بدأ الجميع يتنفس الصعداء مع ظهور لقاحات تعد بالأمل في عودة الحياة لطبيعتها. لكن دعت الكثير من الأصوات إلى التريّث في خطوات الموافقة على اللقاحات. وعدم تجاوز المراحل والجداول الزمنية اللازمة للتأكد من سلامتها التامة وفاعليتها. وإخضاع القرارات حصراً للمعايير والقرائن العلمية.
حيث تقول الباحثة البلجيكية الإخصائية في علوم تطوير الأدوية إيلس تورّيلي. أن «المعلومات المتوفرة حتى الآن عن اللقاحات المتداولة. لا ترتقي إلى المستوى اللازم لضمان الشفافية. وإعطاء الضمانات الكافية حول المدى الزمني لفاعليتها والآثار الجانبية التي يمكن أن تنشأ عنها. ومن الخطأ أن تُترك الحلول لمواجهة الجائحة للشركات الخاصة المهتمة بالربح المادي أكثر من اهتمامها بالصحة العامة».
وأفاد تقريروكالة «بلومبرغ» حول «انتكاسات» تعاني منها بعض الشركات المصنعة للقاحات. ما أجبرها على تأخير طرح اللقاحات بعيداً عن المواعيد الأولية التي كانت تتوقعها. إن شركات إنتاج اللقاحات، ومن بينها اثنتان من كبرى شركات العالم. واجهت انتكاسات في محاولة توفير مزيد من جرعات اللقاحات بعد أن نجحت أخيراً في التوصل إلى اللقاح. وهو ما أخذ يخفف من وتيرة الأخبار الإيجابية.
ويسلط التأخير الضوء على الصعوبات والشكوك التي تواجهها الشركات في تطوير الجرعات في وقت قياسي ضد مرض أودى بالفعل بأرواح أكثر من 1.5 مليون شخص. كما أن هذا يعد أيضاً صفعة للحكومات التي تعتمد على الإمدادات من الشركتين العملاقتين في إنتاج اللقاحات.وسط توقعات بأن العالم سيحتاج إلى لقاحات متعددة لوقف انتشار الفيروس المسبب للمرض.
وبعد أن فشلت الجرعات في إحداث استجابة قوية بما فيه الكفاية لدى كبار السن، أخّرت شركة «سانوفي» و«غلاكسو سميث كلاين» التجارب المتقدمة لجرعاتهما التجريبية للقاح مضاد لمرض «كوفيد – 19» الناجم عن فيروس كورونا المستجد مشيرة إلى إمكانية توفرها نهاية العام المقبل. وفي صفعة أخرى، واجهت تجارب اللقاح التي تطورها شركة «سي إس إل ليمتد» وجامعة كوينزلاند في أستراليا، صعوبات
وستبدأ «سانوفي» وشريكتها في المملكة المتحدة. دراسة المرحلة الثانية الجديدة بمواد محفزة للاستجابة المناعية ضد الفيروس أكثر تركيزاً في فبراير (شباط)،
وبعد أن فشلت الجرعة الحالية في توليد استجابة مناعية جيدة. لدى الأشخاص ممن هم في سن الخمسين أو أكبرنتيجة استخدام مادتين مختلفتين لقياس تركيبات اللقاح. التي قدمت معلومات غير دقيقة حول تركيز المواد المحفزة للاستجابة المناعية ضد الفيروس. وأخطرت الشركتان المسؤولين الأميركيين بهذا الأمر
الطلبات الملغاة على اللقاح
وفي الوقت نفسه، ألغت أستراليا طلباً للحصول على 51 مليون جرعة لقاحات لـ«كوفيد – 19» يجري تطويرها من جانب شركة «سي إس إل». والجامعة الأسترالية
ويأتي أحد مكونات اللقاح من فيروس نقص المناعة البشرية. وفي حين أن ذلك لا يشكل أي خطر بالنسبة للإصابة بالعدوى. فإن بعض المشاركين في التجارب. كانت لديهم اختبارات إيجابية زائفة لفيروس نقص المناعة البشرية (إتش آي في). ويحد كل ما تم إعلانه عن اللقاحات من بعض التفاؤل الذي أعقب نتائج التجارب الإيجابية من شركتي «فايزر» و«موديرنا».
ويبدو أن لقاحاً آخر من شركة «أسترازينكا» وجامعة أكسفورد واعداً أيضاً، على الرغم من الشكوك حول فاعليته لدى كبار السن. ووافقت المملكة المتحدة وكندا بالفعل على الحصول على جرعات من شركة «فايزر» وشريكتها «بيوإنتيك». وقد تفعل الولايات المتحدة وأوروبا ذلك قريباً، وفقاً لـ«بلومبرغ». وبدأت الصين وروسيا بالفعل في استخدام اللقاحات الخاصة بهما
حيث يعني التأجيل للقاح «سانوفي – غلاكسو سميث كلاين» أنه قد لا يصل إلى الأسواق قبل الربع الأخير من عام 2021 بدلاً من منتصف ذلك العام. وتخطط الشركتان لإجراء تجربة جديدة. من المشكلة أن تشمل مقارنة مباشرة بلقاح تمت الموافقة عليه بالفعل من اجل تسريع عملية الأبحاث.
لكن الشركتين لم تكشفا عن عدد الأشخاص الذين سيخضعون للتجربة. ومن الممكن أن تبدأ اختبارات المرحلة المتقدمة في الربع الثاني من العام المقبل. وقالت «سانوفي»: «نريد أن يحمي لقاحنا الجميع. بما في ذلك الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمرض كوفيد – 19»