كشفت دراسة طبية جديدة أن اللحوم الحمراء ترفع نسب الإصابة بسرطان القولون والمستقيم حتى بين الشباب.
وأوضحت الدراسة نشرتها مجلة كانسر ديسكوفري أن تحديد طبيعية الأضرار اللاحقة بالحمض النووي بسبب اتباع نظام غذائي غني باللحوم الحمراء وأنها تسبب السرطان بالفعل.
وبالرغم من خطورة اللحوم الحمراء إلا أن الامتناع عنها كلياً ضار جداً، وأوصى دكتور ماريوس جياناكيس، اختصاصي الأورام في معهد دانا فاربر للسرطان بتناول اللحوم الحمراء بقدر معتدل واتباع نظام غذائي متزن للحفاظ على الصحة وتجنب الإصابة بالأمراض.
وقال ماريوس جياناكيس المشرف على هذه الدراسة الجديدة لوكالة الصحافة الفرنسية إن هناك آلية معينة تجعل اللحوم الحمراء مادة مسرطنة.
ومن هذا المنطلق، اكتشف العلماء منذ مدة طويلة طريقة نشوء أورام سرطانية بقعل دخان السجائر، وطريقة تسبّب بعض الإشعاعات فوق البنفسجية التي تخترق الجلد بحصول تحوّر في الجينات يؤثر على نمو الخلايا وانقسامها.
وترجع أهمية المقاربة التي اتبعتها هذه الدراسة في أن المشاركين لم يكونوا يعرفون أنهم سيصابون بالسرطان، خلافاً للدراسات الأخرى التي تطرح أسئلة عن العادات الغذائية على بعض المصابين بالمرض.
وكشفت التحاليل المخبرية تحوراً معيناً لم يتم رصده في الدراسات السابقة، لكنه يعود إلى نوع من التحور في الحمض النووي يعرف باسم الألكلة وتبين أن هذا التحور مرتبط إلى بشكل كبير باستهلاك اللحوم الحمراء سواء المصنعة منها أو غير المصنعة، قبل ظهور المرض.
وما لا يعلمه البعض أن تناول اللحوم الحمراء يفرز مركبات كيميائية يمكن أن تسبب الألكلة ونفس الأمر بالنسبة للحوم المصنعة، وأكثر الجينات تأثراً بالألكلة هي نفس الجينات الأكثر عرضةً للإصابة بسرطان القولون عند وجود تحور فيها.
وأكد جياناكيس أن هذا الاكتشاف يساعد الأطباء على تحديد المرضى الأكثر استعداداً وراثياً للألكلة ومن ثم فإنهم من أكثر الفئات المعرضة للإصابة بسرطان القولون وبالتالي يمكن مساعدتهم في تجنب الإصابة بهذا المرض الخطير من خلال اتباعهم نظام غذائي معين يعتمد على تقليل اللحوم بشكل كبير.
ويساعد فهم تطور سرطان القولون في اختراع علاجات توقف هذا التطور وتمنع الإصابة بهذا المرض القاتل.
وأكدت أبحاث ودراسات سابقة وجود صلة بين سرطان القولون واللحوم الحمراء من خلال استبيانات عن العادات الغذائية للمصابين به.
