متابعة-جودت نصري
يشير مصطلح الرعاف أو نزيف الأنف (بالإنجليزية: Nosebleed أو Epistaxis) إلى نزول الدم من الأنسجة التي تبطّن الأنف.
وبشكلٍ عامّ أشارت الدراسة إلى أنّ تأثر الرجال بنزيف الأنف يكون طفيفًا مقارنةً بالإناث حتى سنّ الخمسين عامًا، ولكن بعد سنّ الخمسين يكون تأثر كِلا الجنسين بهذه الحالة متماثلًا.
أسباب الرعاف عند الأطفال:
تصنَّف معظم حالات الرعاف أو نزيف الأنف لدى الأطفال ضمن نزيف الأنف الأمامي (بالإنجليزية: Anterior nosebleeds)، وهو النزيف الحاصل في الجزء الأمامي والليِّن من الأنف. أما بالنسبة لنزيف الأنف الخلفي (بالإنجليزية: Posterior nosebleeds) والذي غالباً ما يكون النزيف فيه أكثر شدَّة وأكثر صعوبة لإيقافه فإنَّه نادراً ما يصيب الأطفال، وفيما يأتي بيان لبعض الأسباب الشائعة التي قد تؤدِّي إلى نزيف الأنف لدى الأطفال:
نزيف الأنف التلقائي:
تحدث معظم حالات نزيف الأنف لدى الأطفال بشكل تلقائي ودون معرفة المسبِّب الرئيسي لحدوثها.
شفط السائل المخاطي من الأنف:
قد يؤدي استخدام جهاز شفط السائل المخاطيّ من الأنف إلى النزيف في بعض الحالات، خصوصاً في حال تم إدخال الجزء المسؤول عن الشفط إلى نقطة عميقة داخل الأنف.
إصابة الأنف:
نتيجة هشاشة الأوعية الدمويَّة في الأنف لدى الأطفال فإنَّ التعرُّض لإصابة بسيطة في الأنف مثل ارتطام الكرة، أو السقوط على الأنف، أو حتى فرك الأنف بقوة وإدخال الإصبع إلى الأنف قد يؤدِّي إلى النزيف، بالإضافة إلى أنَّ دفع السائل المخاطي من الأنف بقوَّة عن طريق الزفير قد يؤدِّي إلى النزيف في بعض الحالات.
اضطرابات الأنف والجيوب الأنفيَّة:
تؤدِّي الإصابة بأحد أنواع عدوى الجيوب الأنفيَّة (بالإنجليزية: Sinus Infections) إلى احتقان الأنف وجفاف السائل المخاطي، كما تؤدِّي الإصابة بأحد أنواع حساسيَّة الأنف إلى الشعور بالحكَّة بالأنف، ممَّا تنجم عنه محاولة الطفل دفع السائل المخاطي بقوَّة عن طريق الزفير أو حكِّ الأنف بقوَّة، وهذا بدوره يؤدِّي إلى حدوث النزيف.
الهواء الجاف:
يؤدِّي جفاف الهواء أو التعرُّض لهواء التدفئة الساخن في الشتاء إلى جفاف بطانة الأنف، وارتفاع خطر التعرُّض للنزيف.
الأدوية:
قد يؤدِّي استخدام بعض أنواع الأدوية مثل أدوية الحساسيَّة إلى جفاف بطانة الأنف وارتفاع خطر النزيف، كما قد يؤدِّي استخدام بعض الأدوية إلى التأثير في آليَّة تخثُّر الدم وزيادة فرصة النزيف، مثل: دواء الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin)، ودواء الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، وهنا تجدر الإشارة إلى ضرورة تجنُّب استخدام دواء الأسبرين من قِبَل الأطفال لما قد يكون له من مضاعفات صحِّية أخرى خطيرة.
أمراض الدم:
قد يدلُّ نزيف الأنف الشديد الذي يصعب إيقافه لدى الأطفال على الإصابة بأحد اضطرابات الدم التي تؤثِّر في تخثُّر الدم. إذ ترتبط هذه الاضطرابات بصفائح الدم أو عوامل التخثُّر، مثل مرض نزف الدم الوراثي أو الناعور (بالإنجليزية: Haemophilia). كما قد يدلُّ النزيف المفرط للثَّة أو الجروح على الإصابة بهذه الاضطرابات، ومن الجدير بالذكر أنَّ أمراض الدم سبب نادر لنزيف الأنف المتكرِّر.
التشوُّهات النسيجيَّة:
قد يعاني بعض الأطفال من نموٍّ غير طبيعي في أنسجة الأنف. مثل السلائل الأنفيَّة (بالإنجليزية: Nose polyps) والتي غالباً ما تكون حميدة إلا أنَّها تسبِّب النزيف، وهنا تجدر الإشارة إلى ضرورة علاج هذه التشوُّهات النسيجيَّة. كما قد يرتفع خطر النزيف في حال وجود تشوُّهات هيكليَّة في الأنف لدى الأطفال.
الأمراض المزمنة:
تحتاج بعض الأمراض المزمنة العلاج بالأكسجين، أو استخدام بعض الأدوية التي قد تسبِّب جفاف بطانة الأنف، والذي ينجم عنها ارتفاع خطر حدوث نزيف الأنف أيضاً.
الصداع النصفي:
يعتقد بعض العلماء أنَّ نزيف الأنف يُعدُّ نذيراً للإصابة بالصداع النصفي أو الشقيقة (بالإنجليزية: Migraines) لدى الأطفال. إذ لوحظ أنَّ نزيف الأنف غالباً ما يسبق الصداع النصفي بحوالي ثلاث سنوات. كما أظهرت دراسة نُشرت في المجلة الأوروبيَّة لأمراض الأعصاب لدى الأطفال عام 2015م أنَّ ما نسبته 1.1% من الأطفال يعانون من نزيف الأنف أثناء نوبة الصداع النصفي. كما يعتقد بعض العلماء أنَّ النسبة الفعليَّة تفوق هذه النسبة.
الأورام:
في بعض الحالات النادرة قد يكون النزيف ناجماً عن الإصابة بأحد أنواع الأورام في ممرَّات الأنف.
إصابات الرأس الشديدة:
في بعض الحالات النادرة أيضاً قد يكون النزيف ناجماً عن التعرُّض لإصابة شديدة في الرأس.