اتشحت السماء في سويسرا وفرنسا، منذ الأمس، باللون البرتقالي المائل للاصفرار، الذي نتج عن ضباب حملته رياح ساخنة وجافة مصحوبة بأمطار من الرمال، هبّت من شمال أفريقيا، حيث “الصحراء الكبرى” ممتدة من مصر وليبيا الى المغرب وموريتانيا.
وغيّر الاصفرار لون السماء في مناطق عدة بجبال الألب والجنوب الشرقي الفرنسي، والغرب السويسري، وقد تتحرك جزيئاته اليوم الأحد لتشمل كل سويسرا وأقسام من ايطاليا وألمانيا والنمسا، حتى وجمهورية التشيك في الوسط الأوروبي.
من جانبها، أوضحت السلطات الفرنسية أن رياحاً قوية أقبلت من الجنوب، حاملة من “الصحراء الكبرى” رمالاً تسببت بانتشار لون غير عادي في السماء، فتداول فرنسيون وسويسريون صوراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي لما ترك آثاراً بالأجواء والمركبات والمباني، وهو ما نرى شيئا منه في الفيديو المعروض أدناه عن الحال كما كانت السبت في فرنسا.
وتعد الظاهرة مناخية، من توابع الاحتباس الحراري، وشرحها خبراء مصالح الأرصاد الجوية عبر منصات لهم في مواقع التواصل، بأنها نتجت عن نظام ضغط مخفوض شمل شبه الجزيرة الأيبيرية، وحمل تدفقات قوية من الرمال إلى فرنسا وسويسرا، فتلون الغلاف الجوي المشترك ببرتقالي مائل الى الأصفر. أما الرمال التي هطلت أثناء عاصفة رملية “فوجدوا منها ما غطى حتى طبقات الثلوج السميكة في جبال الألب” وفقا لما بثت بعض وكالات الأنباء.
أمطار الطين والدم
وفي إسبانيا، أوضحت وسائل إعلام محلية، أن عموداً من الغبار الصحراوي زرع، السبت، جواً أصفر “بسويسرا وفرنسا فقط” سينتقل إلى الشرق حيث يخف تدريجياً، وشرحت أن الرطوبة تتجمع حول الغبار حين ينتقل إلى الارتفاعات، فتصبح جزيئاته قطرات ماء أو بلورات جليدية، ينقلها السحاب الى حيث يسقط الغبار على الأرض مع المطر.
وتعد أمطار هذه الظاهرة المعروفة باسم “أمطار الطين والدم” في إسبانيا “أحد الأدلة على تغير المناخ، لأنه يفترض وجودا متكررا بشكل متزايد للتدفقات الغبارية والرملية من الشمال الأفريقي نحو الجنوب الأوروبي وحوض البحر الأبيض المتوسط ” على حد ما نقلت الوكالات عن عالم الأرصاد الإسباني خورخي أولسينا.
والغريب هذه المرة، أن ظاهرة انقلاب لون السماء من أزرق إلى أصفر بفعل الغبار والاجتياحات الرملية التي تهب مع الرياح من الصحراء الكبرى”تحدث في بداية الربيع اجمالا، وفي أبريل كحد أقصى” لا في هذا الوقت من فبراير، وهو لغز يعمل العلماء على التعرف إلى سرّه.