متابعة: روان ديوب
تأثرت مصر بهزّتين أرضيتين على مدار أسبوع، لهما قوة كبيرة، وشعر بهما البعض في عدد من المدن المصرية، مما أدّى لإصابة المواطنين بالقلق. وأصبح التساؤل حول حقيقة دخول مصر حزام الزلازل لسان حال الكثيرين.
حيث تأثرت مصر، يوم الثلاثاء، من الأسبوع الماضي، بهزّة أرضية وقعت جنوب جزيرة كريت، على بعد 413 كيلو متر شمالي مدينة مرسى مطروح بلغت قوتها 6.4 على مقياس ريختر. بينما بلغت قوة زلزال اليوم 6.2 على مقياس ريختر، حيث وقع شرقي كريت على بعد 390 كيلو متر شمالي الإسكندرية.
وقال رئيس معهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية في مصر، جاد القاضي، في إجابة حاسمة عن هذا التساؤل: “إن مصر خارج حزام الزلازل، ومثل هذه المناطق معروفة سلفاً”. مؤكداً أنه لا يوجد خطورة على المواطنين من الهزّات الأرضية الأخيرة.
وأشار القاضي إلى أن محطات رصد الزلازل التابعة لمركز البحوث الأرضية والجيوفيزيقية ترصد يوميًا ما بين 2 إلى 5 زلازل يومياً. بعضها يكون غير محسوس، مثل الهزّات الصغيرة التي تتراوح قوتها ما بين 1.5 ودرجتين درجة على مقياس ريختر. وفقاً لما جاء في موقع سكاي نيوز عربية.
وتابع: “أمَّا الهزّات الأرضية المتوسطة فتتراوح قوتها بين 3.5 و4 درجات على مقياس ريختر. لكن الزلازل التي تتجاوز درجة قوتها 5.5 على مقياس ريختر، فيتم تصنيفها على أنها زلازل كبيرة”
كما يشدد رئيس معهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية في ختام حديثه على أن أغلب تلك الهزّات الأرضية يكون مركزها خارج مصر.
من جهته، يوضح أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية، بجامعة القاهرة، عباس شراقي أن هناك أكثر من سبب لحدوث الزلازل. أخطرها تقع في مناطق أحزمة الزلازل وهي مناطق التقاء الصفائح الأرضية.
ويشرح شراقي لموقع سكاي نيوز عربية طبيعة التقاء الصفائح الأرضية، فيقول: “القشرة الأرضية مقسمة إلى 11 جزء، وعند التقاء بعض هذه الأجزاء مع بعضها. تصبح نقاط الالتقاء مناطق عدم استقرار ويحدث بها زلازل وبراكين، لكن مصر وإفريقيا بالكامل بعيدة عن هذه المناطق”.
ويقول أستاذ الجيولوجيا، إن “نقطة التقاء الصفيحة الأرضية الإفريقية مع الصفيحة الأوروبية تقع في البحر المتوسط. لذا نجد أن أغلب الزلازل التي يصل تأثيرها إلى مصر، يكون مركزها جزيرة كريت أو قبرص”.
ويلفت شراقي إلى أن هناك سبب آخر، لحدوث الزلازل، وهو الفوالق الأرضية الموجودة في القشرة الأرضية، وهي موجودة في إفريقيا. إذ تعد إثيوبيا أكثر منطقة في القارة السمراء بها فوالق أرضية، نظرًا لاحتوائها على أكبر فالق أرضي وهو الأخدود الإفريقي، إلى جانب سلسلة أخرى من الفوالق.
ويتابع: “رغم وجود فوالق كثيرة في إثيوبيا، لكنها لا تعتبر منطقة حزام زلازل، مثل اليابان على سبيل المثال. كما أن مصر بها عدد من الفوالق الأرضية في خليج السويس، وهو ما يعد أيضاً من مسببات الزلازل، لكن في كل الأحوال لا تمثل هذه الفوالق خطورة، كالتي تمثلها نقاط التقاء الصفائح الأرضية”.
وشدد أستاذ الجيولوجيا على ضرورة مراعاة معايير السلامة من الزلازل في كود المباني المصري، لتجنب سيناريو زلزال القاهرة عام 1992. إذ كان مركزه على بعد 35 كيلومتر إلى الجنوب الغربي من القاهرة، وتسبب في سقوط أكثر من 500 ضحية، وتهدُم العديد من المباني الآيلة للسقوط.