تنطلق غداَ الجمعة فعاليات النسخة الثامنة من مهرجان رأس الخيمة للفنون البصرية تحت شعار “مجتمعات متّصلة”، تحت رعاية وبحضور صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة رأس الخيمة، وذلك في قرية الجزيرة الحمراء التراثية بحضور نخبة من الشخصيات العامة، وتستمر فعاليات المهرجان حتى 31 مارس القادم.
وبهذه المناسبة أكد صاحب السمو حاكم إمارة رأس الخيمة أن المهرجان يعكس الوجه الحضاري لدولة الإمارات وما تتبناه من قيم تُعلي من شأن الانفتاح والتسامح والتعاون المشترك، مشيراً إلى أهمية هذه الأحداث كوسيلة لإبراز مدى التقدم الحاصل في إمارة رأس الخيمة في المجالات كافة وتسليط الضوء على الجهود التي تبذلها الإمارة لتعزيز مكانتها الريادية كوجهة حضارية وثقافية.
وأضاف سموه أن انعقاد هذه الدورة تحت شعار “مجتمعات متصلة” يسهم في مجمل الجهود التي تبذلها الدولة في سبيل نشر فكر التسامح والتواصل الإيجابي بين البشر لخلق بيئة إيجابية ومناخ داعم للأفراد حيث يحثهم على الإبداع ويمكّنهم من إبراز كامل مواهبهم وقدراتهم.
ويستضيف المهرجان، الذي يعقد في قرية الجزيرة الحمراء التي جرى تجديدها مؤخراً للحفاظ على معالمها التاريخية التي تعود للقرن السابع عشر، أكثر من 100 موهبة من الدولة ومختلف أرجاء العالم بما يوفر لعشاق الفنون الفرصة للاطلاع على باقة منوعة من الأعمال الفنية الإبداعية التي تنتمي لثقافات وخلفيات متنوعة.
وعن دور المهرجان في إثراء المشهد الفني في الدولة والمنطقة، قال سقراط بن بشر، مدير مهرجان رأس الخيمة للفنون البصرية ومدير قسم الفن والثقافة في مؤسسة الشيخ سعود بن صقر القاسمي: “استطاع المهرجان منذ بدايته قبل ثمان سنوات كمبادرة معنية بدعم المواهب المحلية والتطور ليصبح أكثر إبداعاً ويؤثر بشكل عميق على مجتمع إمارة رأس الخيمة وهويته الفنية والثقافية المتفردة.
ورحب بن بشر بالفنانين المقيمين والزوار في إمارة رأس الخيمة، داعياً إياهم للاستمتاع بتواجدهم في الإمارة بما تحظى من أماكن ومعالم فريدة مثل منطقة الحمراء التاريخية، وقال: “سيضم معرض الفن و النحت أكثر من 150 قطعة أصلية تعبر عن إبداعات الفنانين الإماراتيين والعالميين في أجواء جميلة كونها تعرض بين جنبات الجزيرة الحمراء بما لها من خصوصية”.
وضيف الشرف هذا العام هو المصوّر العالمي كيلي يويان، الذي دعمت مشاركته البعثة الأمريكية في الإمارات عبر تقديم منحة. وسيتمّ عرض عددًا من أعمال المصوّر الصيني الأمريكي، الذي يشارك أعماله مع مجلة ناشونال جيوغرافيك وغيرها من المنشورات البارزة في العالم، وهو حائز على عدة جوائز عالمية. ينتظر الحضور معرضه حول القطب الشمالي وشعوبه الأصلية والبيئة. يويان مختصّ بالتصوير الفوتوغرافي في القطب الشمالي، بالإضافة إلى اهتمامه بتصوير قضايا السكان الأصليين، حيث يظهر القصص غير المعروفة للمنطقة القطبية وللحياة البرية والمجتمعات هناك. خلال وجوده في دولة الإمارات، سيستضيف يويان ورشة عمل مجانية يوم 1 فبراير، بالإضافة إلى التحدّث إلى الطلبة الإماراتيين لمشاركة تجاربه وخبراته معهم.
ومن الأسماء العالمية الأخرى البارزة في المهرجان:
لين نايسميث (من أستراليا)، التي تستكشف العلاقة بين الوحدة والتنوّع، عبر استخدام الأشكال الهندسية الدائرية في فنها، تكريمًا للمغفور له الشيخ زايد، وكتحية منها للتقاليد الإماراتية الراقية.
