متابعة : رهف عمار
وجدت دراسة طبية حديثة أجريت في بريطانيا أن السُمنة قد تؤدي إلى مشاكل خطيرة في الدماغ، وهي مشاكل قد تنتهي بصاحبها إلى أن يعاني من الصداع المزمن أو ضعف في قوة العين وصولاً إلى فقدان البصر بشكل كامل في بعض الأحيان.
وبحسب الدراسة التي أجراها علماء بريطانيون من جامعة “سوانزي” ونشرت نتائجها صحيفة “ديلي ميل” Daily Mail البريطانية، فإن الوزن الزائد قد يكون مرتبطاً بالإصابة باضطراب دماغي أو يرفع من احتمالات الإصابة، وهذا قد يؤدي بدوره إلى مشاكل صحية أخرى مثل الصداع المزمن وفقدان البصر.
وقام باحثون من ويلز بتحليل 1765 حالة من حالات ارتفاع ضغط الدم داخل الجمجمة مجهول السبب (IIH)، وهي حالة لها أعراض شبيهة بأعراض الورم، وتحدث عندما يرتفع الضغط في السائل المحيط بالدماغ، وهذه الحالة تُسبب صداعاً مزمناً ودرجات متفاوتة من مشاكل الرؤية قد تصل إلى فقدان البصر بشكل كامل.
وخلص الباحثون إلى أن ثمة ارتباطا بين السُمنة وبين الإصابة بهذا المرض الدماغي.
ويتضمن العلاج الشائع لهذه الحالة برنامجاً لفقدان الوزن، وتعتبر النساء في سن الإنجاب الأكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة المرضية، بحسب الباحثين.
وقال الفريق العلمي إن تشخيص المرض (IIH) ارتفع ستة أضعاف بين عامي 2003-2017، حيث ارتفع عدد الأشخاص الذين يعيشون مع الاضطراب من 12 شخصاً من بين كل 100 ألف شخص إلى 76 شخصاً.
وقال الباحثون إن الدراسة الجديدة التي نظرت إلى 35 مليون مريض في مقاطعة “ويلز” ببريطانيا على مدى 15 عاماً، حددت 1765 حالة من حالات ارتفاع ضغط الدم داخل الجمجمة مجهول السبب، 85 في المئة من هؤلاء المرضى من النساء.
ووجد الفريق روابط قوية بين مؤشرات كتلة الجسم الأعلى، أو “مؤشر كتلة الجسم”، وخطر الإصابة بهذا الاضطراب.
ومن بين النساء اللواتي حددتهن الدراسة، كان هناك 180 حالة لدى الشخص المعني مؤشر كتلة جسم مرتفع مقارنة بـ13 حالة فقط حيث كان لدى النساء مؤشر كتلة جسم “مثالي”.
وبالنسبة للرجال كانت هناك 21 حالة من بين أولئك الذين لديهم مؤشر كتلة جسم مرتفع مقارنة بثماني حالات لمن لديهم مؤشر كتلة جسم مثالي.
وقال مؤلف الورقة البحثية وطبيب الأعصاب أوين بيكريل من جامعة “سوانزي”: “إن الزيادة الكبيرة في ارتفاع ضغط الدم داخل الجمجمة مجهول السبب التي وجدناها قد تكون بسبب العديد من العوامل ولكن من المحتمل أن تكون بسبب ارتفاع معدلات السمنة”.
وأضاف: “الأمر الأكثر إثارة للدهشة في بحثنا هو أن النساء اللائي يعانين من الفقر أو غيره من العوائق الاجتماعية والاقتصادية قد يكون لهن أيضاً مخاطر متزايدة بغض النظر عن السمنة”.
ويقول القائمون على الدراسة إن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد العوامل الاجتماعية والاقتصادية مثل النظام الغذائي أو التلوث أو التدخين أو الإجهاد التي قد تلعب دورًا في زيادة خطر إصابة المرأة بهذا الاضطراب.