يعرف مرض الزهايمر بأنه اضطراب تدريجي يتسبب بتلف خلايا الدماغ، ومن علاماته المبكرة نسيان الأحداث الأخيرة أو المحادثات، ومع تقدم المرض، سيشعر المصاب بداء الزهايمر بضعف شديد في الذاكرة ويفقد القدرة على أداء المهام اليومية.
تساعد الأدوية الحالية لداء الزهايمر من تحسين الأعراض مؤقتًا أو تبطئ معدل تفاقم المرض، إلا أنه لا يوجد علاج يمنع تطوره في المخ.
في المراحل المتقدمة من المرض، تؤدي المضاعفات الناجمة عن الفقدان الشديد في وظائف الدماغ – مثل الجفاف أو سوء التغذية أو العدوى – إلى الوفاة.
وفقدان الذاكرة هو العارض الرئيسي لهذا المرض، إذ يبدأ المصاب بنسيان المحادثات والأحداث الأخيرة، وتتطور التغيرات الدماغية تدريجياً حتى تبدأ الأعراض تتمثل في تكرار الأسئلة ونسيان المواعيد وإضاعة الأشياء وعدم معرفة ترتيبها، حتى إنهم يواجهون صعوبة في استذكار الكلمات الوصفية.
توجد خمس مراحل مرتبطة بمرض الزهايمر تعرف عليها بالتفصيل كما يلي وفقاً لموقع ويب طب:
1-مرض الزهايمر قبل السريري
في هذه المرحلة الساكنة لا تظهر أي أعراض لمرض الزهايمر وقد تمتد لمدة طويلة، يطلق على هذه المرحلة اسم مرض الزهايمر قبل السريري.
ولا يتم الكشف عن المرض في هذه المرحلة إلا من خلال تقنيات التصوير الحديثة التي تظهر ترسبات مادة تسمى أميلويد بيتا المرتبطة بمرض الزهايمر.
2-الإعاقة العقلية البسيطة بسبب مرض الزهايمر
هنا تبدأ تغييرات طفيفة في الذاكرة والقدرة على التفكير ليست خطيرة لدرجة التأثير على العمل أو العلاقات.
يعاني المريض من فقدان الذاكرة بمعلومات يسهل تذكرها، مثل المحادثات والأحداث أو المواعيد الحديثة، وتحديد المدة الزمنية المطلوبة لأداء مهمة ما، أو قد يواجهون صعوبة في الحكم بطريقة صحيحة على عدد الخطوات أو التسلسل المطلوب لإكمال مهمة معينة، وقد يكون الاكتئاب مسبباً لهذه المرحلة.
3-الخرف الطفيف بسبب مرض الزهايمر
هنا تتضح الأعراض للمحيطين بالمريض كالتالي:
فقدان الذاكرة بالنسبة للأحداث الحديثة: قد يواجه الأفراد صعوبة في تذكر المعلومات المعروفة حديثًا بوجه خاص ويكررون طرح السؤال نفسه.
صعوبة في حل المشكلات، والمهام المعقدة والأحكام السليمة: فقد يصبح التخطيط مثلاً لمناسبة أسرية أو موازنة دفتر الشيكات أمرًا مرهقًا لهم، كما يعاني الكثير من الأشخاص من هفوات في الحكم، مثلاً عند اتخاذ القرارات المالية.
حدوث تغيرات في الشخصية: قد يصبح الأشخاص مكبوتين أو انسحابيين – لا سيما في المواقف التي تمثل تحديًا اجتماعيًا – أو يظهرون هياجًا أو غضبًا غير معهود. كما يشيع لديهم أيضًا انخفاض نطاق الانتباه والتحفيز لاستكمال المهام.
صعوبة تنظيم الأفكار والتعبير عنها: يصبح إيجاد الكلمات المناسبة لوصف الأشياء أو التعبير بوضوح عن الأفكار تحديًا كبيرًا لهم.
فقدان الطريق أو وضع الأغراض في غير مكانها: يواجه الأفراد مشكلة متزايدة في معرفة طريقهم، حتى في الأماكن المعتادة. كما يصبح شائعًا أيضًا فقدان الأشياء أو وضعها في غير موضعها، بما في ذلك الأشياء القيمة.
4-الخرف المتوسط بسبب مرض الزهايمر
هنا يصبح الأشخاص أكثر تشوشًا ونسيانًا ويبدأون في طلب المساعدة في الأنشطة اليومية والرعاية الذاتية.
