تنوّعت افتتاحيات صحف الإمارات، الصادرة صباح الثلاثاء، ما بين؛ الإنجازات التي حققتها الدولة في مجال الأمومة والطفولة بتوجيهات القيادة الرشيدة، والدور الإنساني الذي تقوم به دولة الإمارات لدعم اليمن وتخفيف معاناة شعبه، والمفاوضات الجارية بين واشنطن وحركة “طالبان” للوصول إلى اتفاق لإجراء مصالحة عامة، إضافةً إلى العلاقات التركية الإسرائيلية.
فتحت عنوان “نواة المجتمع”، قالت صحيفة “الاتحاد”: “إن التشريعات والسياسات الحكومية الاجتماعية ترتكز في بنودها على كل ما يضمن حقوق المرأة بشكل عام، وكأم وطفلها بشكل أكثر خصوصية، وبما يكفل تقديم أرقى الخدمات الصحية والتعليمية، بهدف تأمين بيئة مريحة للأسرة التي تعتبر نواة المجتمع والأساس في حاضر ومستقبل الأفراد والأجيال المتلاحقة.
وأكدت الصحيفة أن الإنجازات التي حققتها الدولة في مجال الأمومة والطفولة بتوجيهات القيادة الرشيدة، وجهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، تؤرخ لها حصيلة 16 عاماً من مسيرة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة برئاسة “أم الإمارات”، تجسد بعضها في تأسيس مركز فاطمة بنت مبارك لأبحاث الطفل، وإعلان المجلس الاستشاري للأطفال، وتأسيس جمعية أمهات أصحاب الهمم “همة”، وتخصيص جائزة عالمية لأفضل بحث في مجال الأمومة والطفولة، وتوجت هذه الجهود مؤخراً بتأسيس “هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة”.
وأوضحت أن اهتمام القيادة بالأم والطفل، لا يقتصر على المجتمع الإماراتي فحسب، وإنما امتد ليكون نهجاً أصيلاً في سياسة الدولة الخارجية بمجال المساعدات، حيث يتم توجيه قسم كبير منها لإغاثة وتحسين أوضاع المرأة والطفل في المجتمعات المختلفة، وتحديداً في المجالين الصحي والتعليمي، بهدف النهوض بواقع النساء والشباب في تلك المجتمعات مستقبلاً.
ونوهت “الاتحاد” في ختام افتتاحيتها بتأكيد “أم الإمارات” أن هذا الإنجاز والاهتمام بالأم والطفل لن يتوقف، وسيستمر الدعم لهذه الشريحة الأهم في المجتمع، امتداداً لإرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي لطالما اعتبر الأم وأطفالها أساس المجتمع، وأن صلاح المجتمع بصلاح الأسرة.
من ناحية أخرى وتحت عنوان “الإمارات تعيد الحياة في اليمن”، أكدت صحيفة “البيان” أن الدور الإنساني الذي تقوم به دولة الإمارات لدعم اليمن وتخفيف معاناة شعبه، هو جزء من نهج الإمارات وثوابتها الأصيلة، التي لا تتخلّى عن أي محتاج في العالم.
وقالت الصحيفة: “منذ اللحظة الأولى التي شاركت فيها الدولة ضمن التحالف العربي الذي تقوده السعودية، بهدف الدفاع عن الشرعية في اليمن، وبتوجيهات قيادتها الرشيدة، انطلقت جهود الإمارات الإنسانية، لتعيد الحياة والأمل في قلوب الأشقاء اليمنيين ..مشيرة إلى أن وأكدت أن الإمارات لم تتوقف، على مدى أعوام الحرب، عن تقديم المساعدات الإغاثية والطبية، والمساهمة الفعّالة في إعادة البناء، وإصلاح البنى التحتية في مختلف مدن وقرى اليمن، وإطلاق المبادرات والمشاريع التنموية والإنسانية، كما أن مؤسسات الدولة وهيئاتها لم تغفل ما خلّفته الحرب من أوضاع صعبة على الشباب، فنفذت الأعراس الجماعية لآلاف منهم، في 11 محافظة هذا العام، بهدف تخفيف معاناتهم، ورسم الفرحة والسعادة على وجوه عائلاتهم”.
وقالت “البيان” إن ما قدمته الإمارات والسعودية بالأمس من دعم مشترك لمشروع “الدعم الطارئ لتحسين سبل المعيشة للأسر الأكثر ضعفا” في أبين، والذي يستفيد منه أكثر من 4200 صياد، يصب في الاتجاه عينه.
من جانبها أكدت صحيفة “الخليج” أن الجهود الإقليمية والدولية لم تفلح في وقف النزيف في أفغانستان، بسبب افتقادها لاستراتيجية شاملة تستهدف اقتلاع الإرهاب والتخلص منه بشكل كامل لإفساح المجال أمام الأفغان ليعيشوا حياتهم من دون خوف، والتفرغ لإعادة بناء مجتمعهم الذي دمرته الحروب، والثارات القبلية والسياسية.
