العناية به، وتقصيرك في رعايته.