متابعة: روان ديوب
يترك الكثير من الناس أطفالهم أمام التلفاز لساعات طويلة، ظناً منهم أنهم بهذه الطريقة قد وفّروا لأطفالهم فرصة للجلوس ومشاهدة البرامج الترفيهية. وتخلصوا قليلا من عبء صراخهم أو حركتهم الزائدة.
لكنهم يجهلون العواقب الصحية على الطفل وخاصة في مراحل نموه الأولى والتي تبعاً لها يتطور جهازه العصبي وينمو دماغه بشكل سليم.
وتحدث طبيب الأعصاب الروسي، بافيل خاروشيف، عن المشاكل التي يمكن أن يواجهها الأطفال مع مشاهدة التلفزيون المتكرر. وفقاً لما جاء في موقع سبوتنيك.
وقال خاروشيف: “إننا جميعا نفكر في الصور، وإذا تم تقديمها للطفل مباشرة في شكلها النهائي. فإن الطفل لن يطور الجزء المسؤول عن التفكير الإبداعي في الدماغ لتكوين الصور”.
وأكّد الطبيب أن “أجزاء الدماغ التي لم تتطور في مرحلة الطفولة لن تظهر عند البالغين”. مشيراً إلى أن “الطفل غير القادر على إنتاج هذه الصور، هذا يعني أن الخيال والإبداع والتفكير الإبداعي لا يتطور لديه، ويبقى كذلك مدى الحياة”.
وبحسب خاروشيف، فإن “هذا أكثر ما يضر الطفل عند مشاهدة التلفاز. كما أن تركيز الانتباه يكون ضعيفا وستبقى هذه المشكلة مع الإنسان مدى الحياة”.
وأشار الطبيب إلى أن “الأشخاص الذين يقضون وقتا طويلا أمام التلفاز أو الكمبيوتر يجدون صعوبة في التركيز على شيء ما. لذلك، فإن الطفل الذي يشاهد التلفاز يعاني من ضعف في التركيز والانتباه”.
وأكّد الطبيب أن “الطفل الذي يقرأ الكتب لا يعاني من قلة التركيز أبدا”.
وحدّد الأخصائي مشكلة أخرى قد يواجهها الطفل مع مشاهدة التلفزيون بشكل متكرر. ألا وهي: ضعف النشاط الحركي أو الخمول البدني.
وقال خاروشيف: “إن الطفل الذي يجلس أمام شاشة التلفاز، تتدهور حالته الجسدية. وتتسبب في مشاكل في التمثيل الغذائي المرتبطة بعدم النشاط البدني، لأنه يجب أن يتحرك باستمرار”.
بالإضافة إلى ذلك، إذا كان الطفل يقضي الكثير من الوقت في مشاهدة التلفزيون. فسيتعلم الجسم الحفاظ على السعرات الحرارية، وليس حرقها.
وشدد الطبيب على أن “الطفل عند مشاهدة التلفزيون لا ينفق القليل من السعرات الحرارية فحسب، بل يأكل أيضا أكثر بكثير”.
ووفقا لطبيب الأعصاب، فالمشكلة الأخرى هي “القلق الاجتماعي والعدوانية. والتي يمكن أن تظهر مع مشاهدة التلفزيون بشكل متكرر”.
فقد لاحظ طبيب الأعصاب أن “الطفل في هذه الحالة لا يطور مهارات الحياة الاجتماعية. ولن يتعلم التواصل ليس فقط مع الأطفال الآخرين، ولكن أيضا مع البالغين”.