متابعة _ لمى نصر:
قال صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان: “إن أكثر ما شق في نفسي اليوم سماع نبأ وفاة أخي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة. وأكثر ما يحز في نفسي أن أكتب كلمات وداع. فلم يكن خليفة رجلاً واحداً وإنما أمة. و لم يكن خليفة فرداً لكن كان قائداً. ولم يكن خليفة يعيش لنفسه لكن كان يعمل من أجل شعبه”.
وتابع سموه في كلمة له: “لقد كان له رحمه الله نصيب مقدر في بناء الدولة. البناء الذي يحتاج لرجل في قامة خليفة يعرف أن الأوطان تصنعها عزائم الرجال. وأن المجد يحتاج إلى صبر المؤمن الموقن بنصر الله وتأييده.. كان له في كل مراحل بناء الدولة عطاء مشهود. فقد ساند بصدق وإيمان فكرة وحدة الدولة فعمل لذلك الهدف النبيل بإخلاص وبذل فيه غاية ما يملك حتى تكللت جهوده وبقيادة المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه الحكام إعلان قيام دولة الإتحاد التي فتحت أبواباً من الرخاء والرفاه لمواطني الدولة. فكانت التنمية الحقيقية والتطور المضطرد والنهضة الشاملة هي عنواناً كبيراً لمرحلة ما بعد الاتحاد”.
وأكد حاكم عجمان أن المغفور له الشيخ خليفة. عمل بتعاون وثيق مع إخوانه الحكام من أجل بناء إنسان الإمارات. فكانت تلك واحدة من أسمى غاياته أن يجد إنسان الإمارات. ما يتمناه وأن تتيح له دولته بيئة العمل والإبداع الخلاق، ورسم بجهوده المخلصة تلك اللوحة الجمالية في أبهى صور العطاء الإنساني الرفيع.
ونوه سموه إلى أنه في كل بقعة في الإمارات. بل في كل نقطة من دولتنا نجد لسموه بصمة واضحة لا تخطئها العين تشهد له بالتفاني والصدق والإخلاص.
وقال سموه: “اليوم نفتقدك ونحن في أشد الحاجة للرجال من أمثالك.. اليوم نفتقدك ونفتقد معنى آخر من معاني الالتزام الوطني ومعنى من معاني الرموز الخالدة في حياتنا و التي لا تنمحي ولا تنطفئ أبداً. فقد كنت سمحاً كريماً متواصلاً مع أبناء شعبك في السراء والضراء محباً لهم .. إننا في هذا اليوم نعزي أنفسنا بما قدمته لنا طوال حياتك العامرة بالحق والخير، ونحسب أن كل ما قدمته سيكون لك حياة أخرى وثواباً جميلاً من عند الله عز وجل..
سنذكرك وسيذكرك أهل الإمارات والعالمان العربي والإسلامي. بل والعالم أجمع فأنت تركت بمواقفك المشرفة صورة طيبة ومشرقة لإنسان الإمارات وللرجل العربي الأصيل.
وأضاف: “لقد كانت لك مشاركات باسم الدولة في العديد من المحافل الإقليمية والدولية فكانت نصرة للحق وتعزيزاً لقيم الإنسانية وكم من مؤسسة شيدتها هنا … قدمت الخير هنا وهناك…. وكم من أياديك البيضاء في السر والعلن قدمت العون دون تمييز لعرق أو لون أو دين.. إن الانجازات التي حققها فقيدنا الغالي من الصعب حصرها فهي ماثلة في كل موقع وفي كل مكان”.
وأكد أن رحيل الشيخ خليفة إنما هو سنة الحياة إلا أن انجازاته ومآثره ودوره في الحياة الإماراتية ستظل مدونة في التاريخ وفي ذاكرة أبناء الإمارات.
وقال سموه: “سنظل على العهد ما حيينا لاستمرار مسيرة الخير والعطاء وندعو الله العلي القدير أن يغفر للشيخ خليفة ويتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين وإنا لله وإنا إليه راجعون”.