متابعة- بتول ضوا
أيل الرنة من حيوانات الأيل الضخمة التي تتميز بامتلاكها آليات تساعدها على التكيف بشكل فريد للغاية. مع الظروف التي تسود فصل الشتاء المظلم قارص البرودة في القطب الشمالي.
ولعل إحدى آليات التكيف التي تتميز بها تلك الحيوانات دون غيرها. ولا يعيها الكثيرون. هو لون عينيها. حيث أن لون عيون حيوان الرنة يتغير حسب فصول السنة.
ففي الصيف تكون ذهبية لتعكس أشعة الشمس التي لا تغرب وفي الشتاء تتحول للأزرق لتلتقط المزيد من الضوء خلال أشهر الشتاء المظلمة، وهذا يمكنها من الرؤية بوضوح في الظلام.
وقد كشف علماء أن تغيّر اللون يرجع إلى أن حيوانات الرنّة تقوم بشكل موسميّ بتغيير انعكاس طول الموجة من بساط المشيميّة (tapetum lucidum) وهو السطح العاكس للأمواج الضوئية المتموضع خلف الشبكية والمعروف “بعين القط”ـ وفق موقع “Creation” العلمي.
أما خلال الصيف القطبي حيث يصل النهار إلى ما يقارب 24 ساعة كل يوم، يكون الانعكاس من البساط المشيمي ذهبيّ اللون ذلك لأن معظم الضوء ينعكس مباشرةً من خلال الشبكية.
وعلى النقيض من ذلك يكون الحال في فصل الشتاء، حيث يستمر الظلام لفترة موازية للنهار الصيفي. حيث يرتبط المظهر ذو اللون الأزرق الداكن للعينين. بكمية الضور القليلة والأمواج الضوئية الأقصر التي تنعكس من العين.
فقد كشف العلماء أن هذا التغير في معدل انعكاس الضوء من البساط المشيمي. يعود إلى انخفاض التباعد بين ألياف الكولاجين. ومن المحتمل أن يكون سبب ذلك الانضغاط الناجم عن ارتفاع ضغط العين الملاحظ في الحيوانات التي تعيش في البيئات الشتوية.
وقد يرجع هذا إلى انسداد جزئي في نظام تصريف سوائل العين. حيث إن البؤبؤ يبقى مفتوحاً بالكامل خلال الظلام الذي يستمر لفترات طويلة. (لزيادة كمية الضوء التي تدخل إلى أقصى حد ممكن).
بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي التحول إلى اللون الأزرق إلى استقبال الضوء الجانبي المتبعثر من خلال استخدام المزيد من المستقبلات الضوئية. وذلك عوضاً عن عكسه بشكل مباشر، وهذا الأمر يساهم في التقاط المزيد من الضوء وزيادة حساسية شبكية العين (على حساب حدة البصر)، وهذا الأمر مفيد في الظلام.