متابعة-جودت نصري
لقيلولة من العادات الجيّدة والمفيدة للصحة، ولها الكثير من الآثار الإيجابية على الصحة الجسدية والنفسية. خاصة إذا كانت في وقتها الصحيح وبالمدّة الصحيحة. و لكنها تأتي مع سلبيات مهمة يجب الاطلاع عليها. ومن المعروف أنّ الوقت المناسب للقيلولة هو وقت الظهيرة أيّ ما بين الساعة 2 – 3 مساءً، وهو الوقت الذي يشعر فيه معظم الناس بالنعاس، وتحديدًا في منتصف بعد الظهر. إلّا أنّ زيادة وقت القيلولة عن الوقت المسموح أو الحصول على القيلولة في وقت غير مناسب يسبب الكثير من التأثيرات السلبية على الجسم
التأثيرات الإيجابية للقيلولة على الصحة:
تقليل الشعور بالنعاس خلال اليوم
تفيد القيلولة في التخلص من النعاس في بعض الأوقات وخاصة بعد تناول وجبة الغداء مباشرة. إذ يمكن أخذ قيلولة بعد تناول الوجبة لمدة 20 دقيقة؛ للتخلص من الشعور بالنعاس. كما تساعد على تحسين الأداء، وزيادة الشعور باليقظة خلال اليوم. كما أنّها مهمة للأشخاص الذين يمارسون مهنًا تتطلب اليقظة، ويشكل النعاس خطورة عليهم مثل السائقين، ففي حال شعور السائق بالنعاس أثناء القيادة. عليه التوقف بأمان والحصول على قيلولة لمدّة 20 دقيقة، ثمّ استئناف القيادة لتجنب الحوادث. وينطبق هذا على الأشخاص الذين يعملون بنظام الورديات، ولديهم خلل في ضبط الساعة البيولوجية.
تحسين الذاكرة
يمكن أن تساعد القيلولة في تحسين الذاكرة وعملية تذكر الأشياء التي تمّ تعلمها في وقت مبكر خلال اليوم، كما أنّها تقلل النسيان، وتساعد في زيادة الإدراك الحسي وتذكر المهارات الحركية، كما تساعد العقل على ربط الأشياء والأحداث ببعضها وتجميع المعلومات.
تحسين المزاج في حال الشعور بالإحباط
تكون القيلولة وسيلة رائعة لرفع المعنويات وتحسين المزاج، حتى وإن كانت القيلولة لمجرد الراحة ولمدة ساعة دون أن تغفو العين. إذ يفيد الخبراء بأنّ الاسترخاء الذي تقدمه القيلولة بعد الراحة والاستلقاء يساهم في تحسين المزاج سواء كان استراحة نوم أم لا. كما تساعد في تنظيم العواطف ومنع الاضطرابات المزاجية والعاطفية التي يشعر بها الشخص بسبب ثقل النعاس.
تحسين صحة القلب
أظهرت دراسة سريرية أنَّ الأشخاص الذين يأخذون قيلولة مرة أو مرتين في الأسبوع لديهم مخاطر أقل للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والتي نشرت في مجلة National library of medicine عام 2019. وقد يُساعد الحصول على قيلولة تتراوح مدتها ما بين 45 – 60 دقيقة في خفض ضغط الدم بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الإجهاد والتوتر. لذا تعد القيلولة مفيدةً في تحسين صحة القلب من جوانب عديدة.
تقليل التوتر والتعب
التوتر والتعب من الضغوطات التي تواجه الأشخاص يوميًا. ولهذا تساعد القيلولة في التخلص من التوتر والضغط النفسي وتقوية مناعة الجسم الطبيعية، وبحسب تقدير الخبراء فإنّ الحصول على 30 دقيقة من القيلولة يكفي للتخفيف من الشعور بالتعب والتوتر، والحصول على قدر من الراحة.
التأثيرات السلبية للقيلولة على الصحة:
انخفاض التركيز بعد الاستيقاظ من القيلولة
من الممكن أن يشعر الشخص بعد الاستيقاظ مباشرةً من القيلولة بانخفاض في التركيز، أو الدوار والارتباك. أو الصداع وعدم الرغبة في فعل أي شيء،[٦] ويمكن أن يعزى ذلك إلى تأثير القيلولة الطويلة على قدرة الشخص على النوم ليلًا.
مواجهة صعوبة في النوم ليلًا
تعد القيلولة الطويلة أو القيلولة في موعد غير مناسب من أحد أسباب اضطرابات النوم عند الأشخاص. فقد تقلل القيلولة من جودة النوم أو من عدم ساعات النوم ليلًا أو قد تمنع الشخص من النوم ليلًا بالرغم من محاولته ذلك. وهذا له تأثيرات سلبية كبيرة على صحة الشخص، لأنّ الأصل في النوم المهم لصحة الجسم أن يكون خلال ساعات الليل.