تعد القهوة علامة فارقة في تاريخ العديد من سكان الأرض.وتتحدث الأسطورة أن أحد رعاة الغنم، وهو شاب يُدعى كالدي، كان يرعى قطيعاً من الغنم في غابات كافا المطيرة . مهد البن العربي “أرابيكا” البري وموطنه الروحي.حيث تم اكتشاف أكثر من 5 آلاف نوع من البن في الغابات المطيرة بمنطقة كافا. ليلاحظ أن الماعز أصبحت أكثر نشاطاً وحيوية وتكاد ترقص. بعد أن أكلت ثماراً حمراء تشبه الكرز الأحمر من الأشجار، وقرر أن يجربها بنفسه لينضم إلى الماعز الراقص.
ثم توجه كالدي من فوره إلى عمه الراهب في دير مجاور، مسروراً يكاد يطير فرحاً بهذا الاكتشاف الجديد.لكن الرهبان ألقوا الثمار في النار خوفاً من الأرواح الشريرة”.
ولكن عندما تسللت رائحة القهوة المحمصة إلى أنوف الرهبان، انتابهم نفس الشعور الذي انتاب كالدي من قبل. وتراجعوا عن رأيهم بعد أن تصوروا الحماسة التي ستضفيها هذه الطاقة الجديدة على الطقوس الدينية.
طقوس
و في إثيوبيا يتم تحضير القهوة ضمن طقوس خاصة. إذ توضع حبوب البن على طبق من الفخار لتجف في الشمس، ثم تُغسل وتُحمص في آنية مسطحة من الحديد على النار باستخدام الحطب أو الفحم. ثم تُمرر الآنية الساخنة على الضيوف لاستنشاق رائحة البن الأخاذة، بعدها تُطحن حبوب القهوة بمدق يدوي وتوضع في إبريق القهوة الإثيوبي التقليدي أو “الجيبينة”.
وفي الكثير من جلسات القهوة الإثيوبية، يوضع البخور أيضاً ليستمتع الضيوف برائحته الممتزجة مع دخان تحميص القهوة. كما يحرص الكثير من الإثيوبيين عند إقامة جلسات تناول القهوة في المدن، على فرش الأرض بالحشائش أو القش، لاستحضار ذكريات الحياة في القرية.