تحتفل الفنانة المصرية المعتزلة شمس البارودي، اليوم الأحد، بعيد ميلادها الخامس والسبعون حيث ولدت في مثل هذا اليوم الموافق 4 أكتوبر من عام 1945.
ورغم حياتها الفنية القصيرة، ورغم اعتزالها منذ 38 عامًا كان اسم شمس البارودي ولا يزال براقاً مثيراً للعديد من التساؤلات والشغف والدهشة والرغبة في معرفة الكثير عن هذه الفنانة التي جذبت الأضواء منذ بداياتها ودخولها المجال الفني وهى في عمر 16 عاما وحتى قرارها المفاجئ باعتزال الفن وهى في منتصف العشرينات في أوج شهرتها وجمالها.
ورغم اعتزالها منذ سنوات طويلة ورغبتها في التفرغ للعبادة والحياة الأسرية وحرصها عن البعد عن الأضواء إلا أنها ظلت دائما في مرمى الأضواء التي كانت دائما تبحث عن تلك النجمة حتى في عزلتها، كما أصابها الكثير من هجوم من أرادوا لها أن تعود عن قرار الاعتزال، الذي ربما شجع غيرها من الفنانات حتى دون أن تقصد على اتخاذ مثل هذا القرار، ورغم ذلك كانت شمس البارودي دائما الأكثر تمسكاً بقرارها وعزلتها وعالمها الخاص الذى صنعته لنفسها.
ودخلت شمس الفن صدفة وتركته بهزة غيرت مسارها.
وفى تصريحات خاصة لموقع “اليوم السابع” المصري تحدثت شمس البارودي عن الصدفة التي قادتها للفن والهزة التي أخرجتها منه .
وتحكى شمس أو الحاجة شمس عن طفولتها وأسرتها قائلة: «اسمى شمس الملوك جميل البارودي، وأنا الابنة الكبرى لأسرتي التي تتكون من 6 بنات وولد، ، محمد و ناهد و وفاء و سناء و هناء و صفاء، وكان لي أخت غير شقيقة من أمي اسمها نيفان هي والدة الفنانة غادة عادل وتوفت في سن صغيرة، وأنتمى لعائلة البارودي السورية، ولنا بيت كبير في سوريا، وينتهى نسبى إلى الإمام الحسين، ووالدتي مصرية من أصل تركى، وانتقل جدى لأبى إلى مصر، حيث التحق أبى بالجامعة، وعمل مديرًا لمصانع كافوري للغزل والنسيج، وولدت في الوراق بالجيزة، ثم انتقلنا إلى فيلا بحديقة واسعة بالمعادي، وانضممت في صغرى لفرق الباليه والجمباز».
وعن بداية دخولها المجال الفني قالت: «عندما وصلت لسن 16 سنة كنا نزور صديقا لوالدي، وكان يسكن في نفس العمارة المخرج إبراهيم شكري، ورآني، وكان يجهز وقتها لمسلسل قطر الندى، وعرض على والدى أن أقوم بهذا الدور، ولكن أبى وأمي رفضا، لأنني كنت وقتها في الثانوية العامة، ولكنني فرحت بفكرة الأضواء والشهرة، ورجوتهما أن يقبلا، وبالفعل تم وضع صوري على غلاف المجلات، وبعدها انهالت على العروض، والتحقت بمعهد الفنون المسرحية، ولكن حياتي الفنية كانت قصيرة، وتركت الفن وأنا في أواخر العشرينيات».
كانت شمس البارودي بطلة في أدوارها منذ ظهورها الفني وحققت شهرة ونجومية كبيرة في السينما وشاركت كبار النجوم ولكنها بعد حياة فنية قصيرة قررت الاعتزال.
وتحدثت الحاجة شمس عن قرارها المفاجئ قائلة : «اتخذت هذا القرار في أول عمرة فى حياتي عام 1982، وقبلها كنت أستعد لفيلم جديد واشتريت ملابسه من أكبر محلات باريس، وكنت متزوجة ولدىَّ من الأبناء ناريمان ومحمود، ولم أكن أنجبت كلا من عمر وعبدالله، وكنت فى صحبة أبى، وأنعم الله على بختم القرآن فى أيام العمرة، وعندما وقفت أمام الكعبة استشعرت مدى ضآلة الإنسان وضعفه وقلة حيلته أمام عظمة الله، وقبلت الحجر الأسود، ووقفت فى الثلث الأخير من الليل رافعة يدى وأنا أدعو الله أن يقوى إيمانى، وظللت أردد هذا الدعاء وجسدى يرتجف من البكاء، وكانت تلك الليلة هى الحد الفاصل فى حياتى، وقررت فيها الاعتزال والتفرغ لأسرتى وعباداتى».
وأشارت إلى أنه لم يكن للشيخ الشعراوى دور فى قرار الاعتزال، وأنها التقته بعد هذا القرار بسنوات، وتؤكد أنها لم تبادر بدعوة أى فنانة للاعتزال أو ارتداء الحجاب.
حفظت شمس البارودى القرآن وظلت طوال فترة شبابها ولمدة قاربت 20 عاما ترتدى النقاب حتى قررت منذ سنوات أن تتخلى عنه، وتكتفى بالحجاب، مؤكدة أن الشيخ الشعراوى أفتاها بأن النقاب ليس فرضا، فتركته واكتفت بالحجاب، خاصة عندما كانت تنوى السفر لابنتها ناريمان فى إنجلترا، وكان هناك تضييق على المنتقبات فى أوروبا.
وأكدت الحاجة شمس أنها تعرضت لظروف صعبة خلال هذه الفترة، رغم أنها كانت مدللة طوال حياتها، واضطرت للاستغناء عن المساعدين الذين كانوا يساعدونها فى المنزل ، فضلا عن تعرضها للكثير من الهجوم والتشكيك فى أسباب اعتزالها، مؤكدة أن هذا الهجوم كان يزداد كلما قررت أى فنانة لاعتزال وارتداء الحجاب.
لم تهتم شمس البارودى بهذه الاتهامات ولم تهتز لكل المغريات التى حاولت إثناءها عن هذا القرار بمزيد من العروض لبطولة أفلام جديدة، بل لم تشغل نفسها بالرد على هذه الاتهامات، واكتفت بنشر إعلان تتبرأ فيه من أعمالها، ونشر والدها مقالا يرد فيه على بعض هذه الاتهامات التى ادعى بعضها أن النجمة المعتزلة تلقت تمويلات لاتخاذ هذا القرار.