متابعة : رهف عمار
يغطي أغلب أعضاء الجسم أنواع مختلفة من الشعر، والأجزاء الوحيدة التي توجد فيه دون شعر، راحة اليد والفم وباطن القدم، فحتى الأذن يكسوها الشعر من الداخل والخارج. والطبيعي أن هذا أمر لا يدعو للقلق وغير ضار، فهو مثل شعر الأنف يلتقط الجراثيم والبكتيريا والأتربة، حتى يمنعها من الدخول لأجهزة الجسم.
ومع ذلك يجب ملاحظة نمو الشعر في منطقة الأذن بالتحديد، واستشارة الطبيب إذا ازداد بصورة غير طبيعية، لأنه قد يدل على وجود مشكلة في القلب.
حيث أشارت دراسة طبية أن ظهور شعر بصور غير طبيعية في الأذن، يُعد مؤشرًا لمشكلات صحية خطيرة في القلب، أهمها السكتات القلبية.
وأثبتت الفكرة نفسها دراسة قديمة قام بها الدكتور ساندريس فرانك وفريقه الطبي عام 1973، نُشرت نتيجتها في صحيفة نيو إنجلاند (New England)، أكدوا خلالها أن تجعد شحمتي الأذن يُعد مؤشرًا لمشكلات في الشريان التاجي، إضافة إلى وجود ارتباط بين الترسبات الشمعية داخل الأذن، وحدوث تصلب لشرايين القلب على المدى البعيد. تعرفي على حقائق عن شمع الأذن من هنا.
و استكمل عدد من الأطباء هذه الدراسة، إذ في عام 1984 نشروا نتائج دراستهم في الصحيفة الطبية نفسها، وأثبتوا خلالها وجود علاقة مباشرة بين شعر الأذن وأمراض القلب، ولاحظوا أنه يزيد مع التقدم في العمر بصورة ملحوظة.
وفي عام 2006، توصلت دراسة أخرى أن أعراض وعلامات مثل: وزن الطحال، وشعر الأذن، وتجعد شحمتي الأذن، والصلع، وسُمك الدهون في منطقة البطن، لها ارتباط مباشر بالإصابة بعدد من أمراض القلب الخطيرة.
وعلى الرغم من ذلك، لا تزال العلاقة بين شعر الأذن وأمراض القلب غير مفهومة، إلا أن عددًا كبيرًا من الأطباء يعدون التدخين، وزيادة الوزن، ونشاط هرمون التستوستيرون، من الأسباب المباشرة لحدوث أمراض القلب، ويؤكدون أن شعر الأذن ليس المتسبب وحده في هذا الأمر. إذ ثبت أن هرموني الأندروجين والتستوستيرون (هرمونا الذكورة) تتسبب زيادة إفرازهما في زيادة عدد كرات الدم الحمراء، ما يؤدي لزيادة نسبة حدوث الجلطات القلبية.
كما ينقسم شعر الأذن إلى نوعين، هما:
النوع الأول: الشعر الطبيعي الموجود في الأذن منذ الولادة وحتى باقي مراحل العمر، وهو يساعد الجسم في تنظيم درجة حرارته، وحمايته من الأوساخ والأتربة، ولا يوجد ضرر منه.
النوع الثاني: يكون داكنًا وأكثر سمكًا، ويظهر في قناة الأذن الخارجية. وبعض الحالات ينمو فيها الشعر ويلتصق خارج الأذن، وهذا يفضل إزالته، لحماية الأذن من التعرض للالتهاب، خاصة مع دخول المياه وتكاثر البكتيريا، وهو ما قد يصل إلى حدوث انسداد بها، وصعوبة في السمع.