رغّب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في قراءة القرآن، وبيّن عظم أجر من يقرؤه، ويعمل به، بأن له بكل حرف حسنة، ورغّب كذلك في قراءة بعض الآيات، وبعض السور؛ لفضلها، كآية الكرسي، وآخر آيتين من سورة البقرة، وسورة الإخلاص، وسورة الكافرون، وغير ذلك من السور التي ورد في فضلها أثر مخصوص.
ومن ذلك سورة تبارك: فقد روى الترمذي عن أَبي هُرَيْرَةَ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قالَ: إِنّ سُورَةً مِنَ القُرْآنِ ثَلاَثُونَ آيَةً شَفَعَتْ لِرَجُلٍ؛ حَتّى غُفِرَ لَهُ، وَهِيَ سورة تَبَارَكَ الّذِي بِيَدِهِ المُلْكُ. قال أبو عيسى: هذا حديثٌ حسنٌ. ورواه أبو داود، وغيره. وقال عنها: وددت تبارك الذي بيده الملك في قلب كل مؤمن. رواه الحاكم عن ابن عباس.
ومما ورد في فضلها مع سورة السجدة: ما رواه أحمد، والترمذي عن جابر -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ (ألم تنزيل)، و(تبارك الذي بيده الملك). وهو حديث صحيح، صححه غير واحد من أئمة أهل العلم، منهم الألباني في صحيح الجامع: 4873. ولذلك يستحب قراءتهما قبل النوم كل ليلة؛ لفعله صلى الله عليه وسلم.