متابعة-جودت نصري
التوتر مرض العصر، خصوصاً لدى النساء. وبينما يتفاعل الأفراد مع التوتر بطرق مختلفة، فقد يكون لطريقة تفاعلكِ تأثير على احتمال إصابتكِ بمشاكل صحية خطيرة، لعل أبرزها أمراض القلب.الدكتورة لليزا هارديستي، الحائزة على دكتوراه في علم النفس السريري في قسم الطب النفسي وعلم النفس في نظام مايو كلينك الصحي، تطلعك في الموضوع الآتي على بعض النصائح؛ لجعل التوتر عابراً دون أن يترك مشاكل على صحة القلب:
ماذا يفعل التوتر في الجسم؟
الشعور بالتوتر يحرك استجابة الجسم، فيظهر ذلك من خلال الصداع، الإجهاد، وبعض الآلام في العضلات والظهر والمعدة، وغيرها من الأعراض الجسدية.
وقد يسبب لكِ التوتر التعب واضطرابات في النوم، ويجعلك سريعة الانفعال، وتعانين من بعض حالات النسيان. وحين يبقى التوتر في الجسم لعدة أيام؛ يظل الجسم في حالة تأهب لمدة ربما تصل إلى عدة أسابيع، وهو ما قد يؤدي إلى مشاكل صحية عديدة.
أما في الفترات التي يكون فيها مستوى التوتر عالياً جداً، فذلك سوف يؤدي إلى مشاكل مرضية مباشرة؛ مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات الكولستيرول، ومشاكل أخرى غير مباشرة؛ مثل السلوكيات أو العادات التي تؤدي إلى تدهور الصحة والوظائف الجسدية، والتدخين، أو الإفراط في الأكل، أو قلة ممارسة التمارين الرياضية.
ضرورة التحكم في مستويات التوتر
إنه أمر لا لبس فيه، حيث من الضروري التحكم في مستويات التوتر عندما يمس ذلك بصحتك. وتُجرى في الوقت الراهن دراسات تبحث بدقة عن تأثير التحكم في التوتر على تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، ولاسيّما على المرضى الذين سبق وأصيبوا بنوبة قلبية أو سكتة دماغية ويشعرون بحالة من الاكتئاب أو القلق، أو يشعرون بالتوتر الدائم والمستمر، إذ يتوجب عليهم التواصل مع فريق من الأطباء؛ لتلقي المزيد من المساعدة.
التوتر: ما هي طرق التخفيف منه؟
التوتر يأخذ أشكالاً متعددة. يمكنك بدء عملية التحكم في التوتر بفهم الأسباب التي أدت إلى هذه الحالة، وتحديد أعراض التوتر، مما سيُمكنكِ من معرفة الأسباب والعمل على تخفيفها.
الخطوة الأولى تكمن بتغيير استجابتك للتوتر في تحديد الضغوطات، وتوجيه السؤال لنفسكِ: “ما الذي يجب أن أتوقف عن فعله، وما الذي يمكنني التخلي عنه؟”.
بعد التأكد من استبعاد أو تعديل الضغوطات الخارجية، يأتي دور بناء مهارات وأساليب التحكم بالتوتر. وعادةً ما يطلب الاختصاصي من الأشخاص تبني بعض الأفكار التي تندرج تحت كل فئة من الفئات التالية: الجسدية والعاطفية والعقلية والروحية.
تشمل الأفكار التي يمكن تبنيها، التالي:
– استفيدي من مواطن قوتك:
فكري في إكمال الجملة التالية: “أشعر بأكبر قدر من النشاط والرضا وبأني مفعمة بالحياة عندما أقوم بـ…”.
– تواصلي مع الآخرين:
تحدثي مع زميلة أو صديقة عزيزة عليك، أو تواصلي مرة أخرى مع صديقة قديمة من خلال مواقع التواصل.
– ساعدي الآخرين:
جرّبي القيام ببعض الأعمال التطوعية أو أداء بعض الأعمال الخيرية ولا تنتظري مقابلاً.
– ابدئي بعمل شيء جديد:
كوني مبتكرة، وابدئي بعمل شيء جديد، وجرّبيه لمدة خمس دقائق كل يوم كنقطة انطلاق.
– قومي بتدوين يومياتك:
هذا الفعل سيجعلك تنتبهين لجميع مجريات حياتك اليومية.
نصائح لتقليل حدّة التوتر
هناك العديد من الأمور التي يمكنكِ القيام بها لتقليل حدّة التوتر، مثل:
– ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
– مقاومة الأفكار السلبية.
– التخلي عن التدخين.
– تجنّب تناول الكافيين.
– تناول أطعمة مغذية.
– الحفاظ على وزن صحي.
أما بالنسبة للأدوية المضادّة للتوتر، فقد تكون الأدوية مفيدة في بعض المواقف، لكن يُفضل أن يكون العلاج الدوائي هو الحل النهائي الذي يمكن اللجوء إليه، لذلك حاولي بدلاً من الأدوية، التحكم في التوتر الذي تشعرين به؛ عن طريق ممارسة تقنيات الاسترخاء، وغيرها التي تُسهم في التخفيف من حدّة التوتر. وتأكدي دائماً من عدم الخلط بين التوتر واضطراب القلق، الذي يعتبر مشكلة نفسية مختلفة، يجب مناقشتها مع طبيبك أو المعالج النفسي.
هل للتوتر الخفيف بعض الإيجابيات؟
بالطبع، يمكن أن يكون للشعور بالتوتر بعض الإيجابيات، مثل بعض مصادر التوتر الخاص بالأفراح، أو وظيفة جديدة، أو متابعة الأولاد وتعلمهم.. إذ قد تشكل مجموعة من الأمور التي نحبها أكثر التحديات صعوبة.
وربما يحتاج كل فرد إلى القليل من التوتر لديه؛ ليحفّزه ذلك على مواجهة التحديات اليومية، ومن ثم رفع أدائه في الحياة اليومية إلى مستويات أعلى.
هذا ويُسهم التوتر الذي يمكن التحكم به، في تحسين التركيز والانتباه، ويجعل الفرد أكثر قدرة على التواصل مع الآخرين، ويمنحه شعوراً بالتمكن، وهو ما ينعكس على صحته إيجاباً.