متابعة- بتول ضوا
بعد الانتظار المرتقب لعرض الفيلم المصري “ريش” الحاصل على الجائزة الكبرى لمسابقة أسبوع النقاد بمهرجان “كان” السينمائي الدولي.
أثار الفلم جدلاً كبيراً وغضباً عارماً بين عدد كبير من الفنانين، وصناع السينما، حيث غادر العرض الفنان شريف منير، وتبعه الفنان أحمد رزق، ومن خلفه الفنان أشرف عبد الباقي، كما غادر قاعة العرض المخرج عمر عبدالعزيز، في إشارةٍ منهم إلى أنه “مسيء لمصر”
ورداً على الجدل الكبير الذي أثاره الفلم رد مؤلف الفلم أحمد عامر، إنه لم يكن يتوقع أن تكون هذه ردود أفعال بعض الفنانين الحاضرين للمهرجان الجونة على الفيلم، مؤكداً احترام صناع ريش لوجهات نظر الجميع.
مضيفاً أن ريش يندرج تحت تصنيف (الفنتازيا)، ولا ينتمي إلى زمن أو مكان محددين، لذا أتعجب من اتهام الفيلم بتقديم صورة غير حقيقية عن مصر، مع أن أحداثه من الأساس لا تدور في مصر”.
ومن يتابع تفاصيل “ريش”؛ سيدرك بسهولة أنه أمام قصة تتجاوز حدود الزمن والمكان، وأنه بصدد خوض رحلة فنية في عالم خيالي تماما.
ويردف: “وهذا ما يظهر في شكل البيوت، والعملات المستخدمة، حتى في إطار قصة الفيلم، التي يتحول خلالها زوج بطلة العمل إلى دجاجة”.
أما عن المبالغة والقساوة في إظهار الطبقة الفقيرة رد عامر: “هذه رؤيتنا الفنية في تقديم العمل، والتعبير عن هذه الفئة.
كما أنه توجد عديد من الأعمال المصرية الدرامية مثل: أحلام هند وكاميليا وساعة ونص والحريف، التي عبرت عن الصعوبات التي تواجهها الطبقة الفقيرة في المجتمع، وكيف يمكن لعجلات الفقر دهس أحلامهم بسهولة”.
ويتابع: “وفي النهاية، نؤكد أن الفيلم لا تدور أحداثه بمصر من الأساس.. وبالطبع لا يوجد لدينا أي نية للإساءة لمصر، لأنه من الجنون أنه يسئ الشخص إلى وطنه، وإذا كانت هناك أي شكوك أن هذه التجربة تضر بسمعة البلاد، لم نكن لنشارك بها”.
وعلى جانب آخر أكد الناقد الفني طارق الشناوي الذي كان حاضراً في العرض، أن الفيلم طرح رؤية مختلفة عما توقعه البعض مسبقاً.
ولكن هذا لا ينفي أن هناك بعض المشاهد التي كان من الممكن أن يتم اختصارها للحفاظ على إيقاع الفيلم.
وحول ما قيل عن تقديم صورة غير حقيقية عن مصر، قال الشناوي إن صورة الوطن لا يمكن اختزالها في مجموعة مشاهد.
موضحاً أن حالة الفقر التي ظهرت في الفيلم موجودة، وهناك ما هو أسوأ منها، وأن الفيلم يتناول الطبقة الفقيرة وكل ما يتعلق بها.
ورأى الشناوي أن لغة الفيلم لن تصل إلى الجمهور، واستدل بما حدث أثناء عرضه في مهرجان “الجونة”، حيث لم تستوعب حتى وجوه من النخبة بعض تفاصيل العمل.
واعتبر الشناوي أن الفيلم جيد جداً، وحصوله على جائزة من مهرجان “كان” أثبت تميزه، مشيراً إلى المعادلة الصعبة لأي فيلم سينمائي يحاول الوصول للنقاد والجمهور معاً
ويذكر أن “ريش” من إخراج عمر الزهيري، كان وراء تتويج السينما المصرية للمرة الأولى في تاريخها بجائزة من مهرجان “كان” عن عمل فني محدد. وشهد مهرجان “الجونة” بمدينة الغردقة المصرية عرضه الأول.
واستغرقت رحلة صناعة فيلم “ريش” حوالي 5 سنوات، وساهمت في إنتاجه أكثر من جهة، على رأسها جولييت لوبوتر وبيير مناهيم من خلال شركة “ستل موفنغ” بفرنسا، وفي مصر، شركة “فيلم كلينك” والمنتج محمد حفظي.
وتدور أحداثه حول أسرة مكونة من أب وأم و3 أبناء، وأثناء عيد ميلاد أحد الأطفال، يقوم ساحر بتحويل الأب إلى دجاجة، ولا يستطيع إعادته مرة أخرى.
لتواجه الأم تحديات مختلفة تماما في ظل غياب الأب، ويتحرك الجمهور مع هذه الأسرة خلال أحداث الفيلم، لمتابعة كيف ستواجه تلك الأزمة المفاجئة.