متابعة-جودت نصري
في الآونة الأخيرة، ارتفعت نسبة استهلاك مشروبات الطاقة بشكل ملحوظ، خاصة بين فئة الشباب والمراهقين؛ حيث يسوّق لهذه المشروبات على أنها توفر دفقة سريعة من الطاقة، وتحسّن اليقظة والتركيز.. ولكن هل توجد أضرار واضحة لكثرة استخدامها، تحديداً على صحة القلب، وما مدى أمان استهلاكها؟
ما مشروبات الطاقة ومكوناتها؟
تعدّ مشروبات الطاقة شبيهة بالمشروبات الغازية، ولكن تختلف بمكوناتها التي تعطي الجسم الطاقة؛ حيث إن جميع هذه المشروبات تتكون من مكون أساسي، وهو مادة الكافيين، الذي بدوره يعمل على زيادة التركيز واليقظة، ولكن تكمن المشكلة في الكميات الكبيرة التي تضاف؛ حيث إنها تتراوح بين 80 مليغراماً إلى أكثر من 200 مليغرام من الكافيين لكل حصة. كما أنها تحتوي على بعض المواد، مثل الجينسينغ والغوارانا والتورين والسكر. وبسبب وجود هذه المكونات أثارت مشروبات الطاقة مخاوف كبيرة حول سلامتها وآثارها الضارة على الجسم، تحديداً تأثيرها في صحة القلب والنوبات القلبية والجلطات.
صحة القلب والأوعية الدموية
وما تأثيرها على صحة القلب تحديداً؟
قام العديد من الدراسات الحديثة بدراسة العلاقة بين مشروبات الطاقة وصحة القلب والأوعية الدموية، ومع ازدياد استهلاك مشروبات الطاقة ازدادت معدل التقارير والحالات التي أبلغ عنها عن شباب أصيبوا بنوبات قلبية ومشاكل في ضربات القلب وعدم انتظامها، ويعود الأمر إلى محتوى مشروبات الطاقة من نسب عالية للكافيين وبعض المواد الأخرى المنشطة، مثل: التورين، والغوارانا، وأسيتل الكارنيتين.
ولكن تكمن المشكلة الأكبر بنسب وكميات الكافيين العالية. والكافيين هو عبارة عن مادة منبهة طبيعية توجد بشكل شائع في بعض النباتات، مثل القهوة وأوراق الشاي وحبوب الكاكاو. وهو معروف بقدرته على تحفيز الجهاز العصبي المركزي، وزيادة اليقظة، والتخفيف من شعور النعاس مؤقتاً. فيمكن أن يمنحك دفعة من الطاقة، وزيادة شعور اليقظة، واليقظة. ولكن عند زيادة استهلاكه عن الحد المسموح يؤدي إلى العديد من المشاكل بالجسم، وهذا ما يحدث في حالة مشروبات الطاقة، إضافة باقي المكونات.
نتائج دراسات عن مشروبات الطاقة
في إحدى الدراسات التي نشرت في مجلة جمعية القلب الأميركية لدراسة تأثير مشروب طاقة واحد يومياً على ضغط الدم، وانتظام نبضات القلب، شملت الدراسة 25 شخصاً من البالغين الأصحاء؛ حيث تم إعطاؤهم مشروب طاقة سعة 16 أونصة يحتوي على 320 مليغراماً من الكافيين والمنشطات الأخرى. ووجد الباحثون أن ضغط الدم ومعدل ضربات القلب لدى المشاركين زاد بشكل ملحوظ بعد تناول مشروب الطاقة.
كما وجدت دراسة أخرى نشرت في مجلة الكلية الأميركية لأمراض القلب أن مشروبات الطاقة، يمكن أن تؤدي إلى تغييرات في وظائف القلب، وزيادة خطر الإصابة باضطراب في ضربات القلب، شملت الدراسة 25 شخصاً من البالغين الأصحاء الذين تم إعطاؤهم مشروب طاقة سعة 16 أونصة يحتوي على 400 مليغرام من الكافيين والمنشطات الأخرى. وأظهرت نتائج الدراسة أن وظائف القلب لدى المشاركين قد تعرضت لضعف كبير بعد تناول مشروب الطاقة، كما عانى بعض المشاركين من زيادة خطر الإصابة باضطراب ضربات القلب.
كما وجدت مراجعة نشرت في عام 2019 أن مشروبات الطاقة يمكن أن تكون لها آثار سلبية في صحة القلب والأوعية الدموية؛ حيث إن المراجعة حللت نتائج 40 دراسة عن تأثيرات مشروبات الطاقة في القلب والأوعية الدموية، ووجدت أن النسب المرتفعة من الكافيين والمنشطات الأخرى في هذه المشروبات يمكن أن تزيد من ضغط الدم، ومعدل ضربات القلب، وخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية.