متابعة -زهراء خليفة
هذان العاملان ، الاقتصادي والأمني ، يكاد يكونان من أبرز العوامل الدافعة للهجرة من البلدان الأصلية.
ودول المنطقة العربية ليست استثناء.
ازدادت خلال السنوات القليلة الماضية ، ورغم أن النوع الأكثر خطورة وشيوعًا هو الهجرة غير الشرعية ، إلا أنها تشكل خطرًا على حياة الشباب الذين يتقدمون للحصول عليها ، إذ لا يكاد يمر شهر دون أنباء عن غرق مجموعات من الشباب العربي.
فيما يعرف بسفينة الموت ، كما أبحروا في البحار ، إلى شواطئ أوروبا.
عاد ليتصدر
وعلى مدار الأيام الماضية، عاد ملف الهجرة، إلى تصدر عناوين الأخبار في القارة الأوروبية، مع اشتعال أزمة آلاف المهاجرين، العالقين على الحدود بين روسيا البيضاء وبولند، إذ يعيش ما يتراوح بين ثلاثة وأربعة آلاف مهاجر، بينهم الكثير من العرب في طقس شديد البرودة، يصل إلى حد التجمد على الحدود بين روسيا البيضاء وبولندا، وبعيدا عن الأسباب السياسية، التي يجري الحديث عنها، فإننا معنيون هنا، بالتساؤل عن الدافع القوي الذي دفع بشباب عربي، إلى المخاطرة بحياته في ظروف قاسية ،من أجل حلم الهجرة.
ولأن العامل الاقتصادي يعد دافعا مهما، للراغبين في الهجرة فإن لبنان، بدا خير مثال على تزايد أعداد المهاجرين منه، خلال الفترة الماضية، مع اشتداد أزماته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وقد أظهرت واحدة من الدراسات، التي أجريت في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي في لبنان، إلى هجرة نحو 230 ألفا خلال الأشهر الأربعة السابقة لإجراء الدراسة، معظمهم من الشباب.
وكما أن الوضع الاقتصادي، يمثل دافعا كبيرا للراغبين في الهجرة، من كثير من البلدان العربية، فإن الوضع الأمني يمثل أيضا الدافع الأكبر، في دول عربية أخرى، في منطقة عصفت بها الحروب خلال السنوات الماضية، وقد كان النموذج السوري، من أبرز النماذج، إذ شهدت أوروبا موجات من هجرة السوريين، بفعل الحرب التي شهدها بلدهم، والتي لم تضع أوزارها بعد، في حين كان العراقيون وما يزالون ضمن الراغبين
في الهجرة، وفق العديد من الاستطلاعات، بفعل تدهور الوضع الأمني في بلادهم، والمخاوف في أوساط الأقليات.