متابعة: نازك عيسى
قد لا نسمع عن سرطان الفم والحنجرة كثيراً، فهو من الأنواع النادرة مقارنة بباقي السرطانات. ولكنّه خلافاً للأورام السرطانية الأخرى تظهر عوارضه في مرحلة مبكرة، وبالتالي يصبح اكتشافه أسرع، ونسبة الشفاء منه أعلى.
ما هي أعراض سرطان الفم والحنجرة؟ وما هي أسباب الإصابة به؟ وما طرق التشخيص؟ وماذا عن العلاجات لهذا النوع من السرطانات ونسبة الشفاء منها؟
يشرح البروفيسور في الطب السريري في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور عرفات طفيلي لـ”النهار” بأن سرطان الفم والحنجرة من السرطانات النادرة مقارنة بأنواع السرطانات الأخرى إلا أن تشخيصها يكون أسرع بسبب ظهور عوارض واضحة تساعد على الكشف المبكر.
نبدأ أولاً بسرطان الفم، حيث تظهر تقرّحات في الفم من جهة اللثة أو الخد من الداخل لعدّة أسابيع، أو ظهور كتلة في الفم. يُعتبر هذان العارضان الأساسيّان والأكثر شيوعاً في هذا النوع من السرطان.
أما عن التشخيص، فيشير طفيلي إلى أن الفحص الأول يكون من خلال الخزعة بعد معاينة الطبيب لفم المريض (بعد رؤية التقرّحات أو الكتلة في داخل الفم يقرّر عندها الطبيب مدى ضرورة إجراء فحص خزعة للتأكد من عدم وجود سرطان).
ووفق طفيلي فإن معظم سرطانات الفم يكون سببها التدخين والكحول، وفي حالات نادرة يعود سببها إلى الغدد اللُعابية. ومن المهم أن نعرف أن أغلبية أورام الأنف والأذن والحنجرة يكون التدخين العامل الرئيسيّ فيها، ويزيد الكحول من مخاطر الإصابة بها.
وعن أبرز العلاجات لسرطان الفم، يشدّد على أنّ أهمّ “علاج لهذا النوع من السرطان هو الجراحة النظيفة لاستئصال الورم بكامله والتأكد من نظافة المنطقة المحيطة به. وقد يتطلب بعض أنواع سرطان الفم، بالإضافة إلى الجراحة، علاجاً بالأشعة، حسب مدى حجم وعمق الورم. ويُمكن نقل أنسجة من أعضاء أخرى لترميم منطقة الخد ومعالجة التشوّه المحدود الذي قد يحدث بعد استئصال الورم”.
وبما أن الجراحة هي الأساس في سرطان الفم، تعتبر نسبة الشفاء مرتفعة جداً شرط أن تكون الجراحة نظيفة واستئصال الورم بكامله.
ماذا عن سرطان الحلق؟
يؤكّد طفيلي أن العارض الرئيسي لهذا النوع من السرطان يتمثل بالبحة وتغيّر الصوت. تكون عوارض أورام الحنجرة – عادة – كما الفم مساعدة على الكشف المبكر عن السرطان، لأنها تظهر في المراحل الأولى، ويُمكن للمريض اكتشافها أو ملاحظتها على عكس بعض الأورام السرطانيّة الأخرى. لذلك ننصح كلّ شخص يعاني من بحة في الصوت لأكثر من أسبوعين مراجعة الطبيب، وإجراء فحص “الناضور” للتأكد من مدى احتمال وجود أيّ كتلة على الأوتار الصوتية.
أمّا في حالات سرطان الحلق، فقد يعاني الشخص من ألم في الرقبة وصعوبة في البلع، وتعتبر نادرة، لأن المريض عادة يستشير الطبيب عند حدوث بحة في الصوت لأسابيع لمعرفة السبب.
ماذا عن العلاجات؟
برأي طفيلي أنه “تاريخياً، كانت الجراحة هي الخيار الأول لسرطان الحنجرة، لكن مع تقدّم الطبّ وتطوّر العلاجات، أثبت العلاج الشعاعيّ أنه قادر على التخلّص من الورم بنسبة شفاء مرتفعة جداً شرط أن يكون السرطان في مراحله الأولى. أمّا في حال كان في المرحلة الثالثة، فإن المريض يخضع للعلاج الشعاعي مع جرعة من العلاج الكيميائي لزيادة الفاعليّة وتحقيق نسبة شفاء عالية. لكنّه في حال كان المرض في المرحلة الرابعة، فعندها نلجأ إلى الجراحة لاستئصال الورم الحنجرة. ولقد أثبتت دراسات عديدة أنه في سرطان الحنجرة يمكن الحفاظ على العضو وتحقيق نسبة الشفاء شرط اكتشافه في مراحله الأولى”.
الآثار الجانبية للعلاجات
يشرح طفيلي أنّه كأيّ عملية جراحية قد ينجم عن سرطان الفم وجع وجرح، لكنّه يزول مع الوقت. وأحياناً قد يحتاج المريض إلى إعادة تعلّم النطق من جديد. أمّا بالنسبة إلى علاجات سرطان الحنجرة، ففي أغلب الأحيان تكون عوارض العلاج الشعاعي شبيهة بالحرق ( كأنها تكوي الورم) لفترة موقتة. أمّا على المدى البعيد فقد تسبّب نشافاً في الفم نتيجة تعريض الغدد اللعابيّة للأشعة. لكن التقنيات اليوم كثيرة، وتعمل على تفادي تعريض المنطقة المصابة للأشعة.
جدير بالذكر أن العلاج الكيميائيّ قد يُسبّب عوارض جانبية مثل الغثيان، التعب، فقدان الشهية.