تناولت افتتاحيات صحف الإمارات، الصادرة صباح السبت، تدشين موقع كنيسة ودير صير بني ياس أول موقع مسيحي يتم اكتشافه في الدولة، إضافةً إلى تسليط الضوء على السياسات العدوانية التي تنتهجها إيران ضد جيرانها.
فتحت عنوان “ألف عام إماراتي” قالت صحيفة الاتحاد: “إنه منذ القرنين السابع والثامن الميلاديين وحتى اليوم، تتواصل ملحمة تاريخية يتجاوز عمرها الألف عام حيث كان الإماراتيون يوم أمس، ومعهم طيف واسع من العرب وغير العرب، مسلمين ومسيحيين، على موعد مع تدشين موقع كنيسة ودير صير بني ياس؛ أول موقع مسيحي يتم اكتشافه في الدولة، بعد انتهاء عمليات تجهيزه لاستقبال الوفود السياحية والزوار”.
وأكدت أن هذا الأثر التاريخي، ليس مجرد إضافة إلى قائمة المواقع التاريخية والأثرية في الإمارات، ولكنه دليل ملموس على الملحمة التي انغرست جذورها وتشكلت فصولها فوق هذه الأرض الطيّبة.
وأشارت إلى أنه قبل ألف عام، احتضنت أرض الإمارات بناة حضارات، ودعاة أديان، ورواد قيم إنسانية ..موضحة أنه لم يترك لنا هؤلاء مجرد حجارة صماء في موقع كنيسة ودير صير بني ياس، ولكنهم كتبوا حكاية تفاعل إنساني ثري، ومنظومة قيمية سمتها الاستمرار والتطور والقدرة على الانتقال من جيل إلى جيل.
وأوضحت الصحيفة أن الأب المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، كان أول من تلمس أهمية هذه المنطقة، حينما وجّه بالحفاظ على الموقع وترميمه والعمل على تحسينه فور ظهور الدلائل الأولى على وجود آثار مسيحية في جزيرة صير بني ياس ..مؤكدة أنه بذلك كان يخط درساً تعلمنا ونتعلم منه، بأن تاريخنا القديم يدعونا لكي نقرأه بمعايير جديدة، أساسها أن التنوع الإنساني لا تتحقق غاياته إلا على قاعدة التسامح، وتبادل الحوار الحضاري مع مختلف الثقافات، وتهديم جدران العزلة والانغلاقات التاريخية والحضارية.
واختتمت بالقول: “إنه حينما تطرح الإمارات مشروعها المعاصر تحت عنوان التسامح والحوار والإخوة الإنسانية، فإنها بهذا المشروع تقدم صياغة جديدة لواقع تاريخي ممتد من حضارة “أم النار”، ومن أول وجود مسيحي شهدته المنطقة في صير بني ياس.. واقع عمره أكثر من ألف عام”.
من جانبها، قالت صحيفة “البيان”، تحت عنوان “سياسة إيران العدوانية”: “إن الخلافات والمشكلات مع إيران تكمن أسبابها في سياساتها العدوانية تجاه جيرانها العرب، وتدخلها في شؤونهم الداخلية، وسعيها لتصدير الثورة، وزرعها للميليشيات المسلحة التابعة لها في الدول العربية، وطموحاتها لفرض النفوذ والهيمنة في المنطقة”.
وأكدت أنه إذا تخلت إيران عن هذه السياسات، سوف تتحسن علاقاتها بجيرانها العرب، وقد تنفست الدول العربية الصعداء عند توقيع الاتفاق النووي الدولي مع إيران عام 2015، لكن للأسف الشديد لم يؤد الاتفاق إلى أن تتحول إيران إلى دولة مسالمة وطبيعية.
وأشارت إلى تأكيد معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في كلمته أمام منتدى الأمن العالمي في جمهورية سلوفاكيا، أن الاتفاق النووي جاء تتويجاً لجهود صادقة هدفت للتعامل مع أهم بواعث القلق من التصرفات الإيرانية، إلا أن الاتفاق لم يتناول بالحل البرنامج الخطير للصواريخ الباليستية أو سياسات إيران في المنطقة والتي تشمل التدخل في العراق وسوريا ولبنان ودعمها القوى التي تعمل لصالح إيران بالوكالة مثل ميليشيا حزب الله الإرهابية.
