متابعة-جودت نصري
يُعتبر الكبد من الأعضاء شديدة الأهمية لصحة الجسم، فهو يؤدي العديد من الوظائف الضرورية، منها تنظيم عمليات الأيض، وتخزين الفيتامينات، وتصنيع البروتينات، وتصنيع العصارة الصفراء، بالإضافة إلى تخليص الجسم من السموم والموادّ الضارة، ويمكن أن تتعرّض خلايا الكبد للالتهاب فتُعرف هذه الحالة بالتهاب الكبد (بالإنجليزية: Hepatitis)، ويمكن ألا تظهر أيّة أعراض أو علامات على المصابين بالتهاب الكبد، وفي المقابل قد تظهر في بعض الحالات بعض منها، مثل: الحمّى، والشعور بالغثيان، واليرقان، وسهولة التعرّض للكدمات، والشعور بالتعب والإعياء العام، وألم العضلات، بالإضافة إلى تغير لون البول ليُصبح أكثر قتامة.
أسباب التهاب الكبد الفيروسيّ:
فيروس أ
يعرف التهاب الكبد الناجم عن التعرّض لهذا الفيروس بالتهاب الكبد الفيروسيّ أ (بالإنجليزية: Hepatitis A)، ويجدر بيان أنّ هذا النوع من الفيروسات عادةً ما ينتقل عن طريق الطعام والشراب الملوّث ببراز الشخص المصاب، وغالباً ما يزول هذا الفيروس من تلقاء نفسه خلال بضعة شهور، ومع هذا هناك بعض الخيارات العلاجية التي يمكن اللجوء إليها لتخفيف الأعراض التي ترافق هذا النوع من العدوى، مثل الشعور بالألم، والحكّة، والغثيان. ومن الجدير بالذكر أنّ هناك مطعوم خاص للوقاية من الإصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائيّ أ. وينصح بإعطاء هذا المطعوم في بعض الحالات بما فيها السفر إلى البلاد التي ينتشر فيها الفيروس.
فيروس ب
يصل الفيروس ب المسبّب لالتهاب الكبد الوبائيّ ب (بالإنجليزية: Hepatitis B) عن طريق الدم من المصاب إلى الأشخاص السليمين، ويمكن أن ينتقل من الأم إلى جنينها خلال الحمل، وكذلك بين الأطفال، ويمكن أن ينتقل عن طريق ممارسة الجنس، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا الفيروس شائع الانتشار وله مرحلتان، حادة ومزمنة، وإنّ كثيراً من المرضى وخاصة البالغين منهم يشفون خلال بضعة أشهر، أي دون انتقال المرض إلى المرحلة المزمنة، وفي المقابل هناك العديد من الحالات التي يتطور فيها المرض إلى المراحل المزمنة ويترتب على ذلك ظهور عدد من المضاعفات، منها تشمع الكبد (بالإنجليزية: Liver Cirrhosis). ويجدر بيان أنّ هناك مطعوم يعطى في بعض الحالات للوقاية من هذا الفيروس.
فيروس ج
يسبّب هذا الفيروس التهاب الكبد الوبائيّ ج (بالإنجليزية: Hepatitis C)، وغالباً ما تنتقل هذه العدوى الفيروسية عن طريق مشاركة الحقن مع المصابين أو التعرّض لهذه الحقن عن طريق الخطأ بسبب عدم اتباع تعلميات الوقاية الطبية، ويجدر بيان أنّه غالباً لا تظهر أعراض أو علامات على المصابين في المراحل الأولية من المرض، باستثناء ظهور بعض أعراض الإنفلونزا. ولعلّ هذا ما يسفر عن انتقال الكثير من حالات الإصابة بهذا الفيروس إلى المراحل المزمنة. والتي تزيد بدورها فرص المعاناة من تشمع الكبد وفشله.
فيروس د
يسبّب هذا النوع من الفيروسات التهاب الكبد الفيروسيّ د (بالإنجليزية: Hepatitis D)، ويجدر بيان أنّ هذا الفيروس لا يصيب الإنسان إلا في حال إصابته السابقة بفيروس ب. إذ تتطلب العدوى بفيروس د وجود فيروس ب لتتم، ومن طرق انتقال فيروس الكبد د: الدم وممارسة الجنس.
فيروس هـ
يسبّب هذا الفيروس التهاب الكبد الوبائيّ هـ (بالإنجليزية: Hepatitis E)، وهو أكثر أنواع فيروسات الكبد التي تسبّب الالتهابات الحادة شيوعاً، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا الفيروس غالباً ما يصيب الإنسان لفترة قصيرة من الزمن، وفي الحقيقة ينتقل هذا الفيروس عن طريق تناول لحم الخنزير النيء أو غير المطبوخ جيداً، أو من مخلفاته. وكذلك عند تناول لحم الغزال والمحار.