ويعاني المصابون بمرض الزهايمر المتوسط من:
ضعف متزايد في الرأي والالتباس الشديد: ينسون المكان الذي يوجدون به، وأي يوم هم فيه من الأسبوع أو أي شهر نحن في الموسم. غالبًا ما يفقدون القدرة على معرفة متعلقاتهم الشخصية وقد يأخذون أشياءً ليست ملكًا لهم سهوًا دون عمد.
قد يخلطون بين أفراد الأسرة أو الأصدقاء المقربين ويظنوهم أشخاصًا آخرين أو يخطئون ويعتبرون الغرباء من الأسرة. غالبًا ما يتسكعون، من المحتمل بحثًا عن الأماكن المحيطة التي تجعلهم يشعرون بأنها مالوفة لهم وأكثر ملائمة. تجعل هذه الصعوبات من غير الآمن لهؤلاء المصابين بالمرحلة المتوسطة من مرض الزهايمر الخروج وحدهم.
يعانون من مزيد من فقدان الذاكرة: قد ينسى الأشخاص تفاصيل قصة حياتهم، مثل عنوانهم أو رقم هاتفهم أو المدرسة التي التحقوا بها. يكررون قصصهم المفضلة أو يختلقون قصصًا لتعويض أي نقص في الذاكرة.
بحاجة إلى المساعدة في بعض الأنشطة اليومية: قد تكون المساعدة مطلوبة عند اختيار الملابس الملائمة للمناسبات أو الطقس أو عند الاستحمام، أو العناية الشخصية أو استخدام الحمام وغيرها من أنشطة الرعاية الذاتية الأخرى. عادة ما يفقد بعض الأفراد قدرتهم على التحكم في البول وقضاء الحاجة (التغوط).
يمرون بتغيرات ملحوظة في الشخصية والسلوك: من المعتاد للمصابين بمرض الزهايمر المتوسط ظهور شكوك عندهم لا أساس لها؛ على سبيل المثال، يصبحوا مقتنعين مثلا أن الأصدقاء أو الأسرة أو مقدمي الرعاية المتخصصين يسرقونهم أو يشكون في أزواجهم. قد يرى الآخرون أشياءً غير موجودة بالفعل أو يسمعونها. غالبًا ما يصبح الأفراد عصبيين أو انفعاليين خاصة آخر اليوم. قد يعاني الأشخاص من حالات سلوك بدني عدوانية.
5-الخرف الحاد بسبب مرض الزهايمر
في مرحلة مرض الزهايمر الحاد (المتأخرة)، يستمر تدهور الوظيفة العقلية ويتطور تأثير المرض على الحركة والقدرات البدنية.
في مرحلة الزهايمر الحاد، عادة ما يعاني الأشخاص من:
فقدان القدرة على التواصل بشكل مترابط: لم يعد الفرد قادرًا على أن يتحدث أو يتكلم بطريقة مترابطة، رغم أنه قد يقول في بعض الأحيان كلمات أو عبارات.
يطلب المساعدة اليومية في الرعاية الشخصية: قد يتضمن هذا المساعدة الكلية في تناول الطعام، وارتداء الملابس، واستخدام دورة المياه وكافة المهام اليومية الأخرى الخاصة بالرعاية الذاتية.
يعانون من تدهور في القدرات البدنية: قد يصبح الشخص غير قادر على السير دون مساعدة، ثم غير قادر على الجلوس أو الإمساك برأسه دون دعم، لدرجة أن العضلات تصبح متيبسة وردود الفعل غير طبيعية. في النهاية، يفقد الشخص القدرة على البلع والتحكم في وظائف المثانة والأمعاء.
فيما ذكر أعلاه أعراض مرض الزهايمر، على الجميع التنبه إليها في حال وجود مسنين في العائلة للتعامل مع الحالة، ومعرفة علاج كل مرحلة منها.
والجدير بالذكر أن النساء أكثرعرضة للإصابة بالمرض من الرجال ذلك أنهم يعمرون أكثر.
أما عن معدل التقدم بالنسبة لمرض الزهايمر فهو متباين بشكل كبير، ويعيش الأشخاص المصابون بمرض الزهايمر وسطياً من 8 إلى 10 سنوات بعد التشخيص، لكن بعضهم يعيش فترة أطول حتى 25 عامًا.
ويسبب الالتهاب الرئوي الوفاة في كثير من الحالات بسبب ضعف البلع الذي يسمح بدخول الأطعمة والمشروبات إلى الرئة، حيث يمكن أن تبدأ العدوى، بالإضافة إلى بعض الأسباب الشائعة الأخرى مثل مضاعفات عدوى المسالك البولية والسقوط.