متابعة- بتول ضوا
هل سبق لك أن شعرت بأن هناك من يراقبك وأنت تسير في الشارع أو تجلس في مكان عام؟ انت لست وحدك! إن الشعور بالمراقبة مألوف لدى الجميع تقريباً وله تفسير علمي أيضاً
وبحسب الأبحاث العلمية في هذا المجال، فإن شعور الإنسان الدائم بأن هناك من يراقبه، ينبع من افتراض دماغ الإنسان أن هناك من يتابعه، رغم عدم وجود دليل على ذلك!
ويعتقد العلماء أن سبب هذا الشعور في الدماغ هو الاستعداد الكامل للجسم وجميع حواسه للتفاعل مع ما قد يحدث قبل حدوثه.
ويرى البروفيسور كولين كليفورد، خبير الرؤية في مركز الرؤية بجامعة سيدني، أن إدراك الآخرين ينظرون إلينا هو آلية دفاعية للدماغ البشري.
عادة ما يشير النظر مباشرة إلى الهيمنة أو التهديد، وإذا رأت العين البشرية تهديدًا محتملاً، فإن الدماغ سيغتنم أي فرصة لإبقاء الجسم على أصابع قدميه.
لذا فإن إحدى أسهل استراتيجيات الدفاع الجسدي هي افتراض أن شخصًا ما يمشي أو يجلس في مكان آخر غير المنزل ويشاهده.
في دراسة أجراها فريق بقيادة البروفيسور كليفورد، قمنا بشكل روتيني بفحص نظرة الناس واتجاه عيونهم لمعرفة ما إذا كان هناك من ينظر إلينا. ومع ذلك، فقد وجدت الدراسات أنه إذا كان من الصعب متابعة نظر شخص ما بسبب الظلام أو ارتداء النظارات الشمسية، فإن الدماغ يضع افتراضات حول ما سيحدث بعد ذلك.
تقوم أدمغتنا بتوليد فرضيات ربما لم تحدث في تجارب سابقة وتطابقها مع ما نراه في لحظة معينة. وذلك للرد على الأحداث بسرعة أكبر ولإعداد الجسم بشكل كامل لأي طارئ.
يشبه هذا السلوك إلى حد كبير صعوبة النوم خارج المنزل. في هذه الحالة، ونظرًا للاختلاف في البيئة المحيطة المألوفة لدماغنا، يظل الجسم في حالة تأهب لأي خطر يتصوره.