متابعة -زهراء خليفة

العلاقات الاجتماعية مفيدة للصحة العقلية والنفسية، وفي المقابل تشكل العزلة الاجتماعية الطويلة والشعور بالوحدة خطرا على الصحة يعادل خطر تدخين 15 سيجارة في اليوم.

ومن المهم مراعاة الاعتدال والوسطية؛ لأن الاستنزاف في العلاقات الاجتماعية يمكن أن يؤدي لأضرار نفسية أيضا، وقد يحتاج الشخص فترة طويلة للتعافي من هذا الاستنزاف، اليكم التفاصيل في هذا

ومن المهم مراعاة الاعتدال والوسطية؛ لأن الاستنزاف في العلاقات الاجتماعية يمكن أن يؤدي لأضرار نفسية أيضا، وقد يحتاج الشخص فترة طويلة للتعافي من هذا الاستنزاف.

العلاقات الاجتماعية

حان الوقت لمراجعة التفاعلات الاجتماعية ووضع خطة للمضي قدمًا في العلاقات الاجتماعية دون استنزاف، ولتحقيق ذلك يجب التعرف على الأمور التي تؤدي لإرهاق طاقتك في تفاعلاتك الاجتماعية ومنها:

متصل اجتماعيًا على مدار الساعة

هذا يشمل امتداد التواجد على وسائل التواصل الاجتماعي مع الغرباء والرد على الزملاء والعملاء وكذلك التفاعلات وجهًا لوجه، باستقبال المكالمات والإشعارات على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع للجميع حتى وقت النوم، لأن ذلك سيؤدي إلى غياب الراحة تماما.

وهذا لا يعني الانقطاع عن العالم بداية من الساعة السادسة مساءا، ولكن يجب مراعاة الظروف وعدم التواجد المستمر طوال الوقت على مواقع التواصل الاجتماعي، وهناك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها ومنها إيقاف تشغيل جميع الإشعارات غير الضرورية، لأنك لا تحتاج حقًا إلى معرفة من يعجب بمنشوراتك في الوقت الفعلي.

ويمكنك إعداد أوضاع مختلفة على أجهزتك مثل وضعي “السكون” و “عدم الإزعاج”، بالإضافة إلى أجهزة الرد الآلي التي تحضرها فقط إلى رسائل البريد الإلكتروني في فترة زمنية معينة.

لا تتواصل مع الآخرين وفقًا لوتيرتك الاجتماعية

يجب مراعاة الوتيرة الاجتماعية والتي تعد بمثابة مدى الانتباه في كل المواقع سواء الزيارات العائلية أو العمل أو الأصدقاء، حيث يمكن للبعض التركيز لساعات متتالية على مهمة؛ ولدى الآخرين حوالي 45 دقيقة.

ومراعاة الوتيرة الاجتماعية مهم بدلا من مقاومة نفسك للتركيز الهائل على المهمة، فهناك فترات اهتمام وتركيز لكل مهمة تختلف من شخص لآخر، حيث تبلغ فترة لمعظم الناس حوالي 30 دقيقة؛ لكنها يمكن أن تكون مع العملاء أو في مهمة عمل حوالي 120 دقيقة، ويمكن أن تكون مع الأصدقاء حوالي 60 دقيقة.

ولكي يستمر أي من هذه الأشياء لفترة أطول، سواء حفلة منزلية أو في مكالمة طويلة، تحتاج إلى فترات راحة مثل التجول أو التمدد أو وقتًا مدمجًا لتخفيف الضغط قليلاً

أنت انطوائي يتنكر في زي منفتح

أبسط طريقة للتفكير في أنماط التنشئة الاجتماعية المختلفة هي أن الانطوائي سيكون أسعد في أي حال من الأحوال، والدردشة مع شخص إلى شخصين وإجراء محادثة عميقة، على عكس الشخص المنفتح الذي سيكون أسعد عند التحدث إلى 40 شخصا.

ومن المهم عدم الضغط على الشخص الانطوائي لأن العالم يتوقع منه أن يكون منفتحا وصاخبا، فإذا كنت أقرب إلى الانطوائية، فاعلم أن أسلوبك في التواصل الاجتماعي يمكن تحسينه عن طريق اختيار مجموعات صغيرة أكثر أو تفاعلات شخصية مع شخص واحد وإيجاد أسئلة رائعة للتعرف على بعضكما البعض بشكل أفضل.

أنت تستمع للكثيرين

قد تكون أحد هؤلاء الأشخاص الذين يحرص الآخرون على إفشاء أخبارهم لهم لأنك مستمع جيد أو يمكن الاعتماد عليك، أو ربما تكون الطريقة التي تجعلهم يشعرون بها، لكن يجب مراعاة أن هناك حدود لأن هذا عمل عاطفي، ولهذا هناك مستشارون يمكن التحدث معهم حول الأشياء التي لا ينبغي أن نضعها على أحبائنا.

وهنا بعض الأشياء التي يمكنك وضعها في الاعتبار:

هل هذا الشخص يستحق اهتمامي؟

هل هذا الشخص يرهقني ولكني أشعر بالسوء تجاههم ولذا فأنا أستمع؟

هل أعرف كيف أقول لا؟

هل يمكنني أن أسأل: “إذن، ماذا تريد؟ “

هل تستاء سرًا من الشخص الذي تتسكع معه؟

يمكن أن ينتابك شعور سيء تجاه الشخص الذي تتعامل معه، فعليك الإبلاغ عن أي السلوكيات الخاطئة بطريقة رشيقة، واقتراح سلوكيات بديلة أو وضع حد لعدد المرات التي تلتقي فيها أو حتى إذا كنت تريد هذا الشخص في حياتك بعد الآن.

هناك شيء آخر يستنزفك في الخلفية

في بعض الأيام، قد لا نستيقظ بنسبة 100٪ من طاقتنا بل يمكن أن تكون أقل بسبب أزمة أو ضغوط أو في انتظار شيء ما يثير القلق، أو أنك تمر بمرحلة انتقالية عندما تخرج من وقت صعب.

وستجعل هذه الأشياء من الصعب عليك التواصل الاجتماعي، فعليك ان تراعي حالتك الذهنية في تلك المرحلة، وتجنب التفاعلات المرهقة أو التي تستنزف طاقتك في تلك المرحلة.