مارينا روسو (من اليونان)، وتعبّر عبر فنها عن اشتياقها لليونان خلال عيشها في الإمارات، وكيف اشتاقت إلى حياتها في الإمارات حين عادت إلى وطنها.
دونيل غوميران (من الفليبين)، حيث الفن المسيطر عبارة عن صور فوتوغرافية تخبر قصة أفراد وتبحث في تنوّعهم الثقافي الذي اختبره المصوّر خلال رحلاته.
كارين روش (من فرنسا)، التي تبحث في مفهوم “المدينة مقابل الطبيعة”، طارحة أسئلة حول الموازنة ما بين المستقبل والبيئة.
أتول باناس (من الهند)، وهو متمرّس في الألوان المائية، ويعيش في إمارة دبي. تطغى على أعماله الألوان والعمامات، كأساس ثقافي جميل.
يسعى مهرجان رأس الخيمة للفنون البصرية، الذي يعرض العديد من أعمال الفنانين المحليين والإقليميين، إلى تعزيز التطوّر الاجتماعي والثقافي في إمارة رأس الخيمة ودولة الإمارات، عبر دعم المواهب الناشئة وتعزيز مفهوم الإبداع في المجتمع.
ومن بين الأسماء الإماراتية البارزة في المهرجان، عزة القبيسي ومحمد السويدي ونساء الشحي، ثلاثة مصمّمين إماراتيين مبدعين قاموا بتنظيم تجربة فريدة للزّوار، هدفها تسليط الضوء على مواضيع عالمية من شأنها تحفيز الشعور بالتفاهم المشترك. كما أن أعمال الفنانة الإماراتية نورة الشحي العام الماضي في المهرجان قد ألهمت الهوية المرئية للمهرجان هذا العام، علمّا أنها فازت بجائزة في مهرجان العام الماضي. ومن أبرز الفنانين من دول مجلس التعاون الخليجي أم كلثوم العلوي من السعودية وأحمد الحسيني وسارة سعود وشوق بهزاد من الكويت.
كما سيعرض المخرج الإماراتي حمد عبد الله صغران، الحائز على منحة مهرجان رأس الخيمة للفنون البصرية هذا العام، فيلمه القصير “ثم ماذا بعد؟” يوم الأربعاء الأخير من فبراير ومارس. وسيتم عرض 20 فيلمًا وثائقيًا على نحو متناوب في صالات سينما فوكس في الحمراء مول كل أربعاء طوال شهري فبراير ومارس.
كما يتضمّن برنامج المهرجان جدولًا كاملاً للأحداث والأنشطة خلال الشهرين المقبلين. وممّا سيتم إظهاره، شعب رأس الخيمة، ورش عمل حول كتاب الهجرة والانتماء وجولات الطعام، بالإضافة إلى صناعة المجوهرات: صب الفضة، وفن الموزاييك (سنة التسامح)، وورش عمل فن الصلصال.
إن الدعوة عامة والحضور مجاني، ولحضور أي من ورش العمل أو الأنشطة أو الجولات أو عروض الأفلام، يجب الحجز مباشرة عبر تطبيق مهرجان رأس الخيمة للفنون البصرية RAKFAF، باتباع رابط “التسجيل” أو عن طريق زيارة register.rakfinearts.ae.
“مرجان” هي الشريك الرسمي لمهرجان رأس الخيمة للفنون البصرية الثامن، بالإضافة إلى عدة شركاء محليين من ضمنهم سيتفن روك، هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة، دائرة الآثار و المتاحف، و دائرة الخدمات العامة في إمارة رأس الخيمة.
وقال عبد الله العبدولي، الرئيس التنفيذي لشركة “مرجان”، الشريك الرسمي للمهرجان: “يشرفنا أن نتعاون مع مهرجان رأس الخيمة للفنون البصرية، الذي سيعزّز من سمعة إمارتنا في المنطقة، كوجهة ثقافية وسياحية رائدة. بينما نحتفل بكوننا العاصمة السياحية لدول مجلس التعاون الخليجي، نحرص على أن يقدّم المهرجان تجارب غنية ومميّزة للزوار. كما يعكس شعار المهرجان “مجتمعات متصلة” رؤيتنا ورسالتنا في “مرجان”، المتمثّلة بتعزيز روح العمل الجماعي والرفع من نوعية حياة الأفراد، لكل من المقيمين والزوار من جميع أنحاء العالم. وتمامًا كما نستوحي “مرجان” من “الأرض”، نرى أن المهرجان يعكس واقع التراث الغني والراقي المجيد لإمارتنا”.
