متابعة – مظفر إسماعيل
أكد معالي الدكتور “سلطان بن أحمد الجابر” وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة. أن الغاز سيقوم بدور محوري في تمكين النمو الاقتصادي في دولة الإمارات على مدى الخمسين عاماً القادمة.
جاء ذلك في الكلمة الافتتاحية التي ألقاها معاليه اليوم، خلال افتتاح معرض ومؤتمر “غازتك 2021”. الذي يُعقد تحت رعاية صاحب السمو الشيخ “محمد بن راشد آل مكتوم” نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. في مركز دبي التجاري العالمي خلال الفترة من 21 إلى 23 سبتمبر.
وأوضح معاليه أن “دولة الإمارات، وبفضل توجيهات القيادة الرشيدة ورؤيتها الحكيمة، حققت الريادة على مستوى المنطقة في مشاريع الغاز الطبيعي. ونجحت في استغلاله تجارياً مرتكزة على عدد من المبادرات الرائدة في القطاع”.
وأشار، وفق “وام”، إلى أن “الغاز الطبيعي سيقوم بدور محوري في دعم جهود دولة الإمارات. لتحقيق رؤيتها للنمو الاقتصادي التي حددتها مبادئ الخمسين”.
وقال معاليه: “رسمت مبادئ الخمسين مساراً واضحاً للتقدم استناداً إلى عشرة مبادئ إرشادية. تهدف إلى جعل دولة الإمارات الاقتصاد الأفضل والأنشط في العالم. وسيلعب الغاز دوراً محورياً في خطط النمو والتوسع. حيث يعتبر المصدر الرئيسي للوقود والمواد الأولية في مجمع الرويس للتكرير والبتروكيماويات التابع لأدنوك ومشروعنا المشترك (تعزيز)”.
وأضاف: “دولة الإمارات تعمل على ترسيخ ريادتها على مستوى المنطقة في مشاريع الغاز الطبيعي والأسواق الناشئة للهيدروجين الأزرق. رؤية الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بحماية البيئة والتنمية المستدامة. كانت ركيزة أساسية لأدنوك منذ البدايات، حيث استطاعت الشركة تحقيق النجاح في قطاع الغاز من خلال ضمان التوازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة”.
وقال: “بفضل رؤية الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بحماية البيئة والتنمية المستدامة. بدأنا في عام 1973 بالحدّ من حرق الغاز المصاحب لعمليات الإنتاج من الآبار والمصافي، والعمل على استغلاله تجارياً وتصديره للعالم”.
وأردف: ” لقد حوّلنا أحد التحديات البيئية إلى فرصة تجارية، وكانت تلك علامة فارقة لأعمالنا في قطاع الغاز، وحجر الزاوية الذي قامت عليه ركائز هذه الصناعة. فقد كنا في دولة الإمارات على مدى ما يقرب من خمسين عاماً، ننظر إلى الغاز كفرصة واعدة يجب أن نغتنمها. ولهذا كانت مشروعاتنا العملاقة في مجال الغاز مرتكزة على عدد من المبادرات الرائدة في القطاع”.
وأشار معاليه إلى أن “دولة الإمارات كانت أول دولة في المنطقة تحد من حرق الغاز وتستخدمه اقتصادياً. وأول دولة تبني مصنعاً للغاز الطبيعي المسال، وأول دولة تنتج الغاز فائق الحموضة على نطاق تجاري. وأول دولة تقوم بالتقاط وتخزين ثاني أكسيد الكربون واستخدامه في تعزيز استخلاص النفط، وإنتاج المزيد من الغاز”.
وألقى معاليه الضوء على الاستراتيجية الشاملة والمتكاملة لأدنوك التي تم اعتمادها في عام 2018 لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز لدولة الإمارات. حيث قال: “استفادت أدنوك في السنوات الأخيرة من التقنيات الحديثة للتوسع في مجال الغاز غير التقليدي، والأغطية الغازية، واستكشاف مكامن جديدة”.
وتابع: “كل هذه النجاحات وضعتنا على الطريق الصحيح لتحقيق هدفنا في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز لدولة الإمارات. وللوصول إلى هذا الهدف، نعمل على تطوير أصولنا المنتجة، مثل حقل شاه. وأصول جديدة مثل الغطاء الغازي الفريد من نوعه في مكمن (أم الشيف) ومشروع الحيل وغشا ودلما”.
وتابع: ” نعمل أيضاً على بناء الجزر الاصطناعية والاستفادة من خبرتنا في مشاريع التطوير عالمية المستوى لضمان خفض التكاليف إلى الحد الأدنى. وزيادة الفوائد التجارية لجميع شركائنا. وستوفر هذه المشاريع مجتمعةً أكثر من 3 مليارات قدم مكعبة قياسية من الغاز يومياً. ما يكفي لتلبية احتياجات عدة ملايين من المنازل من الكهرباء”.
وأضاف: “فيما يسعى العالم للتعافي من جائحة كوفيد-19، تشهد أسواق الغاز الطبيعي المسال، وأسواق الغاز إجمالاً. نمواً ملحوظاً على مستوى العالم، مع تجاوز حجم الطلب للعرض. وعلى المدى الطويل، فإن الآفاق المستقبلية تبدو واعدة، مدفوعة بشكل خاص بالنمو في أسواق آسيا. واليوم، يوفر الغاز ما يقرب من ربع إمدادات الطاقة في العالم، وسيستمر في القيام بدور لا غنى عنه في منظومة الطاقة العالمية. إذ لا يوجد وقود آخر يمكنه توفير مصدر طاقة أساسي وموثوق لتدفئة وتبريد المنازل. ودفع قطاع الصناعات الثقيلة والمساهمة في نمو وتطوير الاقتصاد بمستوى منخفض من الانبعاثات”.
وأوضح معاليه أن الابتكارات الجديدة تساهم في جعل الغاز أكثر نظافة واستدامة. مشيراً إلى أن دولة الإمارات تُطبق التقنيات الحديثة لإنتاج أنواع وقود خالية من الكربون، مثل الهيدروجين.
وقال: “ننتج في أدنوك حوالي 300 ألف طن من الهيدروجين سنوياً باستخدام هذه التقنيات. ومن خلال الاستفادة من البنية التحتية الحالية للغاز، وقدراتنا على التقاط واستخدام وتخزين ثاني أكسيد الكربون على نطاق تجاري. يمكن لدولة الإمارات أن تصبح لاعباً رئيساً في السوق الناشئة للهيدروجين الأزرق”.