خاص الإمارات نيوز – لؤى وحيد
“مشاهد جمالية.. شقوق صخرية.. أزهار صحراوية” جميعهم يحيطون بك ليخطفوا نظرك وتجد نفسك أسيرًا لجمال لا ترى له مثيلًا، وأنت فقط تسير في الطريق إليه، لتجد على جنبات الطريق أزهارًا بمختلف أنواعها وألوانها الزاهية، وبعض الحيوانات البرية والطيور، ولن يقتصر الأمر على الجمال الطبيعي ولكنك ستجد متعة في القيادة على الطريق السريع الملتف حوله صعودًا إلى قمّته، وعندما تصل ستشعر بنسمات الهواء العليل وأنت تنظر على امتداد بصرك إلى كل مدينة العين.. أنه جبل حفيت.
مواصفاته:
يصل ارتفاع جبل حفيت نحو 1240 مترًا، يقع في دولة الإمارات العربية، ولكن جزءًا منه يمتد إلى سلطنة عمان، وبسبب ارتفاعه الكبير يستطيع متسلقه رؤية المدينة بأكملها، ويتميز بوجود الكهوف بداخله، وبعض الكهوف قد يصل عمقها إلى 150 مترًا، ويتكون الجبل أيضًا من الصواعد والصخور الكلسية صخور رسوبية، وهو غني بالأحافير المتنوعة التي تعود لآلاف السنين، كما أنه يُعتبر ثاني أكبر الجبال في الإمارات العربية، ووصفه الراحل ويلفريد ثيسجر بأن شكله من الأسفل يشبه الحوت .
الطريق إلى جبل حفيت:
يعدّ هذا الطريق من أروع الطرق للقيادة في العالم، سواء بالسيارة أو على الدراجة الهوائية، وعندما يصل الشخص إلى قمته سيجد مكافأته في رؤية المناظر الخلابة المطلة على مدينة العين. ويمتد الطريق إلى 14 كيلو مترًا من منطقة المبزرة الخضراء أسفل الجبل وحتى ساحة المواقف على قمته.
أجمل الأماكن السياحية:
يظل جبل حفيت الملاذ للكثير من سكان المنطقة ويكثر به الزوار الأجانب، لتميزه الجميل وللخدمات الرائعة التي قدمتها البلدية. ويجد الزائر الأحجار المرجانية المتكلسة التي تدل على أن المنطقة كانت مغمورة بمياه البحر في الماضي، وتتنوع الطبيعة فيها من ماء وخضرة وطبيعة بديعة إلى جانب اعتدال مناخها.
ويحفل جبل حفيت بكهوف تتميز بأهميتها في علم الآثار، ومنها شبكة كهوف مترابطة في جبل الحجر الواقع ما بعد منطقة البريمي بالقرب من العين، ومن أكبر وأكثر الكهوف إثارة “مغارة قصر حفيت”، والتي تحتوي على 450 مترًا من الفتحات، والممرات، والغرف التي تصل إلى عمق 96 مترًا.
الحياة البرية:
سكنت العديد من الحيوانات النادرة في جبل حفيت، مثل القطط الوحشية و بعض الثديات الصغيرة كالثعالب الحمراء، و جرذ واجنر الذي يتغذى على الحشرات و البذور، وهناك أيضًا حيوان الوبر، وهو يشبه الأرنب، ويضم الجبل عددًا من الطيور النادرة أيضًا مثل النسور المصرية و صقر العاسوق والصقر المغربي.
اكتشاف الحفريات:
أكّد باحثو الجيولوجيا أن القشرة الخارجية للجبل متآكلة وأظهرت وجود بعض الحفريات التي يمكن رؤيتها بسهولة، مثل بقايا المرجان وعدد من الرخويات كالمحار وبعض أنواع السرطانات و تأخذ الأحافير شكل قطع صخرية رقيقة و مدورة وهناك أيضًا بعض البقايا العضوية الأخرى، وهناك نباتات طبيعية صفراء تعيش في سفح الجبل، أسمها نباتات أنفيلا غارسيني، ويخرج من جبل حفيت وادي التربات، الذي يمتاز بوجود بعض الأزهار الفريدة والأشجار مثل أكريدوكاربوس أوريانتاليس، وهي أشجار لا تنمو إلا في الإمارات.
البيئة المناخية:
إن المناخ في جبل حفيت شديد الحرارة في النهار، و شديد البرودة في الليل وقد يصل إلى 4 درجة مئوية، وموقعه يعاني من ندرة سقوط الأمطار، فقد يصل معدل المطر إلى 100 ملم، وسرعان ما تتبخر هذه الكمية القليلة من الأمطار، وينمو في المنطقة المحيطة بالجبل الكثير من النباتات المختلفة مثل شجر الغاف وهو نبات يصل طولة إلى 16 مترًا، ويعتمد في شربه على المياة الجوفية .