رئيس التحرير
حسام حسين لبش

رئيس التحرير: حسام حسين لبش

مدير التحرير: علي عجمي

ذات صلة

متفرقات

رأس الخيمة تستعد لقمة الطاقة في 27 نوفمبر

ستُعقد قمة رأس الخيمة للطاقة من 27 إلى 28...

الفأر في المنام: أكثر من مجرد حلم! تفسيرات نفسية عميقة

متابعة بتول ضوا لطالما حظيت الأحلام باهتمام كبير عبر التاريخ،...

سعد لمجرد وإيلي أفرام في تعاون عالمي جديد يشعل مواقع التواصل

متابعة بتول ضوا أشعل الفنان المغربي الشهير سعد لمجرد مواقع...

الدوري الأرجنتيني: باراكاس يعادل بيلجرانو

تعادل باراكاس سنترال وضيفه بيلجرانو بهدف لمثله في الجولة...

فرنسا تشهد حادثة سطو مسلح غير مسبوقة على محل مجوهرات شهير

شهدت مدينة ليون الفرنسية حادثة سطو غير مسبوقة، حيث...

صمود وتضحية.. قصة قوم الإيغبو في نيجيريا

متابعة- يوسف اسماعيل

 

قصة قوم الإيغبو في نيجيريا هي قصة صمود ومقاومة للاستعباد والحرمان. كان هؤلاء الأشخاص، الذين كانوا يعيشون في إحدى المناطق النيجيرية، يعملون في مجالات التجارة والزراعة والحرف، مثل العديد من القبائل الأخرى في أفريقيا. ومع ذلك، أصبحوا ضحايا للعديد من عمليات الاختطاف التي قام بها صيادو العبيد.

 

مع مرور الوقت، أصبح قوم الإيغبو يشتهر بمقاومتهم الشديدة للاستعباد ورغبتهم الكبيرة في الحرية. وبالتالي، بدأ العديد منهم في محاولات الهروب من أسيادهم مرارًا وتكرارًا، على الرغم من العقوبات القاسية التي تنتظرهم في حال القبض عليهم. كانوا يظهرون قوة وعنفًا في مواجهة المعاملة السيئة والتعذيب الذي كانوا يتعرضون له.

 

في إحدى تلك الحالات، تم شراء عبد يدعى عبد الإيغبو من قبل تاجري العبيد جون كوير وتوماس سالدنغ بمبلغ 100 دولار، ليتم إعادة بيعه لأصحاب المزارع. وقد تم نقل العديد من عبيد الإيغبو إلى منطقة سافانا في ولاية جورجيا عام 1803 على متن سفينة العبيد.

 

كانت رحلة نقل العبيد بالسفن تجربة مروعة ومأساوية. فقد كانوا يُحشرون في السفن لمدة تستغرق أسابيع، وكانوا يعانون من ظروف قاسية ومزدحمة ونقص في الغذاء والماء. كانت السفن تعاني من الفوضى والثورة بسبب تمرد العبيد الإيغبو الذين كانوا يرفضون قسوة العبودية ويسعون للحرية.

 

في إحدى رحلات نقل العبيد، كانت السفينة يورك تنقل شحنة من العبيد الإيغبو إلى جزيرة سان سيمون في ولاية جورجيا ليتم بيعهم هناك. ومنذ البداية، كانت الرحلة مشوبة بالفوضى والتمرد، حيث قام حوالي 75 عبدًا إيغبو بالثورة على طاقم السفينة وهاجموهم وقتلوهم، ثم رموهم في البحر. بعد ذلك، قاد هؤلاء العبيد الثائرون السفينة نحو الساحل وهم يغنون أهازيجهم الأفريقية المميزة،وعندما وصلوا إلى مياه خليج دنبر في طريقهم إلى جزيرة سان سيمون، قاموا بفعل الأمر الذي كانوا يعرفون أنه سيُنهي حياتهم. قرروا الانتحار بغرق السفينة وهم على متنها، بدلاً من العيش في العبودية والقهر. كانوا يعلمون تمامًا أنه إذا نزلوا إلى اليابسة، فإنهم سيواجهون مصيرًا مشابهًا للعبودية والقمع الذي هربوا منه.

 

تلك اللحظة كانت لحظة قوية ورمزية لقوم الإيغبو. لقد اختاروا الموت على الحياة تحت القهر والاستعباد. وبهذا الفعل، أظهروا للعالم رغبتهم القوية في الحرية ورفضهم القاطع للظلم والاستعباد. قد تكون هذه القصة حزينة ومأساوية، ولكنها تذكرنا بشجاعة وقوة إرادة هؤلاء الأشخاص الذين قاوموا النظام الظالم ورفضوا التكسير.

 

قوم الإيغبو ليسوا مجرد ضحايا، بل هم رموز للصمود والكرامة. إن قصتهم تعكس معاناة العديد من الشعوب الأفريقية الذين تعرضوا للاستعباد والاستغلال. إنها تذكرنا أيضًا بأهمية الحرية والعدالة في بناء عالم أفضل.

 

لقد مر الكثير من الزمن على تلك الأحداث المأساوية، ومع ذلك، يجب أن لا ننسى قصة قوم الإيغبو وتضحياتهم. يجب أن نستلهم من قوتهم وشجاعتهم، ونعمل من أجل مجتمعات أكثر عدلًا وتسامحًا وتكافؤًا. يجب أن نعمل معًا لمنع تكرار مثل هذه الظروف القاسية والاستغلال، ونتحد في محاربة أي شكل من أشكال العبودية والظلم في جميع أنحاء العالم.

 

في نهاية المطاف، قوم الإيغبو يعلموننا أن الحرية ليست مجرد حق، بل هي قيمة عظيمة يجب أن نحافظ عليها وندافع عنها بكل قوتنا. قصتهم تظل حاضرة في ذاكرتنا كتذكير دائم بأهمية الكفاح من أجل الحرية والعدالة.

تابعونا علي مواقع التواصل الاجتماعي