متابعة – نغم حسن
في تقنية حديثة، تمكن العلماء من تطوير نظام جديد لكشف التزييف في مقاطع الفيديو عن طريق تحليل انعكاسات الضوء في عيون الأشخاص في الفيديو المزيف.
ويتم هذا بواسطة تقنيات التزييف العميق “دييب فيك deepfake” بنسبة دقة شبه مثالية، مثبتاً فعاليته بنسبة 94%من التجارب.
وفي التفاصيل
قال العلماء أن الضوء في الصور الحقيقية ينعكس من الأعين في نفس الشكل واللون والاتجاه، لكن في المزيفة تكون الصورة مركبة من عدة صور وبالتالي لا يتم التغلب على هذا التفصيل.
ويقول سيوي ليو، أستاذ علوم الكمبيوتر بجامعة ساني بافالو: “تشبه القرنية شبه كروي مثالي وهي عاكسة للضوء بشكل قوي. لذلك، ينعكس أي مصدر ينبعث منه ضوء في شكل صورة على القرنية.”
ويجب أن يكون لكلتا العينين أنماط عاكسة متشابهة، كما يقول ليو، لأنهما تنظران إلى الشيء نفسه. ويشرح ليو أن معظم من يشاهدون مقاطع الفيديو تفوتهم تلك التفاصيل، لأنهم عادة ينظرون إلى الوجه بشكل عام.
ونشر ليو، الذي يعد أيضًا خبير في الوسائط المتعددة والطب الشرعي الرقمي، ورقة بحثية جديدة نشرت على بوابة الولوج المفتوح arXiv.
ويوضح ليو أن الذكاء الاصطناعي يفتقر إلى احتوائه على التفاصيل التي تحويها الصور والمقاطع الأصلية فيما يخص اللون والشكل.
يقول ليو إن الأداة المبتكرة تمكنت من اكتشاف الاختلافات المحتملة في الشكل والشدة والميزات الأخرى للضوء المنعكس في مقاطع الفيديو المزيفة. وكذلك الصور الفوتوغرافية بنسبة دقة بلغت 94%، معترفًا بأن التقنية الجديدة يعيبها فقط أنها تتطلب وجود مصدر ضوء منعكس.
قدرة المستخدم على كشف التزييف
ويشير ليو أنه من الممكن لمستخدم متمكن من التزييف العميق أن يصحح انعكاسات الضوء غير المتطابقة في مرحلة. ما بعد الإنتاج أي بعد الانتهاء من تحرير مقطع الفيديو المزيف.
كما أن التقنية الجديدة تفحص فقط وحدات البكسل الفردية التي تنعكس في العيون، وليس شكل العين أو الأشكال داخل العين أو طبيعة ما ينعكس في العين.
كانت تقنية “التزييف العميق” مصدر قلق خاص خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2020. حيث ثارت مخاوف من احتمال استخدامها لتشويه سمعة المرشحين ونشر معلومات مضللة.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، ظهرت مقاطع فيديو مزيفة للنجم الأميركي توم كروز يبدو فيها. وكأنه يؤدي حيلًا سحرية ويلعب الغولف على تطبيق مشاركة الفيديو تيك توك.
وغردت آنذاك راشيل توباك، الرئيس التنفيذي لشركة SocialProof للأمن عبر الإنترنت، قائلة: “ستؤثر تقنية التزييف العميق على ثقة الجمهور. وتوفر غطاءً وإنكارًا معقولاً للمجرمين المسيئين الذين يتم ضبطهم على مقاطع فيديو أو صوت. وسيمكن أن يتم استخدامها (وسيتم استخدامها) للتلاعب بالناس وإذلالهم وإيذائهم”، مطالبة بضرورة سرعة إعداد تطبيقات مضادة لحماية ضحايا التزييف العميق.