رماح اسماعيل – خاص الإمارات نيوز:
لعل تكوين الصداقات والتأقلم مع المحيط الجديد من أبرز الهواجس التي ترافق أي شخص ينتقل بعمله من مكان إلى آخر، فالارتياح النفسي الذي يجلبه التوافق مع الأجواء المهنية الجديدة يؤثر إيجابًا على سوية العمل وبالتالي سيؤدي إلى تحقيق أفضل النتائج، بعكس عدم القدرة على التأقلم الذي يجلب نوعًا من الخمول المهني للفرد كونه غير مرتاح في موضعه وبالتالي تراجعه وعدم تأدية واجبه بشكل صحيح.
وللتأقلم مع المحيط بأسرع وقت ممكن يجب الحرص على عدة نقاط أهمها:
العفوية في التعامل
أي أن يتصرف الشخص على طبيعته دون أن يفترض وجود حواجز وهمية بينه وبين زملائه، وأن يبتعد تمامًا عن تصنع صفات ليست موجودة في شخصيته، فالتصنع هنا قد يكون عائقًا أمام التأقلم السريع حيث سيشعر محيطه أنه شخص غير حقيقي، ويفتقر إلى الشفافية والوضوح.
ابتسامة الصباح
قد يكون هذا التفصيل البسيط بمثابة مفتاح لبوابة يدخل منها الشخص نحو وسطه المهني بشكل محبب، فأن يبدأ صباحه بابتسامة مشرقة يقابل بها زملائه سيخلق بذلك جوًا لطيفًا بعيدًا عن الحدة في التعامل اليومي.
مساعدة الزملاء
حين يتواجد الشخص في مكان عمل جديد غالبًا ما يحتاج البعض إلى مساعدة ما لكنه وبصفته فرد جديد لا يقوم بهذه المساعدة لأنه لا يدرك طبيعة الظرف وتبعات تلك الخطوة، وقد يراها من زاوية أخرى أنه وإن ساعد زميله فقد يتألق الأخير في وظيفته ويسبقه بعدة خطوات مما يفقده بريقه وهذا مايسمى “أنانية المهنة” وهي تترك انطباعًا سيئًا لدى زملائه لكون الشخص الأناني سيصبح من وجهة نظرهم غير جدير بالمساعدة ولا يصلح للمواقف الصعبة ولا يجد أي مشكلة في خطف الأضواء من غيره رغم عدم أحقيته بها في بعض الأحيان.
الاهتمام بالمناسبات
عدم تجاهل مناسبات الزملاء العامة كأعياد الميلاد أو الارتباط، وعدم التجاهل هنا ليس ماديًا بحت بل قد يكون معنويًا، فمثلًا بصفتك موظفًا جديدًا في شركة ما غير متأقلم مع وسطك بعد، قد تكون جملة “كل عام وأنت بخير” لزميل ما في عيد ميلاده بمثابة مقدمة تتبعها زمالة حقيقية، أما إذا تقصد الشخص أن يتجاهل الأمر رغم علمه به فهذا قد يوسع الشرخ بينه وبين زملائه بشكل غير مباشر، فالكلمة الطيبة حقاً قد تكون أسمى تمهيد تلحقه فيما بعد تفاصيل في غاية الصدق والشفافية.
فالإنسان بفطرته كائن اجتماعي يسعى لخلق علاقات ودية مع الأفراد المحيطين به بفضل اجتماعيته التي يتسم بها، والتأقلم مع الأوساط الجديدة هنا يأتي في مقدمة أهدافه التي يضعها قبل دخوله غمار العمل، وهو هدف يقف بالتوازي مع إثبات الذات في الوظيفة من خلال إتقان العمل، فالإتقان يحتاج إلى وسط مريح، والوسط المريح يتحقق فعلًا بالتأقلم.