بقلم: حمدة خميس
ألف تهنئة لوطني الإمارات وشعبها، ولكل من احتوته بفيض محبتها ورعايتها وسلامها المستتب على هذه الأرض، التي باركها الخالق بزايد الخير والعطاء «طيب الله ثراه» وبحكام خلفوه ولم يختلفوا عن شمائله وأحلامه، واحتضنوا وصاياه بمحبة وولاء، وعبروا عنها بكل وسائل الثقافة، وأبحروا عميقاً في اكتناه كل أنواع العلوم والتطور والإبداع والاختراع والتكنولوجيا والهندسة المعمارية التي شيدوا بها كل هذه الفتنة المعمارية، التي تذهل كل من يراها بجمالها وفنون تعميرها، ورسخوا كل هذه العلوم في مناهج المدارس والمعاهد والجامعات، للنهوض بالمعرفة والابتكار والتصنيع، ليجعلوا الأجيال المتتالية عبر مسار السنين تدرك وتكتشف أسرار الحياة وخفاياها على هذا الكوكب الفريد بين كواكب الكون، من أجل التطور والارتقاء بالحاضر الإماراتي والعربي إلى مدارج المستقبل المضيء.
إن «مسبار الأمل» الذي انطلق بتاريخ 20 يوليو 2020 لاكتشاف كوكب المريخ الذي استغرقت الرحلة إليه سبعة أشهر، ووصل إلى مداره يوم الثلاثاء بتاريخ 9 فبراير 2021، وفق ما نشرته كل وسائل الإعلام الإماراتية المتعددة، لاكتشاف هذا الكوكب الأحمر الواعد بالحياة على أرضه، أدخل الإمارات مسار التاريخ العربي كأول دولة عربية ترود الفضاء بالعلم والتجريب، للكشف عن غموض وأسرار المريخ، وكخامس دولة على مستوى العالم بعد الولايات المتحدة وروسيا، ووكالة الفضاء الأوربية والهند والصين، وهذا المسبار لن يكون الوحيد الذي ترسله الإمارات لاكتشاف كوكب المريخ، لأن هذه التسمية «مسبار الأمل» تشير إلى تجربة أبعد وأعمق في المعنى والدلالة.
ونحن نعرف وندرك أن آمالاً عظيمة غاية في التوق والإبداع وتحدي المستحيل، تكمن في عقول وأماني حكامنا المبدعين وقيادتهم الرشيدة لدولة الإمارات وشعبها، وحتماً سوف يبتكرون لها مسابير لآمال عديدة ومتنوعة في التجريب والابتكار وتحقيقها وإنجازها بكل وسائل العلوم للوصول إلى غايات التطور من الحاضر إلى المستقبل.
إن اتحاد الإمارات السبع ليست آنية الآمال للصعود من كوكب الأرض إلى كوكب يبرق في أعالي السماء، ويشي بالرغبة في الانطلاق إليه بمسبار الأمل لاكتشاف أسباب للحياة على أرضه، بل إنها ماضية دوماً وباستخدام كل وسائل العلوم والتكنولوجيا، التي اخترعتها البشرية في بعض الدول شرقاً وغرباً، لإنجاز وتطوير وتحقيق كل آمال وأحلام الإمارات للتطور في كل مجالات الحياة حاضراً ومستقبلاً على أرضها المباركة، وها أنا أعزف على وتر السعادة والفرح بهذا الإنجاز الباهر والتاريخي الذي أثبت أن «الإمارات دولة اللامستحيل».