متابعة – سوزان حسن
الأطفال في كل مرحلة من عمرهم بحاجة إلى الحب والحنان والاستماع، لذلك يجب على الأهل احتواء أطفالهم، لكن في الكثير من الحالات نفقد صوابنا ونقوم بضرب أطفالنا واستخدام القوة والانفعال الشديد مما يؤثر على نفسيته وآدائه ، تعرفي في هذا المقال على الآثار السلبية الكبيرة لضرب الاطفال وأهم النصائح في تربيتهم.
أولاً : آثار الضرب على الأطفال
1- السلوك العداوني: إذا كنت تعتقد أن ضرب الطفل سوف يهذب سلوك طفلك فهذا خطأ فادح، وإنما بذلك تمنحه رخصة لضرب من حوله إذا اقترفوا الأخطاء، ويراقب الأطفال سلوكهم بناءً على من حولهم، ومن المؤكد أن ضرب الطفل يعطي حق التهجم لأنهُ يتعرض له وسوف يعتقد أنه لا بأس بضرب الأشخاص والأطفال من حوله وهو وسيلة للتنفيس عن الضغوطات.
2- التهميش وانعدام الثقة: إن تهميش الطفل لا يؤذيه جسديًا ببساطة بل يؤثرعلى شخصيته وعلى الجانب العاطفي والنفسي لدى الطفل فمن المرجح أن يطور طفلك صورة ذاتية لنفسه في السنوات التي يكبر فيها، وعند ضرب الطفل عندما يفعل شيئًا خاطئًا يفقد كل الاحترام لنفسه، كما يؤدي إلى خسارة كبيرة في تقدير الذات والثقة، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى ارتكاب المزيد من الأخطاء، والمزيد من العقاب.
3- تباطؤ نمو المهارات: يرتبط ضرب الأطفال بتباطؤ نمو المهارات أو مشاكل سلوكية أخرى، حيث ينبغي لنا أن نتوخى الحذر الشديد بأن الضرب يؤثر سلبًا على مهارات الأطفال وسلوكهم في المدرسة وعلى تحصليهم العلمي.
4- الذكريات السيئة: بينما أنت تعتقد أن الضرب هو الشيء الصحيح فهذا سوف يدهور العلاقة بينكم وسوف يشُعرالطفل للحظة بالكره والحقد، ومن المؤكد أن طفلك سوف يخشى منك، ولن ينسى ذلك عندما يكبر، ولذلك سوف تبقى عالقة في ذهنه لأن الناس أكثر ميلًا إلى تذكر الأحداث المؤلمة من الأحداث المبهجة، ومن بين أهداف الآباء ملء ذاكرة أطفالهم بمئات وربما الآلاف من المشاهد السعيدة، لذلك قد تحجب الذكريات الجميلة عند ضربه وتجلب الذكريات السلبية وتهوره.
ثانياً: نصائح للآباء في تربية الأطفال :
1- الكلمات بدلًا من الأفعال: يجب على الأهالي أن يكونوا صبورين تجاه أطفالهم ويعلمون كيفية التعامل معهم حسب شخصياتهم، فكل طفل يتمتع بصفات معينة لذلك على الأبوين أن يتحلوا بالصبر والحكمة واستخدام الكلمات والمفرادات التي تلمس قلبهم وتُلين عقولهم، ويجب استخدام الكلمات لتنمية مشاعر طفلك ومشاعرك، فزيادة قدرة الطفل على التعبير عن مشاعره بالكلمات ستؤدي إلى تخفيف التوتر، وزيادة الوعي الذاتي، وتساعده على اتخاذ القرارات بشكل مدروس ومساعدته في التخطيط وسوف تصبح شخصيته أكثر قوة وحكمة.
2- كن أنت القدوة والمثل الأعلى: يجب على الآباء التصرف والتحدث بطريقة مناسبة؛ لأن الطفل يتخذهما قدوة ويفعل مثلهما، وعمليات التطابق مع الوالدين تعد من العوامل المهمة في تشكيل البنية الشخصية والنفسية للطفل وتحديد سلوكه وتطوير مهاراته، فالطفل دائمًا يقتدي ويستقوي بأهله، فبالنسبة له فإن جميع التصرفات والسلوكيات التي يفعلها الأهل مُراقبة من قبل الأطفال لأنهُم هم المثال الأعلى بالنسبة له.
وأخيراً العقوبة البدنية ليست فعالة وتعرض الأطفال للخطر والنتائج السلبية لذا يجب التمتع بالصبر والحكمة أثناء تربية أطفالنا.