متابعة-جودت نصري
لا يزال الخوف من الولادة يعيش في ذهن وذاكرة كل امرأة حامل سبق لها تجربة الولادة الطبيعية على وجه الخصوص. وهو: هل الولادة الثانية أسهل وأسرع؟ لأنها في الواقع تخاف كثيراً عندما تفكر في تكرار التجربة مرة أخرى؛ ولذلك تقلق من ذلك، وبحثاً عن الإجابة والتعرف على تفاصيل أكثر حول الفروق بين الولادة الأولى والولادة الثانية وأيهما أسهل وأسرع.
الولادة الطبيعية والولادة القيصرية
الولادة الأولى إذا كانت طبيعية؛ فستكون الثانية أسهل بكثير، وبالتالي أسرع أيضاً؛ لأن عضلات الرحم وخصوصاً عضلات العنق توسع بشكل كبير، كما أن وقت الولادة يقل في المرة الثانية لنصف الأولى.
بينما الحال يختلف في الولادة القيصرية؛ إذ يعود الوضع لمدى راحتك النفسية لأنك تكونين على علم بالألم الجسدي وطريقة العملية والتعامل معها، وبالتالي تحددي مدى كونها أسهل في هذه المرة أو أصعب.
هل تختلف أعراض الحمل الثاني عن الأول؟
بروز البطن
الكثير من الأعراض مألوفة بالنسبة للحامل، لكن هناك بعض الأعراض مختلفة مثل وقت بروز البطن؛ ففي الحمل الثاني قد يختلف بروز البطن عما كان عليه في الحمل الأول، إذ يبدأ البطن بالبروز لدى العديد من النساء في مرحلةٍ أبكر قليلاً من وقت ظهوره في الحمل الأول. ويعود السبب في ذلك لكون عضلات البطن تمددت سابقاً خلال الحمل الأول، وقد لا تكون استردت قوتها السابقة؛ لذلك قد يظهر الحمل بوضوح في وقتٍ أقرب.
تغيرات الثدي
في أثناء الحمل بالطفل الثاني، قد تشعرين بأن ثدييك أقل حساسيةً أو احتقاناً عما كانا عليه في الحمل الأول، كما أن حجمهما قد لا يزيد بالقدر ذاته كما الحمل السابق.
الشعور بحركة الطفل
قد يختلف أيضاً في الحمل الثاني الوقت الذي تشعرين فيه لأول مرة بحركة طفلك وركلاته؛ حيث تشعر العديد من الحوامل بحركة طفلهن في وقتٍ أقرب من الحمل السابق، والسبب ببساطة في قدرتك على تمييز هذا الشعور عند حدوثه؛ كونك اختبرتِه في الحمل الأول، وبالتالي فستعرفين مبكراً أن ما تشعرين به هو حركة طفلك.
انقباضات براك ستون هيكس
وهي نوعٌ آخر من الأعراض قد تشعرين بها في وقتٍ أبكر من الحمل الثاني، وتُشكِّل هذه الانقباضات الكاذبة طريقة جسمك في الاستعداد للولادة الفعلية، وتميل إلى التلاشي عند قيامك بالتحرك، أو بتغيير جلستك بعامة.
عملية الولادة
قد تلاحظين أيضاً اختلافاتٍ في عملية الولادة ذاتها؛ فبعد دخولك مرحلة الولادة قد تجدين أن عملية الولادة بتفاصيلها أصبحت أقصر، وهذا يعني ان لقاءك بطفلك سيتم في وقتٍ أسرع؛ لذا يجب عليك بمجرد ملاحظة العلامات المبكرة على الولادة الثانية، أن تقومي بالاتصال بالطبيب المتابع من الفور لاستشارته؛ فقد يكون من المستحسن التوجه إلى المستشفى في وقتٍ مبكر.
هل أعراض الحمل الثاني تماثل أعراض الحمل الأول؟
بعضٌ من أعراض الحمل التي اختبرتها الحامل في المرة الأولى تعاود الظهور مرةً أخرى، بما في ذلك:
التبول المتكرر، وغثيان الصباح، والإرهاق.
الوحم وعادات الأكل الغريبة في أثناء الحمل.
التقلبات المزاجية، والنفخة في المعدة.
الإمساك، واحتقان الأنف.
قد يكون التعامل مع بعض هذه الأعراض في الوقت الذي تقومين فيه برعاية طفلك الأول صعباً بعض الشيء، لكن الجانب الجيد هو أنك قد تكونين اكتشفت بعض الأساليب الممتازة للتعامل معها، وستستطيعين غالباً استعمال تلك الأساليب ذاتها في هذا الحمل، بحيث تصبح بعض هذه الأعراض أقل إزعاجاً.
هل تعود مضاعفات الحمل الأول ذاتها للظهور؟
قد تكونين أكثر عرضةً للإصابة ببعض مضاعفات الحمل المحددة، وذلك إن كنت قد واجهتها في الحمل الأول، مثل تعرضك للولادة المبكرة أو تسمم الحمل أو ارتفاع ضغط الدم، أو إصابتك باكتئاب بعد الولادة.
وبطبيعة الحال فإن كل حالة حمل متميزة، والطبيب أو الطبيبة أفضل شخصٍ يقدم لك المشورة؛ بشأن احتمالات عودة المضاعفات التي حدثت خلال الحمل الأول للحدوث في حملك الثاني.
متى تجب عليك استشارة الطبيب؟
استشيري طبيبتك في أقرب وقتٍ ممكن في أثناء الحمل الثاني في حال تعرضت لأي مضاعفاتٍ (مثل تسمم الحمل أو الولادة المبكرة) مثلما حدث في أثناء الحمل الأول؛ إذ إن الطبيبة تستطيع اتخاذ التدابير لتقليل أي مخاطر بالنسبة لك أو لطفلك، رغم شعورك بثقةٍ أكبر إزاء تجربة الحمل الثاني.
على الرغم من أن أعراض الحمل الثاني قد تكون مشابهة تماماً لأعراض الحمل الأول؛ فإن من المؤكد أن خوض تجربة الحمل مرة أخرى ما يزال أمراً مثيراً.