متابعة: نازك عيسى
أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، أن العمل المتميز في أندية التسامح في الكليات والجامعات دليل واضح على حرص أعضائها على التعاون والعمل النافع، حباً للوطن وحرصاً على تحقيق أهدافه وطموحاته، معبرا عن شكره لأعضاء هذه الأندية لما يجسدونه من وحدة العمل الوطني في سبيل نشر مبادئ السلام والتعايش والأخوة الإنسانية في جامعاتهم وكلياتهم، وفي ربوع الوطن كله، من خلال عملهم مع وزارة التسامح والتعايش، الذي أسهم بفاعلية في تأكيد المعاني النبيلة، والسلوك الطيب في التعارف والحوار والمحبة، والعلاقات الجيدة بين الجميع لما فيه الخير والرخاء للجميع.
جاء ذلك خلال افتتاح معاليه، فعاليات الملتقى الثالث لأندية التسامح بالجامعات الإماراتية، الذي أقيم في جامعة وولنجتون بدبي، بحضور رؤساء ومديري أكثر من 20 جامعة إماراتية، وسعادة عفراء الصابري المدير العام بوزارة التسامح والتعايش، إضافة إلى طلاب الجامعات المشاركين في أندية التسامح التي تضمها جامعات الإمارات، والذي شهد انضمام 6 جامعات جديدة إلى المبادرة.
وقال معاليه في كلمته، إن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، يؤكد لنا دائما ثقته التامة في أبناء وبنات الوطن، وحرصه الدائم على أن تظل الإمارات عزيزة بقدرات أبنائها وبناتها، ورائدة بقيم التسامح والتعايش وعمل الخير، التي توجه مسيرتها، فإماراتنا تلتزم بالقيم الإنسانية النبيلة، وتجعل منها أساسا للنجاح والتميز في كل المجالات.
وأضاف معاليه : “ نتشرف كثيرا بأن نرفع إلى صاحب السمو رئيس الدولة، تحية شكر وولاء ووفاء واحترام، لحرص سموه على تشجيع كل عمل وطني نافع، كما نقدم لسموه العهد والوعد بأن يكون طلبة الكليات والجامعات، ومن خلال تعاونهم مع وزارات الدولة ومؤسساتها، ملتزمين تماما بخدمة وطنهم، وحريصين كل الحرص على العطاء والإنجاز على كل المستويات، وفخورين بأنهم أبناء هذه الدولة الرائدة، أو كما قال صاحب السمو رئيس الدولة : ” هم أبناء زايد، أبناء هذا البلد الأصيل ومستقبله”.
وأكد التزام وزارة التسامح والتعايش بالعمل مع الجميع من أجل أن يكون طلبة الكليات والجامعات دعاة للتسامح في المجتمع، ومن أجل تعميق ثقافة التطوع والعمل العام، وتحمل المسؤولية وتشجيع الابتكار المفيد والأخذ بالأفكار الجديدة والمبادرات النافعة التي تركز على تقدم المجتمع ونماء الإنسان، معربا عن سعادته بما قدمه طلاب الجامعات من عمل مثمر مع الوزارة على مدار السنوات السابقة، مشيدا بإيمانهم العميق بأن نشر قيم التسامح والتعايش مسؤولية الجميع، وباعتزازهم الكبير بأن الإمارات تحظى بتجربة عالمية ناجحة، في التعايش والأخوة الإنسانية، جسدتها أقوال وأفعال مؤسس الدولة، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتتجسد اليوم أيضا في أقوال وأفعال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، وإخوانه قادة الدولة، وكذلك في إنجازات أبناء وبنات الإمارات وما يتسمون به من قدرة على التسامح والتعاطف والتعاون.
وقال معاليه: “ أدعوكم أبنائي وبناتي في أندية التسامح، إلى أن تكونوا دائما على قدر آمالنا فيكم، نماذجا ناجحة في بناء العلاقات والشراكات الممتدة والناجحة عبر كافة الحواجز والحدود والأقطار، وأن تكونوا حريصين على الإسهام الكامل في إنجازات التطور في العالم، وأذكركم بأننا الآن في عام الاستدامة، وبأن الإمارات سوف تقوم هذا العام بتنظيم مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي ”Cop 28″، وإنني آمل أن تتخذوا من ذلك مناسبة للتعاون والعطاء بين بعضكم البعض، ومع زملائكم حول العالم، وأن تؤكدوا بذلك دور التسامح والتعايش في تحقيق الاستدامة محليا وعالميا، وأن تثبتوا للعالم أن المجتمع المتسامح هو بطبيعته مجتمع مستدام، يحافظ على البيئة ويحقق التقدم والنماء على كل المستويات”.
