متابعة-جودت نصري
أصيبت مريضة بـ”رهاب الطعام” وبدأت في تجنّب الوجبات لأنها توقعت ألماً شديداً بعد الأكل؛ والسبب في ذلك إصابتها بذبحة معوية تطلبت الجراحة من قبل فريق طبي متكامل. فما هي الذبحة المعوية؟ وكيف يجب التعامل معها؟ وكيف تسير الجراحة؟ التفاصيل في الآتي:
ما هي الذبحة المعوية؟
تحدث الذبحة المعوية عند الضيق الشديد أو الإنسداد الكامل لشرايين الأمعاء مما يمنع تدفق الدم، مسببةً الغثيان والحمى والألم الشديد في غضون دقائق قليلة من تناول الطعام، ويتسبب هذا بحالة يطلق عليها “رهاب الطعام” أو “فوبيا الطعام”، والذي يؤدي إلى عزوف المرضى عن تناول الطعام لخوفهم من الألم الذي يليه، حيث يحدث ذلك بمجرد أن يشم المرضى رائحة الطعام، وتستعد أمعائهم لتناوله. وبسبب عدم توفر إمدادات الدم الكافية إلى الأمعاء، يمتنع المريض عن تناول الطعام مما يؤدي عادة إلى فقدان الوزن، وخصوصاً في حالة المريضة التي أُجريت لها العملية، والتي أوصلها المرض إلى مرحلة خطيرة من فقدان الوزن.
الذبحة المعوية لا تقل خطورة عن الذبحة الصدرية
“الذبحة المعوية مشابهة للذبحة الصدرية، ولكنها تحدث في الأمعاء، وإذا تأخر المريض/ة عن دخول المستشفى في غضون أسبوع، فسوف يعاني من أمعاء ميتة. ولسوء الحظ يعاني الكثير من هذه الحالة، وعادة ما يأتي تشخيصهم متأخراً، بسبب صعوبة تحديد سبب الألم في البداية، وبالتالي يتعرّض المريض لمضاعفات سوء التغذية، وعندما يسعون للعلاج في مراحل متأخرة فقد يصابون بالغرغرينا (موت أنسجة الجسم بسبب نقص تدفق الدم) في القناة الهضمية بسبب عدم تقديم العلاج المناسب في وقت مبكر، وترتبط الغرغرينا في القناة الهضمية بمعدل وفيات مرتفعة تبلغ 50 %”، يقول الدكتور محمد باجنيد. وبالحديث عن حالة المريضة التي أجريت لها الجراحة قال الدكتور باجنيد: “كانت المريضة تعاني من أكثر الشرايين التي رأيتها تكلسًا أو انسدادًا، فقد أجرينا عملية جراحية مفتوحة تمكّنا خلالها من تركيب دعامة، وذلك بفضل البيئة المعقمة التي توفرها غرفة الجراحة الهجينة المتطورة، والتي عززت من جودة النتائج وتفادي المضاعفات المحتملة، وخرجت المريضة بجرح وحيد في مرفقها، وهي الآن في حالة مستقرة وفي طريقها إلى الشفاء التام “. وقد غادرت المريضة المستشفى بعد حوالي يومين من العملية، وتتابع خطتها العلاجية مع اختصاصي التغذية للتغلّب على خوفها من الطعام وإدارة نظامها الغذائي بعد العملية.