تنوّعت افتتاحيات صحف الإمارات المحلية، الصادرة صباح الثلاثاء، ما بين؛ “مسيرة الاتحاد” التي تعد عنوان حقيقي للتلاحم بين القيادة والشعب، وما حققته الدولة في سنوات معدودة من إنجازات لم يستطع غيرها تحقيقه في عقود، ودخول الحراك الشعبي اللبناني أسبوعه السابع.
فتحت عنوان “نجدد العهد” قالت صحيفة “الاتحاد”: “تحت راية الاتحاد، وفي مهرجان يحمل اسم المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يجدد أبناء الشعب الإماراتي ولاءهم للقيادة الرشيدة وانتماءهم إلى الأرض، ويرسمون لوحات من الفخر والاعتزاز بما وصلت إليه دولتهم بعد 48 عاماً من الإنجازات المتواصلة”.
وأكدت الصحيفة أن “مسيرة الاتحاد” هي عنوان حقيقي للتلاحم بين القيادة والشعب، المتمثل بالموروث الضارب في التاريخ والقيم والتقاليد الأصيلة التي صبغت المجتمع الإماراتي بصفات متفردة أساسها التسامح والإيمان بعزائم الرجال، وحب الخير للجميع، والدعوة إلى إحلال السلام على طول امتداد الأرض.
كما أكدت أن المستقبل يحمل الخير الكثير، بوحدتنا وتآلفنا وروحنا الوطنية وإصرار أبناء القبائل على تجاوز التحديات للعبور إلى المستقبل بعزيمة لا تلين، وهمة قيادة أخذت على عاتقها مهمة بناء الدولة والإنسان وتقديم كل ما من شأنه السمو بالوطن إلى أهم المراكز والمؤشرات اقتصادياً وتعليمياً واجتماعياً.
وقالت “الاتحاد”: “هذه اللوحة الوطنية التي رسمها الشعب الإماراتي بأصالة ماضيه وحاضره، في مسيرة الاتحاد، هي تجديد للعهد مع قيادته ووطنه، على بذل الغالي والنفيس في سبيل رفعة الوطن والذود عنه وحماية المنجزات والاستمرار في نشر مبادئ الاتحاد المستمدة من قيم خالدة، وتراث عريق، كما تؤكد التفاف هذا الشعب حول قيادته التي تعمل بعزائم لا تلين جعلت من الإمارات أنموذجاً حضارياً وإنسانياً مؤثراً في المنطقة والعالم”.
من ناحيتها قالت الصحيفة “البيان”: “ونحن نحتفل بأعيادنا الوطنية وبيوم اتحادنا، علينا أن نستذكر ونثمّن مقومات نجاح دولتنا الفتية التي حققت في سنوات معدودة إنجازات لم يستطع غيرها تحقيقه في عقود، وربما قرون طويلة، دولة زرعت وعمّرت الصحراء، وحرثت البحر، وصعدت للفضاء”.
وأكدت الصحيفة، تحت عنوان “لهذا نجح اتحادنا”، أن هذا النجاح الكبير الذي حاز شهادات وتقديرات العالم له مقوماته الأساسية، والتي على رأسها القيادة الحكيمة الرشيدة التي أسست الاتحاد، وخططت ووجّهت وراقبت كل خطوة في عملية البناء، وما زالت مستمرة بخلفها الصالح في التخطيط والتوجيه، مشيرة إلى أن هذه القيادة العظيمة نجحت في عملها لأن معها شعباً مؤمناً بها وبصدقها وكفاءتها، ومفعماً بالولاء والانتماء للوطن وللقيادة الرشيدة.
وأشارت إلى أن استقرار مؤسسات وسياسات الدولة لعب دوراً كبيراً في عملية البناء والتنمية، كما جاء الاعتماد الأساسي على المواطن وتأهيله للمشاركة في عملية البناء كمقوم رئيسي وهدف أساسي للتنمية، فديمومة واستمرار البناء مرهونان بأيدي أبناء الوطن، ولهذا وضعتهم الدولة على رأس اهتماماتها، كما لعبت سياسات التنوع في المجالين الاقتصادي والإنتاجي في دعم اقتصاد الدولة ونموّه.
وأكدت أن توجيهات القيادة تظل هي العامل الرئيسي في تحفيز وبث الحماس في نفوس أبناء الوطن، وكذلك بث روح التنافس الشريف والمثمر في العمل والإبداع بينهم، ودعم طموحاتهم العلمية والإبداعية، وإطلاقها إلى ما لا نهاية لتحقق المستحيل على الأرض، وتصعد للسماء لتعمل في الفضاء مع كبرى الدول.
وقالت “البيان” إنها مقومات نجاح دولة الإمارات التي تكللت بروح التسامح التي زادت من جمال الدولة، ومن تألق قوتها الناعمة، لتصبح من أكثر دول العالم جذباً للشباب وللمستثمرين بشكل عام.
وتحت عنوان “الإمارات ودعم تنمية الدول الشقيقة” أكدت صحيفة “الوطن” أن الإمارات تستحق أن تكون دائماً من خلال مواقفها الإنسانية الداعمة للتنمية في الدول الشقيقة والصديقة في قمة هرم العطاء الدولي، ولاشك أنّ تصدرها المانحين قياساً على الدخل الوطني لسنوات أتى انطلاقاً من مواقفها الإنسانية النبيلة التي تكنها لجميع الدول، فهي تدعم المسيرات التنموية لتمكين الشعوب إنسانياً وتنموياً عبر تأمين قواعد صلبة تمكنها من النهوض وتجاوز الأزمات، مشيرة إلى أن مساعدات الدولة لم تكن مختصرة يوماً بالدعم الإغاثي الإنساني المجرد أو خلال الأزمات، بل تقوم وفق خطط ومبادرات طموحة وآليات تستهدف التمكين من برامج تنموية تكون كفيلة بإحداث التغيير الإيجابي المنشود للدول التي تستهدفها الإمارات دعماً ومساعدة.
