نعتقد أنه لا توجد فتاة لم تطرح هذا السؤال، سواء على نفسها أو صديقتها أو أحد المقربين منا. فكون التحرش الجنسي أصبح جزء أساسي في حياتنا، نضعه في اعتبارنا كلما خرجنا من منازلنا، فهذا يجعلنا نفكر دومًا فيما يجب علينا فعله عندما نتعرض له.
ورغم أننا نعلم أن هذا شيء مؤسف ومؤلم لنا كنساء، ولكن مادام هناك تحرش جنسي، إذا علينا البحث عن كل السبل الممكنة لحماية أنفسنا وحقوقنا. وعندما فكرنا في إجابة على هذا السؤال، وجدنا أنه من الصعب اختزالها في كلمتين أو في عدة خطوات.
بل الأمر يتطلب المرور بعدة مراحل، وهي ما سنعرضها معك في السطور التالية، مع إجابة عدد من المتخصصين والبارزين في مجال حماية المرأة من التحرش الجنسي والدفاع عن حقوقها
كيف تتصرفين قانونيًا عندما تتعرضين للتحرش الجنسي؟
عند التعرض للتحرش الجنسي، يجب أن يكون أول ما يخطر ببالك هو الحفاظ على حقك بشكل قانوني وذلك حتى ينال “المتحرش” عقابه، وبالتالي لا تتعرض فتيات أخريات لهذا الفعل منه مرة أخرى.
ففي حال تعرضت الفتاة للتحرش الجنسي، فيجب عليها فورًا الذهاب لقسم الشرطة وتقديم بلاغ، سواء نجحت في الإمساك بالمتحرش والذهاب به أو في وجود شهود على الواقعة، لتسير الإجراءات بعدها بشكل قانوني عن طريق تحريات النيابة لإثبات حدوث واقعة التحرش بالفعل. والتي إذا تم إثباتها تبدأ القضية بالانتقال للمحكمة، لإصدار الحكم بحق المتهم “المتحرش”
وعندما تتعرض فتاة للتحرش الجنسي في الشارع، فمن المفترض أن يساعدها المحيطين بها من الناس المتواجدين بالشارع، في الإمساك بالمتحرش والحصول على بطاقته أو الذهاب به شخصيًا لإجراء محضر تحرش في أقرب قسم شرطة .بعد ذلك لابد أن تمشي الإجراءات أيضًا بشكل قانوني، بحيث يجري القسم، محضر سليم، ثم يتحول “المتحرش” للنيابة، وهناك يتم حبسه ٤ أيام على ذمة التحقيقات، حتى تكون هناك جلسة محاكمة لإصدار حكم بحقه،
وبالرغم من أن هذه هي الخطوات القانونية التي ننصح الفتيات باتخذاها عند التعرض للتحرش الجنسي، ولكن يجب أن نعلم، أن ما يحدث على أرض الواقع لا يجعل كل ما سبق يتم بشكل سلس، بدءًا من الناس المحيطين بك في الشارع وحتى الأهل.
ففي الغالب يعتقد الجميع أن على الفتاة الصمت في حال تعرضها للتحرش الجنسي. لأنهم يروا أن مجرد حديثها هو خروج عن حدود الأدب، وأن تعرضك للتحرش الجنسي هو خطأك بالأساس وأنك فعلتي شيء جعل “المتحرش” يقوم بهذا الفعل. في كل مرحلة من الإجراءات السابقة تمرين بها، يكون الأمر متوقف على الحظ، فمحاولتك لأخذ المتحرش لأقرب قسم شرطة، متوقفة على أن يكون حظك جيد ويساعدك المحيطين بك. وكذلك محاولتك لإتمام الإجراءات أيضًا تتوقف على حظك الجيد من جميع الاتجاهات، كعدم التعرض للضغط من قبل الأهل للتنازل عن المحضر والتزام الصمت،
ولكن هذا لا يجب أن يمنعك عن السعي وراء حقك ومحاسبة المتحرش، ولكن ما نعنيه هو أنه لا يجب أن تتوقع الفتاة أن الأمر سيسير بسهولة”.
ولكن في العادة لا تسير الأمور بهذا الشكل السلس. فجرائم التحرش الجنسي من الصعب إثباتها، خاصة إذا تمت بإحدى الشوارع غير المراقبة بالكاميرات وبدون شهود على الواقعة.
لذا نسمع كثيرًا عن قضايا تحرش تمت فيها براءة المتهمين. لأنه في النهاية يتم الاستناد إلى تحريات النيابة التي تبدأ بالبحث عن دلائل ولا تكتفي بكلام الفتاة.”
وبالطبع ساهمت السوشيال ميديا مؤخرًا بشكل كبير في ظهور الكثير من جرائم التحرش إلى النور، وهو ما أصبح وسيلة ضغط حتى تتم محاسبة المتحرشين، ولكن هناك الكثير والكثير من جرائم التحرش التي تحدث يوميًا ولا نسمع بها