متابعة-جودت نصري

الخطوبة فترة اختبار، وهي فرصة لمعرفة كل خفايا الشريك المستقبلي، فلا يمكن اكتشاف ما يخفيه الشريك إلا من خلال المعاشرة العميقة والمستمرة، ومن خلال الحوار والمحادثات والمواقف أيضاً، والانتباه إلى ردود الأفعال، والخوض في هذه النقاط المستقبلية يساعد على معرفة الشريك جيداً.

يحتاج كل طرف أثناء فترة الخطوبة إلى فهم طريقة تفكير الآخر؛ لكي يتمكن من التعامل معه، ولكي يعرف كل منهما رأي الآخر في الحياة الزوجية المقبلة.

– الأهداف والطموح المستقبلي

يُمكنك التحدث مع شريكك حول أهدافه، وكذلك أهدافك المختلفة سواء المتعلقة بالجانب التعليمي أو الوظيفي أو المرتبطة بتطوير مهاراتك الشخصية مثل تعلم لغة جديدة أو ممارسة هواية معينة مثلاً. والأحلام والطموحات التي يسعى كل منكما إلى تحقيقها، وهل تسعى للالتحاق بعمل ما في الخارج أو الداخل.

– عمل المرأة بعد الزواج

يعتبر الحديث والنقاش عن عمل المرأة بعد الزواج أحد المواضيع الحيوية التي يجب مناقشتها في فترة الخطوبة وذلك لعدم التعرض لمشاكل بعد الزواج، فالكثير من السيدات ترغبن في أن تكمل عملها بعد الزواج حتى تحقق ذاتها، وتستطيع إثبات نفسها من الناحية العملية، وبعض الرجال يرفض عمل زوجته فيجب منذ البداية تحديد كيفية أداء المرأة عملها خارج المنزل بالشكل الذي لا يؤثر سلبياً على واجباتها الزوجية بعد الزواج.

– إنجاب الاطفال

ربما الشريك قد يرغب في أنْ يكون الإنجاب مباشرةً بعد الزواج أو يرفضه أساساً. وربّما الشريكة ترغب في أنْ يكون بعد سنتين من الزواج أو العكس. فيجب الاتفاق على عدد الأطفال المرغوب بإنجابهم وطريقة تربيتهم، وتحديد دور كل من الشريكين في التربية السليمة، وطريقة الولادة الطبيعية، قد نجد أهل الزوج أو الزوجة يضغطون على الزوجين في موضوع الإنجاب، ولكن على الزوجين أن يتفقا فيما بينهما على هذا الموضوع. حتى لا يجنيا المشاكل الزوجية في المستقبل، وتترك هذه المسألة لاتفاق الشاب والفتاة بدون تدخل الأهل من الطرفين.

من الممكن أيضاً التحدث مع الشريك عن الخطة المستقبلية التي يجب وضعها في حسبانك بشأن تعليم أطفالك. وما إذا كنت ستركز على تعليمهم أكاديمياً فقط أم تهتم بفكرة التعليم الذاتي البسيط. لأن مناقشة مثل هذه الأمور تساعد في الوصول إلى نقاط اتفاق تضمن عدم وجود تناقض في أسلوب تربية الطفل فيما بعد، وفي الوقت نفسه تساعد في تنشئة أطفال في جو عائلي أكثر استقراراً.

– الإدارة المالية والإنفاق في المنزل وخارج المنزل

الكثير من الرجال يرى أن الزوجة التي تعمل يجب أن تشارك في المنزل بأموالها. أما الزوجة فهي ترى أن الالتزام بالواجبات المنزلية من حق الزوج، وإن ساهمت بذلك يكون تفضلاً منها.
لهذا يجب المناقشة في ذلك الأمر بكل وضوح والوصول إلى اتفاق يرضي الطرفين، ويتم تحديد لمن الخصوصية المالية، فيجب تحديد من البداية من هو القادر على تنظيم الميزانية، وعدم التبذير بصرف الأموال.

– العلاقة بالأهل

تحديد شكل العلاقة مع الأهل يعد من المواضيع التي يجب مناقشتها في فترة الخطوبة. بحيث يتم الاتفاق بينهما على عدم إطلاع الأهل على أي مشاكل تنتج بينهما بعد الزواج. وطرق التواصل مع العائلتين في المناسبات والإجازات والأعياد بالشكل الذي لا يجعل كل طرف يشعر بالضيق من الآخر.

– المستوى الفكري والثقافي

قد يكون هنالك اختلاف في المستوى الفكري، فمن المحتمل أنْ يكون أحد الشريكين حاصلاً على دراسات عليا والآخر لا يعرف القراءة والكتابة، وهذا قد يسبب صعوبة في الاندماج والتفاهم، ويمكن أيضاً أنْ يكون الاختلاف في طريقة النقاش. أي اختلاف فكر أو اختلاف بيئة، ولا يمكن معرفة الاختلاف إلا عن طريق الحوار والمعاشرة. ومهما كان سبب الاختلاف يجب محاولة كلا الطرفين التأقلم والاتفاق عليه.

– هل تعاني من مشاكل نفسية أو صحية؟

لا شك أن معرفة الأمراض التي يعاني منها الطرف الآخر لا قدر الله تؤثر في قرار الاختيار الزواجي. بل إن إخفاء المرض على الطرف الآخر يعتبر من الغش في العقد، فلا بد أن يكون ذلك واضحاً بين الطرفين سواء كان به عاهة مستديمة أو برص في أماكن خفية من جسده أو مرض السكر أو غيرها من الأمراض، أو العيوب التي يعاني منها المقبل على الزواج.