متابعة-جودت نصري
التعبير هو التعبير عن الأفكار والعواطف بالكلمات أو الحركات أو ملامح الوجه، وهو الكشف عما يدور في مشاعر النفس والمعاني الموجودة في العقل بشكل قريب وواضح. والبناء.
التعبير هو أن تكتب عن موضوع ما بالكلمات وطريقة متفق عليها من قبل أغلبية الناس، وهي الكتابة بوجهة نظر عامة، والتركيب هو خلق أفكار حول هذا الموضوع بطريقة أو طريقة لا يجوز لأحد أن يكتب مثلك ، الذي يكتب بوجهة نظر خاصة.
– التعبير والإنشاء
• الإنشاء
الإنشاء هو فنّ نتعلم به جمع المعاني والتأليف بينها وتنسيقها ثم التعبير عنها بعبارات أدبية بليغة، وهو القدرة على صياغة العبارات واختلاق النصوص وترتيبها وتنظيمها، بحيث تخرج بنص أدبي بليغ يعبر فيها عن نفسه أو عن صورة الموقف، والإنشاء هو قدرة إبداعية تحتاج إلى ملكة لغوية وممارسة وسعة اطلاع، لكي تكون الصورة المعبر عنها شاملة وعميقة ومؤثرة، ومعبرة عن الصورة المشاهدة للموقف، وأيضاً عن المشاعر الداخلية اتجاه ذلك الموقف أو خلاله، لذلك فالإنشاء هو قدرة إبداعية تحتاج إلى ملكة لغوية وممارسة وسعة اطلاع، لكي تكون الصورة المعبر عنها شاملة وعميقة ومؤثرة.
• التعبير
التعبير هو القالب الذي يصب فيه المرء ما لديه من الأفكار بعبارات متناسقة تؤدي إلى وحدة فكرية منتظمة، أي هو الإفصاح عن الأفكار والمشاعر تحدثاً أو كتابة بلغة عربية سليمة، ويعتبر التعبير هو القدرة على ترجمة ما يجري بخاطر الكاتب، وتصوير ما يختلجه من مشاعر وأحاسيس تجاه مواقف كان قد سمع بها أو شاهدها على صورة ألفاظ أوعبارات أو نصوص، يمكنه به عكس تلك المشاعر والعواطف ونقلها إلى الآخرين.
– للتعبير منزلة كبيرة في الحياة
فهو ضرورة من ضرورياتها ولا يمكن لأي شخص أن يستغني عنه في أي مرحلة من مراحل عمره، ففيه يعرض الأفراد أفكارهم ومشاعرهم باللسان، أو القلم، والتعبير الجيد يساعد الفرد على إظهار ذاتيته، وشخصيته، فهو المظهر الصادق لقوة تفكير الفرد في نفسه، لذلك فإن جميع فنون الأدب وعلوم اللغات تكون في خدمة التعبير، لأنها الغاية الأسمى، حيث يُراد لأي نص أن يكون معبراً عن الحالة تعبيراً دقيقاً، أما الإنشاء فهو صناعة النص بشكل يخدم به التعبير بأفضل صورة، والإنسان الذي لا يستطيع التعبير عما في نفسه يشبه الجماد، فالتعبير سواء بالكلام، أو الكتابة، أو الإشارة هو الذي يميز الإنسان عن غيره من الكائنات الحية، فيه ومن خلاله يكمل الإنسان دائرة اتصاله ببيئته أو محيطة أو أعماله، فهو من ضروريات الحياة التي يخدم به الإنسان نفسه كما يخدم به وطنه، هذا بالنسبة لأهمية التعبير في الحياة.
– كل إنشاء تعبير وليس كل تعبير إنشاء
الإنشاء أضيق دائرة من التعبير، وهو صنعة، لذا سمي القلقشندي كتابه “صبح الأعشي في صناعة الإنشاء”، ومن هنا كان مصطلح التعبير أوضح دلالة، وأشمل دائرة من الإنشاء، وهو يشتمل مواقف الحياة، والتفاعل مع المجتمع شفوياً أو كتابياً، في حين يقتصر الإنشاء علي الجانب الكتابي، فيشمل مجالات الحياة كلها في البيت والشارع، والمدرسة، والطبيعة، فهو مرآة الحياة كلها، ولا شك أن كلمة الإنشاء تعني التعبير، ولكنها يمكن أن تعني أيضاً أشياء أكثر مما في مدلولها الحرفي، أي أن يبدع الإنسان صفحات فيها خيال، وصور وفيها عاطفة، وفكر كما يفعل الشعراء والكتاب، أما الإنشاء أو البناء فهو تحويل الفكرة التي أردت التعبير عنها إلى كيان وبناء، وهو كتابة القصيدة التي فاض بها خيالك، وهو كتابة الموضوع الذي طُلب منك، وهو بناء البيت الذي حلمت به، والنشء هم الصغار لأنهم كيان، والتنشئة هي تربيتهم وترقية الكيان، فكلمة إنشاء أعم وأشمل، لذلك فكل إنشاء تعبير وليس كل تعبير إنشاء.