متابعة-جودت نصري

الغدة الدرقية هي جزء من نظام الغدد الصماء الذي يتحكم في العديد من وظائف الجسم المهمة عن طريق إنتاج إفراز هرمونات معينة.
تلعب هرمونات الغدة الدرقية «TH» دوراً أساسياً في تطور الجهاز العصبي المركزي خلال مرحلة التطور الجنيني والطفولة المبكرة.
وفي حالة فرط نشاط الغدة الدرقية، تنتج الغدة الدرقية الكثير من هرمون التيروكسين أو ثلاثي يودوثيرونين؛ ما يسرع عملية التمثيل الغذائي في الجسم.
ويؤدي نشاط الغدة الدرقية إلى العديد من الأعراض الجسدية مثل فقدان الوزن غير المبرر، والإصابة بتورم في الغدة الدرقية يسبب كتلة ملحوظة في الحلق تُعرف باسم تضخم الغدة الدرقية.
وإلى جانب الأعراض الجسدية، يوجد العديد من الأعراض النفسية لنشاط الغدة الدرقية، مثل الانفعال والغضب والذهان الحاد واللامبالاة، خاصة عند كبار السن؛ لذلك يُعَدُّ التحكم السريع في مستويات الغدة الدرقية أمراً ضرورياً لتحقيق الاستقرار في الحالة المزاجية.
في السطور التالية، ستتعرفين إلى المزيد عن أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية النفسية وطرق علاجها:

فرط نشاط الغدة الدرقية: ما أعراضه النفسية؟

لعل أبرز أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية، هي:
– التهيج
– الأرق

– القلق
– ضعف التركيز والذاكرة
– الهلوسة
– الخرف
– قلة اليقظة الذهنية.
يمكن أن تكون الأعراض السابقة عرضية، ولكنها في بعض الحالات قد تتطور إلى هوس واكتئاب وهذيان، وفي حالات أخرى، يكون التثبيط الحركي واللامبالاة من الأعراض المصاحبة لفرط نشاط الغدة الدرقية.
والذهان هو أحد المضاعفات النادرة لفرط نشاط الغدة الدرقية، فقد تمَّ الإبلاغ عنه في 1% من الحالات، ومعظم المرضى الذين يُصابون بالذهان، تمَّ تشخيصهم سابقاً بالهوس أو الهذيان.
وأثبت العديد من الأبحاث والدراسات الحديثة وجود ارتباط واضح بين فرط نشاط الغدة الدرقية واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، واضطراب التكيف، والقلق، واضطراب ثنائي القطب.

علاج نشاط الغدة الدرقية

لعلاج الأعراض النفسية لنشاط الغدة الدرقية، يجب علاج السبب الكامن لهذا النشاط، من خلال علاج نشاط الغدة الدرقية ذاتها.
وعادة ما يستجيب فرط نشاط الغدة الدرقية بشكل جيد للعلاج، ويمكن لمعظم المرضى السيطرة على أعراضهم، ومن العلاجات الثلاثة الأكثر استخداماً لفرط نشاط الغدة الدرقية، هي:
– الثيوناميدات بما في ذلك كاربيمازول وميثيمازول، وهي التي تمنع الغدة الدرقية من إنتاج الكثير من هرمون الغدة الدرقية.
– العلاج باليود المشع، وهي مادة مشعة تساعد على تقليص الغدة الدرقية وتقليل نشاطها.
– الجراحة، ويتم اللجوء إليها في عدد قليل من الحالات؛ فقد تكون هناك حاجة لعملية جراحية لإزالة جزء أو كل الغدة الدرقية، خاصة إذا كان هناك تضخم كبير في الغدة الدرقية.
– يمكن أيضاً استخدام حاصرات بيتا للتخفيف المؤقت للعديد من أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية، على الرغم من أنها لا تستهدف الغدة الدرقية نفسها.
ومن الشائع أن يشعر الناس عاطفياً وعقلياً بأن الأمر ليس على ما يُرام حتى بعد علاج نشاط الغدة الدرقية، وهو أمر طبيعي؛ إذ يحتاج الجسم إلى بعض الوقت للعودة إلى طبيعته واستقرار الحالة النفسية للمريض من جديد.
ويمكن أن تساعد العلاجات غير الدوائية مثل الاسترخاء أو العلاج النفسي قصير المدى في علاج الآثار النفسية الناتجة عن فرط نشاط الغدة الدرقية. وإذا كانت مشكلتكِ أكثر إلحاحاً؛ فقد يصف لكِ الطبيب المتخصص أدوية مثل مضادات الاكتئاب.