وأشار معاليه إلى أهمية أن يناقش الملتقى مبادرة مهمة أطلقتها وزارة التسامح والتعايش، هي مبادرة “التسامح بلا حدود”، التي تهدف إلى توظيف التقنيات الحديثة من أجل تشكيل حلقات للتسامح في الفضاء الرقمي، تعمل معا متجاوزة الحواجز الدينية والثقافية واللغوية والمكانية من أجل أن يكون هناك تعارف وحوار وعمل مشترك بين الجميع، يدور حول كافة القضايا التي تهم البشر في كل مكان، من أجل السير نحو المستقبل بتفاؤل وثقة واطمئنان.
وأكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، أن أبناء وبنات الإمارات يمتلكون القدرة والرغبة في أن يكونوا في المقدمة والطليعة، في التواصل المتسامح والعمل المثمر مع زملائهم في الوطن والعالم، مستفيدين مما يملكونه من علم بكافة معطيات العصر وأدواته، موضحا أن نجاح أندية التسامح في الكليات والجامعات رهن بجهود طلبة الجامعات أنفسهم وبقدرتهم على التخطيط الجيد والتنفيذ الصائب، وأن أندية التسامح هي محل تقدير معاليه وأنه يشجعها ويحرص عليها، ويعتز بما تحققه من إنجازات مهمة، وبما يترتب على ذلك من آثار إيجابية داخل الجامعات وخارجها.
وختم معاليه كلمته بتهنئة كافة الفائزين بالدروع والجوائز، مشيدا بإنجازاتهم المشرفة، ومتمنيا لهم الاستمرار في العطاء والإنجاز من أجل تحقيق الخير للجميع، مؤكدا أن الإمارات تعتز وتفخر بكل ما يجسده طلاب الجامعات من آمال وطموحات في مستقبل زاهر بإذن الله.
وأعرب معاليه عن تقديره العميق وسعادته بالمشاركة في هذا الملتقى السنوي، لأندية التسامح في الكليات والجامعات، موجها الشكر لجامعة وولنجونج لاستضافتها ملتقى هذا العام، واعتزازه بالأداء الجيد لأندية التسامح التي تسعى إلى تأكيد مكانة التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية في مسيرة المجتمع، وإلى العمل المثمر مع وزارة التسامح والتعايش من أجل التطوير المتواصل للنموذج الرائد لدولة الإمارات العربية المتحدة في هذا المجال الإنساني المهم.
وكرم معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان في ختام الملتقى، الجامعات الفائزة بدرع التسامح لهذا العام، والطلبة الفائزين بجوائز جاليريا التسامح؛ حيث فازت جامعة أبوظبي وكليات التقنية العليا للطالبات في أبوظبي، بالدرع الذهبي في مسابقة درع التسامح، فيما حصلت جامعة الإمارات العربية المتحدة، وكليات التقنية العليا في العين، على الدرع الفضية، وفازت جامعة وولنغتون في دبي، وجامعة خليفة في أبوظبي، بالدرع البرونزية.
وفي مسابقة غاليريا التسامح، فازت ريم عبيد الشامسي، من كليات التقنية العليا بالجائزة الكبرى “أفضل فيديو قصير”، وحصلت المجموعة الطلابية (أمل الأنصاري وبسمة الباز ومريم علي ومحمد عمر)، من جامعة أبوظبي، على جائزة الفيديو القصير، ونالت سلامة عادل الكتبي، من كليات التقنية العليا جائزة التصوير الفوتوغرافي، بينما حصلت روان حسنواي، من جامعة الإمارات على جائزة العمل الفني.
وكانت لجنة التحكيم قد اختارت 9 أعمال في المرحلة قبل الأخيرة، لاختيار الأفضل منها في كافة مجالات المسابقة التي شارك فيها 81 عملا من كافة الجامعات الإماراتية.
وأشاد المشاركون في الملتقى والفائزون بجوائز التسامح، بالدور الكبير الذي تلعبه وزارة التسامح والتعايش محليا وعالميا في نشر ثقافة التسامح، لاسيما في الأوساط الطلابية والشبابية، بدعم ورعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، معربين عن فخرهم بالتعاون مع الوزارة، كي تحقق مبادرة أندية التسامح أهدافها.