متابعة : رهف عمار
لا شك أن تخزين أصناف الطعام لليوم التالي، أو لعدة أيام، بمثابة حل سحري للكثير من السيدات، إذ يجنبهن الوقوف في المطبخ لطهي أطباق جديدة تستنزف الوقت والمجهود، ولكن ما ينبغي إدراكه هو أن طعامك لا تنتهي تفاعلاته الكيميائية فور خروجه من الفرن مباشرة؛ بل يظل في حالة مستمرة من التغيير، حيث ما يزال هناك الكثير من التطورات التي تحدث عند طهي اللحوم.
على سبيل المثال، تتفكك البروتينات المتكتلة، وتتسبب هذه العملية أيضا في إطلاق البروتينات للحديد، والذي يتحول في الطعام كالمغناطيس الصغير، كما يوضح كريس لوس، مدير قسم البحث والتطوير في القائمة في معهد الطهي بأميركا، حيث يقول “يعمل الحديد على تكسير العناصر الغذائية الأخرى في الطعام، وعندما تتفاعل الدهون مع الحديد الذي تم إطلاقه، على سبيل المثال، يتحول المذاق إلى كرتون بلا طعم”.
أما الإنزيمات فهي بمثابة القوة الشريرة المسؤولة عن تغير مذاق الأطعمة، فهي كالآلات الجزيئية الصغيرة المحفزة للتفاعل، وتتسبب في “تزنخ الدهون”، كما تكسب البروتينات نكهة لاذعة ومُرة، حتى تحول الخضروات إلى نسيج غروي يرجع سببه للإنزيمات أيضا.
الغريب أن هناك من يفضل مذاق البروتينات المتحللة في بقايا الطعام، التي تطلق بفضل التفاعلات الأحماض الأمينية، التي تجعل مذاق الطعام أكثر ملوحة، أو ما يطلق عليه مذاق “الأومامي” (Umami).
ومذاق الأومامي، المعروف أيضا باسم الغلوتامات أحادية الصوديوم، هو أحد الأذواق الخمسة الأساسية للطعام بما في ذلك المذاق الحلو والحامض والمر والمالح. أومامي تعني “الجوهر اللذيذ” باللغة اليابانية، وهو الأقرب للحم المالح اللذيذ عميق النكهة.
وعليك التأكد من التعامل مع بقايا الطعام بأمان، خاصة عن طريق تبريدها أو تجميدها في أسرع وقت ممكن.
ما ينبغي معرفته أنه يمكن حفظ بقايا الطعام لمدة 3 إلى 4 أيام في الثلاجة، ويجب التأكد من تناولها خلال ذلك الوقت. وبعد ذلك، يزداد خطر الإصابة بالتسمم الغذائي. فإذا كنت تعتقد أن أسرتك لن تتمكن من تناول بقايا الطعام في غضون 4 أيام، فيجب تجميد الوجبات على الفور.