وذكرت الصحيفة أن الاتفاق النووي لم يغير من سياسات إيران العدوانية تجاه جيرانها، حيث نواجه اليوم تصعيداً في المنطقة، ونبرة خطاب عدوانية من إيران التي تستخدم المذهبية وسيلة لإقحام نفسها في العالم العربي، ونرى ميليشيات إيران تعيث تخريباً وقتلاً وتآمراً في العديد من دول المنطقة.
واختتمت بالقول: “إن دولة الإمارات أبدت استعدادها للتعامل مع إيران بشكل أكثر إيجابية، فقط على إيران أن تثبت حسن نواياها وصدقها في الرجوع عن سياساتها العدوانية”.
وعلى الصعيد نفسه، قالت صحيفة الخليج تحت عنوان “إيران وسياسة حافة الهاوية”: “إن أكثر من دليل يشير إلى مسؤولية النظام الإيراني عن الهجوم الذي تعرضت له ناقلتا النفط في بحر عمان قبل يومين، وقبله داخل المياه الإقليمي لدولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال استهداف أربع سفن نفط تجارية، لذلك لم تعد القضية محل تشكيك، بل حقائق يؤكدها الواقع، ويلمسها الرأي العام الإقليمي والدولي”.
وتابعت: “التوتر الذي تشهده المنطقة مصدره واحد، وكل أصابع الاتهام توجه إليه، وهو ما تعززه التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي يشير إلى أن الهجوم على ناقلتي النفط في بحر عمان يحمل بصمات إيران، بقوله إن طهران وضعت ألغاماً لاستهداف السفن، مستنداً في ذلك إلى شريط فيديو مصور نشرته وزارة الدفاع الأمريكية، “البنتاجون”، يظهر خلاله “الحرس الثوري” الإيراني وهو يزيل لغماً لم ينفجر من جانب الناقلة كوكوكا كاريدجس، التي تعرضت إلى هجوم، فضلاً عن صورة تظهر لغماً قبل إزالته”.
وأضافت أنه في حديث وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، ما يؤكد هذه المعطيات، حيث يشير إلى أن الاتهامات تستند إلى معلومات مخابراتية، ونوع الأسلحة المستخدمة، ومستوى الخبرة اللازمة لتنفيذ هذه العملية، والهجمات الإيرانية المشابهة التي وقعت في الآونة الأخيرة على قطاع الشحن، ومثله وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت، الذي يؤكد أنه لا يشك في التقييم الأمريكي للأزمة، فيما بدأ الاتحاد الأوروبي بجمع الأدلة على تورط النظام الإيراني بما حدث، ويحدث من أعمال تخريب في منطقة الخليج.
وذكرت الصحيفة أن كل المؤشرات التي ظهرت خلال الفترة القليلة الماضية تشير إلى أن أيادي طهران ليست بعيدة عما جرى، ويجري في منطقة الخليج، وهناك أدلة كثيرة تدل على أن النظام الإيراني يقف خلف الكثير من عوامل التوتر الذي يتزايد يوماً بعد آخر، ويشكل تهديداً للملاحة في هذا الممر الحيوي لإمدادات النفط إلى مختلف دول العالم.
وأوضحت أنه لهذا لم يكن سلوك إيران في العمليات الإرهابية الحالية والسابقة مستغرباً، فقد دأبت منذ عقود على استمراء لعب مثل هذا الدور التخريبي في منطقة الخليج العربي، كما أن المسألة لم تعد مقتصرة على مهاجمة ناقلات النفط فحسب، بل تمتد إلى توسيع رقعة تدخلاتها لنشر المزيد من وسائل الدمار في مختلف دول المنطقة، ويمكن فهم ذلك من خلال الأدوات والأذرع المسلحة التي تخدم توجهات النظام الإيراني في أكثر من بلد عربي.
واختتمت “الخليج” افتتاحياتها بالقول: “إن انتهاج سياسة حافة الهاوية التي تتعامل بها إيران مع جيرانها، ومع بقية دول العالم، يؤكد مضيها في طريق المواجهة والإضرار بمصالح المنطقة، ضاربة عرض الحائط بكل المحاولات الهادفة إلى تهدئة التوتر، وتوفير عوامل الانفراج لتتفرغ دول المنطقة، بما فيها إيران نفسها، لخدمة شعوبها”.