لا شكّ أنّ الزبدة والزيت بأنواعه المُتعددة هم من أكثر المكونات استخداماً في المطابخ سواء الشرقية أو الغربية، ولا يمكن استبدالهما بأي شي آخر، فوجود أحدهما في إحدى الأكلات يعطيها النكهة والمذاق.
أيهما أفضل الزيت أم الزبدة؟
مع تزايد الاهتمام بالصحة والتغذية أصبح الناس أكثر وعياً من ذي قبل، وبات غالبيتهم يتساءلون أيهما أفضل الزيت أم الزبدة؟ ولنعرف الجواب علينا أولاً معرفة الفرق بينهما.
مكونات الزبدة
الزبدة هي عبارة عن حليب مكثف يشكل حوالي 80% منها، إضافة إلى الماء ومواد الحليب الصلبة الخالية من الدسم التي تشكل الباقي منها.
وتصنع الزبدة من الحليب والكريمة وأحياناً من الحليب والقشدة، وتحتوي على أحماض دهنية مشبعة، وفقاً لما ذكره موقع Difference Between.
تأتي الزبدة باللون الأصفر الغامق أو الأبيض الباهت وأحياناً تأتي باللون الأبيض الصافي على حسب المكونات المستخدمة فيها، كون غالبيتها تصنع في معامل تجاريّة يسهل عليها التلاعب بالألوان، ولكنّ اللون الأصلي لها هو الأصفر.
أما من ناحية النكهة، فيفضل الكثير من الطهاة والأمهات استخدام الزبدة، لأنها تحتوي على دهون مرتبطة بها تعطي الخضار المقلية أو الماكولات الأخرى نكهة مختلفة ومميزة.
ما هي الدهون المشبعة؟
الدهون المشبعة هي الدهون التي لا يمكن للجسم تكسيرها، لذلك يتم تخزينها وتجميعها في أجزاء مختلفة بالجسم.
وهو السبب الذي يقترح به أخصائيو التغذية الابتعاد عن المأكولات التي تحتوي على الزبدة كونها تزيد من المشاكل الصحية مثل ارتفاع الكوليسترول والسمنة.
مكونات الزيت
الزيت هو عنصر آخر يستخدم عادة عند الطهي، ويوجد منه العديد من الأنواع مثل زيت عباد الشمس وزيت الذرة وزيت الزيتون والسمسم وجوز الهند.
ويفضل الكثير من الناس استخدام الزيت عند الطهي بسبب الفوائد الصحيّة التي يحتويها، كونه مصدراً رئيسياً للطاقة وناقلاً للعناصر الغذائية الأساسية التي تعتبر حيوية للنمو والتمثيل الغذائي، وحماية خلايا الدماغ، وتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
وفي حين أن الزبدة تتكون من أحماض دهنية مشبعة، فإن الزيت يحتوي على أحماض دهنية غير مشبعة.
ما هي الدهون غير المشبعة؟
الدهون المتعددة غير المشبعة هي ببساطة جزيئات دهنية تحتوي على أكثر من رابطة كربون غير مشبعة في الجزيء، وهذا ما يسمى أيضاً الرابطة المزدوجة.
عادةً ما تكون الزيوت التي تحتوي على دهون متعددة غير مشبعة سائلة في درجة حرارة الغرفة، ولكنها تبدأ في التحول إلى الحالة الصلبة عند التبريد مثل زيت الزيتون.
ويمكن للدهون غير المشبعة أن تساعد في تقليل مستويات الكوليسترول الضار في الدم والتي يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
كما أنها توفر العناصر الغذائية للمساعدة في تطوير خلايا الجسم والحفاظ عليها، وفقاً لما ذكرته جمعية القلب الأمريكية.
الزبدة مقابل زيت
يرتبط استخدام الزيت بشكل عام بفوائد صحية مثل تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب، في الوقت الذي يتسبب فيها الاستخدام المفرط للزبدة للإصابة بالكوليسترول.
ولكن في الوقت ذاته يقول الخبراء إن وجود الدهون المتعددة غير المشبعة في الزيوت لاسيما زيت الزيتون يمكن أن يؤدي إلى الالتهاب، بينما الزبدة التي تحتوي على كمية أعلى من فيتامين K2 قد تكون أفضل لصحة القلب.
وفي دراسة حديثة جرت في جامعة Tufts في بوسطن الأمريكية وشملت نحو 600 ألف شخص، توصلت إلى أنّ تناول الزبدة لا يرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب وقد يكون وقائياً بشكل طفيف من مرض السكري من النوع الثاني.
إضافة إلى أنها أكثر أماناً خلال الطهي كونها لا تصدر حرارة عالية مثل الزيوت التي تعتبر غير مستقرة وتتأكسد بسهولة في الحرارة العالية.
وفي الوقت ذاته حذرت الدراسة من الإفراط في تناولها، وإنما يجب استخدامها بعناية وبكميات قليلة ومحدودة، لأنها تسبب السمنة والسكتات الدماغية وبعض الآثار الضارة الأخرى.