وقالت الصحيفة إن تعهد الإمارات بتقديم 184 مليون درهم لجمهورية القمر المتحدة الذي تم عبر مؤتمر المانحين، هو حلقة جديدة من الدعم بهدف مواجهة التحديات التنموية والتغلب عليها ويعتبر ضمن الأولويات الوطنية للدولة الشقيقة، مؤكدة أن الدعم المقدم للأشقاء الذي يتم تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة، يركز بشكل دائم على القطاعات الأساسية في الدول المعنية، وذلك بهدف إعطاء أكبر دعم ممكن للمشاريع الحيوية الضرورية خاصة من جهة النهوض بالقطاعات الرئيسية التي يمكن أن تُبنى عليها مقومات تعزيز التنمية في تلك الدول وهي بالعشرات.
وأضافت أن الدعم المقدم من قبل الإمارات يأتي إدراكاً منها أن خدمة وتعزيز التنمية سوف يكون مدخلاً لتحسين أوضاع الدول المستفيدة برمتها، مع ما يقدم إليها من خبرات ضرورية وهامة جداً تساعد الأشقاء على دعم مشاريعهم بما يحقق الأهداف المرجوة منها، خاصة أن التركيز يتم بشكل دائم على قطاعات استراتيجية غاية في الأهمية لدفع عجلة الحياة الكريمة وتحسين مستوى المعيشة كالصحة والتعليم والطاقة والنقل وغيرها.
واختتمت “الوطن” افتتاحيتها بالقول: “يفخر كل دعاة الإنسانية بمواقف الإمارات التي تهدف لمصلحة الإنسان في كل مكان يوجد فيه محتاج دون التوقف عند أي اعتبار آخر أو رهن المساعدات بأي سبب كان، بل الهدف دائماً هو إحداث التغيير الإيجابي المنشود والارتقاء بمستوى الجهود عبر تحسين الأداء الإداري والعمل بطريقة احترافية خارج الأطر التقليدية المتبعة في أغلب دول العالم الثالث المشمولة بالدعم الإنساني والتنموي من قبل الدولة، لتحقيق أكبر مردود اقتصادي واجتماعي ممكن عبر توجيه النصح ورفد الدول المعنية بالأفكار والخطط ونتائج خبرات طويلة في ميادين ومحافل العمل الإغاثي والإنساني الذي باتت الإمارات في ظل قيادتها الرشيدة من عناوينه الرئيسية على المستوى العالمي، وهو ما كان له آثار ونتائج مشرفة في تخفيف معاناة المحتاجين وتأسيس برامج طموحة ونهج جديد في العمل الإنساني”.
وحول لبنان حذرت صحيفة “الخليج” من تعمد تجاهل الغضب الشعبي الذي سوف يطيل الأزمة فقط، ويفاقم من معاناة اللبنانيين، ويقرب لبنان من شفير الانهيار. وقالت الصحيفة، تحت عنوان “لبنان .. قدر الشعب”: “فيما يدخل الحراك الشعبي اللبناني أسبوعه السابع، ما زالت القوى والأحزاب السياسية تتجاهل أن للناس مطالب اجتماعية واقتصادية وسياسية لن تتخلى عنها، ولن تخرج من الميادين والساحات من دون تحقيقها، وكأن أهل السلطة الممسكين برقاب البلاد والعباد يراهنون على يأس الناس وتعبهم”.
وأوضحت أن حالة الإنكار التي تمارسها القوى السياسية تجاه الحراك الشعبي مفهومة مبرراتها وأسبابها، لأن رضوخها لمطالب المتظاهرين في إصلاح النظام السياسي القائم منذ العام 1943، وإلغاء الطائفية السياسية، وقيام الدولة المدنية، ومحاسبة أهل الفساد وناهبي المال العام واسترداده، ووضع قانون انتخابي عصري خارج القيد الطائفي، وتحقيق استقلالية القضاء وإبعاده عن السياسة، كل ذلك يفقد هذه القوى مبرر وجودها، ويخرجها من الساحة، لأنه يقضي على دورها في استغلال الطوائف واستخدامها وسيلة للسلطة وممارسة الفساد، كما أنه يقوّض ما اعتادت عليه من المحاصصة والزبائنية في ممارستها الحكم.
وأكدت أن اللبنانيين أدركوا هذه المرة أنهم خدعوا بالوعود التي سمعوها من الأحزاب القائمة ووقعوا في حبائل كذبها، وكانت النتيجة المزيد من الإفقار والجوع والعوز والفساد ونهب المال العام الذي يتم تحت عيونهم، فقرروا هذه المرة كسر الصمت والخروج على الانتماء الطائفي والمذهبي، ليعلنوا عدم ثقتهم بكل الطبقة الحاكمة، والمطالبة بنظام جديد يقوم على المواطنة فقط، بعد أن أرهقتهم الهويات الطائفية الصغيرة التي حرمتهم من لقمة العيش والدواء وحق العمل، وأدت إلى تهجير مئات آلاف الشبان إلى الخارج.
واختتمت صحيفة “الخليج” افتتاحيتها بالقول: “لن يتمكن أهل السلطة من الفرار، ولن تخرج الجماهير من الساحات إلى أن تتحقق مطالبها.. لأنه القدر الذي لا فكاك منه”.