وقالت الصحيفة تحت عنوان “واشنطن تتجرع السم في أفغانستا”: “تجرعت الولايات المتحدة الأمريكية السم، بعد أن قررت ترك المهمة التي جاءت من أجلها إلى أفغانستان، حيث تأكدت أن المعركة التي تخوضها منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة قبل 18 عاماً، لم تتمكن من كسبها، والمتمثلة في القضاء على الإرهاب، رغم الأموال الطائلة التي خصصتها لهذه الحرب، إضافة إلى الدعم الكبير الذي حصلت عليه من الحلفاء، خاصة الدول الأوروبية التي ساهمت معها عسكرياً”.
وأضافت: “مهما أبدت واشنطن من صرامة في التعاطي مع شؤون العالم، إلا أنه من الواضح أنها بدأت تعيش مرحلة عد تنازلي للانسحاب الكلي من جحيم أفغانستان، حيث تخوض منذ أشهر حوارات مكثفة مع ممثلي حركة “طالبان”، عدوها الرئيسي، والتي لا تزال أحد الأطراف الفاعلة في المشهد الأفغاني، إذ لم تنجح الولايات المتحدة في تحقيق التغيير الذي تنشده في هذا البلد، خاصة أن الحركة لا تزال قادرة على إيذاء خصومها، واتسع نطاق تأثيرها خلال السنوات القليلة الماضية، وصارت تهدد الحكومة المحلية المدعومة من الغرب، والولايات المتحدة، ما أجبر واشنطن على إدارة حوارات موسعة معها للوصول إلى اتفاق، فيما تتحرك لإبرام صفقة أكبر تستند إلى إجراء مصالحة عامة، تشترك فيها كل الفصائل الأفغانية، بما فيها “طالبان”، ووفد يمثل الجانب الحكومي، ومنظمات المجتمع المدني، وهو ما يمكن أن يتحقق في المحادثات المتوقع انطلاقها قريباً في إحدى الدول الأوروبية”.
وقالت “الخليج” إن بعض الأطراف في أفغانستان تبدو متخوفة من أن تؤسس المفاوضات التي تجري بين واشنطن وحركة “طالبان” لتفاهمات تمكّن الحركة من العودة مجدداً إلى الساحة، ولكن بشكل أقوى، ما يعني أن الأوضاع في البلاد ستعود إلى نقطة الصفر، خاصة أن وتيرة الأعمال الإرهابية، بما فيها التفجيرات الانتحارية في البلاد، لم تهدأ منذ سنوات، بل إن الفترة الأخيرة شهدت تصعيداً لافتاً، وأظهرت تزايداً في تفشي ظاهرة الانفلات الأمني، سواء في العاصمة كابول، أو بقية المناطق، حيث تحضر بعض المنظمات الإرهابية، مثل “القاعدة”، و”داعش”، بشكل أكثر دموية.
وفي موضوع آخر أكدت صحيفة “الوطن” أن التحالف مع “حماس” من جهة و”إسرائيل” من جهة ثانية، هو خنجر غدر في ظهر القضية الفلسطينية لا يمكن إلا أن يكشف النتائج الحقيقية لما تقوم عليه سياسة وتحالفات تجار الكلام والشعارات التي باتت مملة.
وقالت الصحيفة، تحت عنوان “إن لم تستح”: “لا ينقص العلاقات التركية – الإسرائيلية، إلا فرقة موسيقية جميع أفرادها من قارعي الطبول، حتى يظهر لكل مغيب عمقها ودرجة التنسيق بين الجانبين وبشكل علني ودون أي وازع، مؤكدة أن القضايا العربية لم تكن يوماً تعادل أي شيء لأردوغان إلا باباً لتحقيق مصالحه خاصة تلك التي تقوم على أطماع تاريخية أو ليكون مرجعاً ويوسع سلطاته ونفوذه، أما الصراع التاريخي العربي الإسرائيلي فلم يكن يوماً يعني شيئاً للرئيس التركي، ولابد أن اختياره دعم حركة “حماس” الإخوانية يؤكد أن تحالفاته هي ضمن أجندات وليست تبعاً لحقوق تهم الملايين كما يقدم نفسه أو يحاول الظهور أمام المغيبين”.
وأضافت أن أردوغان المأزوم وحزبه المتشظي اليوم، يحاولان الترويج لادعاءات حول علاقات لدول عربية مع إسرائيل، والغريب أنه يرأس بلداً يقيم أقوى العلاقات مع الكيان المحتل منذ 70 عاماً وبالتحديد من العام 1949، وطالما كانت إسرائيل هي المورد الرئيسي للسلاح إلى تركيا، في الوقت الذي كانت فيه الأخيرة دائماً تخطب ود إسرائيل ولم تهاجمها يوماً أو تنتقدها إلى لاستيعاب الغضب المتنامي منها لا أكثر ولا أقل.
واختتمت “الوطن” افتتاحياتها بالقزل: “إن الدول العربية – وليست تركيا – تؤكد أن الحل العادل للقضية الفلسطينية لا يمكن أن يتم إلا عبر قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967، كون ذلك الحل هو المدخل الرئيسي لإنهاء العدوان والاحتلال ووضع حد لكل ما عاناه الشعب الفلسطيني الشقيق”.